قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن نظيره السوري أحمد الشرع رئيس "قوي، ويقوم بعمل ناجح"، معتبراً أنه على وفاق معه، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ترغب في أن تنجح سوريا.
وأعرب ترمب، خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي، عن أن الولايات المتحدة ترغب في أن تنجح سوريا وبقية الشرق الأوسط.. وأنا واثق أن الرئيس السوري يستطيع تحقيق ذلك.. وسيتمكن الشرع من أداء مهام منصبه.. ونعمل مع إسرائيل لتحسين العلاقات مع سوريا".
وفي منشور عبر "تروث سوشيال"، لاحقاً، قال ترمب: كان من دواعي الشرف أن أقضي بعض الوقت مع أحمد حسين الشرع، الرئيس الجديد لسوريا، حيث ناقشنا التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط، وهو أحد أبرز الداعمين له.. أتطلع إلى اللقاء والتحدث معه مجدداً".
وأضاف الرئيس الأميركي: "الجميع يتحدث عن المعجزة الكبرى التي تحدث في الشرق الأوسط.. إن وجود سوريا مستقرة وناجحة أمر مهم للغاية لجميع دول المنطقة".
وكانت الرئاسة السورية قالت، في بيان، إن "الشرع وصل إلى البيت الأبيض في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، حيث كان في استقباله الرئيس ترمب".
وأضافت: "عقد الرئيسان جلسة مباحثات، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو، تناولت العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافةً إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وبدوره، قال مندوب سوريا بالأمم المتحدة إبراهيم عبد الملك علبي لـ"الشرق"، إن الاتفاق الأمني مع إسرائيل طرح خلال محادثات البيت الأبيض بين ترمب، والشرع.
وأضاف: "الاجتماع بحث في القضايا الاقتصادية والأمنية كافة.. والدبلوماسية السورية تعمل على رفع العقوبات بشكل كامل".
وأشار إلى أن "الاجتماع مع ترمب يؤكد أهمية المرحلة المقبلة".
وقبل ساعات، غادر الشرع، البيت الأبيض، الاثنين، بعد مباحثات أجراها مع ترمب، ليصبح أول رئيس سوري يزور المكتب البيضاوي، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تجديد تعليق فرض عقوبات "قانون قيصر" على سوريا.
"وضع آليات تنفيذ واضحة"
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن الولايات المتحدة أكدت مجدداً دعمها للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل، وسوريا يهدف إلى تعزيز الاستقرار الاستراتيجي.
وذكرت الوزارة أنه بتوجيه من ترمب عقد اجتماع عمل موسع ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ونظيريه الأميركي ماركو روبيو، والتركي هاكان فيدان لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين ووضع آليات تنفيذ واضحة له".
وقالت الخارجية السورية: "اتفق الجانبان خلال المباحثات على المضي في اتفاق العاشر من مارس، بما يشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن صفوف الجيش في إطار عملية توحيد المؤسسات وتعزيز الأمن الوطني".
وعلى الصعيد الاقتصادي، عبر ترمب عن دعم الولايات المتحدة لجهود النهضة والاستثمار في سوريا مؤكداً التزام واشنطن بالمضي في رفع العقوبات المفروضة بموجب "قانون قيصر" بما يتيح تعزيز فرص التنمية وجذب الاستثمارات، بحسب الخارجية السورية.
تعليق "عقوبات قيصر"
وأثناء انعقاد المباحثات بين ترمب والشرع، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تجديد تعليق العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر على سوريا جزئياً لمدة 180 يوماً، موضحة أن "تعليق العقوبات يستثني بعض المعاملات التي تشمل روسيا وإيران".
وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تحل محل إعفاء سابق صدر في مايو الماضي.
ورحب وزير الطاقة السوري محمد البشير بقرار وزارة الخزانة الأميركية تعليق العمل بـ"قانون قيصر"، وقال: "نعتبره خطوة إيجابية نحو تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي كما نؤكد استمرارنا في حماية مصالحنا، وتعزيز بيئة الاستثمار في قطاع الطاقة بما يخدم التنمية المستدامة".
وظهرت بوادر إيجابية للاجتماع حتى قبل بدايته، تمثلت في تمرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً قدّمته إدارة ترمب لرفع اسم الشرع، ووزير داخليته أنس خطاب من قوائم العقوبات الأممية.
"رفع العقوبات"
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد قرر، الخميس الماضي، رفع العقوبات المفروضة على الشرع، وخطاب، بعدما حظي القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، بتأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت.
وجدد مجلس الأمن التزامه "بالاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية"، كما رحّب بالتزام سوريا بضمان "وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق ومكافحة الإرهاب".
وأشار قرار مجلس الأمن إلى أنه يتوقع من سوريا التصدي للتهديد الذي يشكله "المقاتلون الإرهابيون الأجانب"، وحماية حقوق الإنسان لجميع السوريين، ومكافحة المخدرات، والنهوض بالعدالة الانتقالية، والقضاء على أي بقايا للأسلحة الكيماوية، وإقامة عملية سياسية شاملة يقودها السوريون.
وأصبح الشرع رئيساً لسوريا في يناير الماضي، بعد أن أطاحت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام ببشار الأسد في "هجوم مباغت".









