بحث الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن، الأحد، مع كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، أوجه التعاون المحتملة لتعزيز عجلة التنمية والتطوير الاقتصادي في البلاد، كما التقى ممثلين عن الجالية السورية.
وجرى الاجتماع مع كريستالينا جورجييفا بحسب ما أفادت وكالة "سانا"، في مقر صندوق النقد الدولي بالعاصمة الأميركية واشنطن، خلال زيارة يقوم بها الشرع حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليكون بذلك أول رئيس سوري يدخل البيت الأبيض.
ورغم أن اللقاء المنتظر هو الثالث بين الرئيسين، إلا أنه يتجاوز دلالته التاريخية بعد سنوات من القطيعة بين واشنطن ودمشق، إذ تحفل طاولة ترمب والشرع بمفاوضات مفصلية في ملفات شائكة.
وعلاوة على أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرر رفع اسم الشرع ووزير داخليته أنس خطاب من قوائم العقوبات الأممية، إلا أن العقوبات الاقتصادية لا تزال مستمرة على سوريا، ويهدف الشرع خلال هذه الزيارة إلى تحقيق تقدم في هذا الإطار.
الشرع: أعتز بتاريخي ولا أخجل منه
كما التقى الشرع في واشنطن، ممثلين عن الجالية السورية، لمتابعة أوضاع السوريين في المهجر، وتعزيز التواصل معهم، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، والموفد الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك.
وأكد الرئيس السوري تقديره لنشاط هذه المنظمات ودورها في "نقل الصورة الحقيقية عن السوريين في الخارج"، لافتاً إلى "الأثر الدبلوماسي الذي حققته هذه الجهود في تعزيز حضور الصوت السوري في المحافل الأميركية، ودعم القضايا الوطنية العادلة".
وبحسب ما ذكرت قناة "الإخبارية" السورية، قال الشرع إن الدبلوماسية السورية، وعلى رأسها وزير الخارجية أسعد الشيباني، استطاعت أن تصل إلى مراحل مهمة في وقت قصير، وحققت خلال 11 شهراً إنجازات كبيرة بعد أن كانت معزولة تماماً.
وأضاف: "وضعنا استراتيجية قبل بدء معركة التحرير، وكنا نخطط لمشاريع بناء سوريا، رغم أنها لم تكن بين أيدينا، وكل خطواتنا كانت مدروسة وموفقة. الحفاظ على النصر كُلفته أكبر من تحقيق النصر ذاته، والعمل أمامنا كبير ومكلف".
وحدة الشعب السوري
وأشار الشرع إلى أن "سوريا محور ربط قوي لذلك كانت هدفاً تاريخياً، وعندما نقول إننا نعيد سوريا إلى موقعها الطبيعي، فذلك ليس فقط بزيارات سياسية"، معتبراً أن "أعظم رأس مال لسوريا هو وحدة الشعب السوري في الداخل، وليس بالضرورة أن نتفق تماماً، ولكن أن نتحد".
ونقلت "الإخبارية" عن الرئيس السوري قوله: "أنا أعتز بتاريخي، ولا أخجل من أي مرحلة تاريخية مررت بها".
وعلى الصعيد السياسي قال أحمد الشرع إن على إسرائيل العودة إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر 2024، مؤكداً أن بلاده تسعى لتحقيق استقرار في الجبهة الجنوبية، وأشار إلى أن دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مؤسسات الدولة هو المخرج الطبيعي، واعتبر أن أطرافاً محلية في السويداء "تحالفت مع تجار مخدرات"، ومن وصفهم بـ"الفلول".
والجمعة الماضي، أشاد الرئيس السوري في مقابلة مع "الشرق"، بقرار مجلس الأمن برفع العقوبات المفروضة عليه ووزير الداخلية أنس خطاب، بعد تأييد 14 دولة، ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح، معرباً عن أمله في إجراء المزيد من النقاشات بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، الاثنين، للقاء الرئيس دونالد ترمب.
وقال الشرع في المقابلة التي أجريت على هامش مشاركته في قمة المناخ COP 30 بالبرازيل، إن هذه "أول مرة منذ فترة طويلة يجمع فيها مجلس الأمن على شيء، والحمد لله أنه كان شيئاً متعلقاً بسوريا".
وأضاف: "هذا القرار في الاتجاه الصحيح، من غير المعقول أن يكون رئيس دولة مصنف، ولديه علاقات كثيرة مع كل هذه الدول المعنية".
واعتبر أن سوريا "استطاعت صنع توافق كبير بين دول من الصعب أن تتوافق على شيء، وهذا مؤشر إيجابي لربما يكون بداية لحل الكثير من المشاكل العالقة في العالم".
وقال إن سوريا بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، وهذا أمر "يصب في مصلحة الجميع"، مضيفاً أن سوريا تاريخياً مثلت وزناً كبيراً، وأن الوضع الطبيعي لها هو إقامة علاقات جيدة مع كافة دول العالم.
ورفع مجلس الأمن الخميس، العقوبات المفروضة على الشرع، ووزير الداخلية أنس خطاب، بعدما حظي القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، بتأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت.
وأشار الشرع إلى عدد من الدول التي ساهمت في رفع العقوبات عن سوريا وقال: "هناك الكثير من الدول التي ساعدت سوريا لرفع العقوبات عنها، وإعادة تموضعها الإقليمي والعالمي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وتركيا أيضاً مشكورة، قطر كانت مهتمة بهذا الأمر بشكل كبير وقدمت دعماً مهماً، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الأردن الذي كان له دور كبير".
ولفت إلى إسهام دول أوروبية بينها فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، منوهاً بأن بريطانيا كانت "سباقة في رفع العقوبات عن سوريا".
وقال إن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب كان لها دور كبير، وأضاف أن روسيا والصين "كانت لهما مشاركة جيدة"، في هذا الشأن.
وعن مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال الشرع إن منهجه هو "البدء بالفعل أولاً"، مضيفاً أن النظام السابق "لم يكن يفعل شيئاً"، على صعيد العلاقات.
وأوضح أن هناك "علاقات استراتيجية كثيرة بين سوريا والولايات المتحدة، وسوريا موقعها حساس والآن بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، ومن مصلحة كثير من الدول أن تكون لها علاقات استراتيجية سوريا، وكذلك، من مصلحة سوريا أن تكون لها علاقات استراتيجية مع بقية الدول".
ونوه إلى أن مسار العلاقات مع واشنطن "يحتاج إلى تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش"، وأعرب عن أمله في تتاح الفرصة لمناقشة مستقبل العلاقات خلال زيارته إلى البيت الأبيض والمقررة الاثنين 10 سبتمبر.









