جددت إسرائيل معارضتها إقامة دولة فلسطينية، وذلك عشية تصويت على مشروع قرار أميركي يتعلق بغزة في مجلس الأمن، فيما تمسكت ببقاء قوات الجيش في قمة جبل الشيخ، والمنطقة الأمنية العازلة بسوريا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن معارضة إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية على أي أرض "لم تتغير".
وأضاف نتنياهو أنه "سيتم نزع السلاح من المناطق التي لا تزال تسيطر عليها حركة حماس في قطاع غزة، أي داخل الخط الأصفر"، وتابع: "معارضتنا لإقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن (في إشارة إلى الضفة الغربية) قائمة وثابتة، ولم تتغير مطلقاً".
واعتبر وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أن سياسة تل أبيب "واضحة بشأن عدم قيام دولة فلسطينية"، مشيراً إلى التمسك ببقاء قوات الجيش في قمة جبل الشيخ، والمنطقة الأمنية العازلة بسوريا.
وكتب كاتس، عبر منصة "إكس" أن "الجيش الإسرائيلي سينزع سلاح حماس داخل الخط الأصفر، أما في غزة القديمة، ستتم عملية نزع السلاح عبر قوة دولية، أو بواسطة الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
وتأتي تصريحات كاتس، وسط جهود أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وتقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى أن إدارة ترمب تدرس تخطي مسألة نزع سلاح "حماس"، وبدء تنفيذ إعادة إعمار القطاع الفلسطيني.
بينما في الشأن السوري، جاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد أيام من قول الرئيس السوري أحمد الشرع إن التوصل لاتفاق نهائي مع إسرائيل رهن بانسحابها من المناطق التي سيطرت عليها منذ 8 ديسمبر الماضي.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر إن تل أبيب "لن تسمح بإنشاء أي كيان كهذا"، بحسب وصفه، وذلك قبل تصويت مجلس الأمن المقرر الاثنين، على مشروع القرار الأميركي بشأن خطة الرئيس دونالد ترمب في غزة، ويشمل مساراً إلى إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف ساعر أن "إسرائيل لن توافق على تأسيس دولة فلسطينية في قلب أراض إسرائيل، على مسافة ضئيلة من جميع مراكز سكنها ومع سيطرة طبوغرافية عليها"، على حد وصفه.
نزع سلاح حماس.. وطريق مسدود للمحادثات
ونقلت قناتا "13"، و i24 الإسرائيليتين عن مسؤولين شاركوا في مناقشات مع واشنطن أن التغيير في الاتفاق وتجاوز مسألة نزع سلاح حركة "حماس" قد يدفع المحادثات مع إسرائيل حول مستقبل غزة إلى "طريق مسدود".
وقال مسؤول أمني لـ"القناة 13" إنه "لا يمكن أن يكون هناك إعادة إعمار قبل نزع السلاح، وهذا يتعارض مع خطة الرئيس دونالد ترمب، ويجب نزع سلاح غزة".
ويرى مسؤول إسرائيلي كبير أن هذا التغير في الاتجاه "لن ينجح"، معتبراً أنها "في النهاية تنزع سلاح إسرائيل، تماماً كما حدث في لبنان، حيث لم يفعل الفرنسيون كما هو متوقع شيئاً".
وذكرت قناة "أي 24" أن إسرائيل تشعر بالقلق وخيبة الأمل من التغيير المفاجئ في لغة مشروع القرار، الذي يتحدّث عن "مسار نحو تحقيق تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة".
وقال مسؤولون في واشنطن لنظرائهم الإسرائيليين إنّ "تغيير الصياغة كان ضرورياً لإقناع الدول بالمساهمة بقوات في قوة الاستقرار الدولية".
تصويت في مجلس الأمن على القرار الأميركي
وفي ما يستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار أميركي يتضمن إنشاء قوة دولية في غزة، تكثف الولايات المتحدة لجهودها لدفع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من احتمالية توجه واشنطن لبدء إعادة إعمار القطاع قبل نزع سلاح حركة "حماس".
ويصوت مجلس الأمن، الاثنين، على مشروع قرار أميركي يتضمن إنشاء قوة دولية في غزة تنتشر تحت قيادة موحدة مقبولة لدى "مجلس السلام" الذي وصفه القرار بأنه "إدارة حكم انتقالي يتمتع بشخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تطوير غزة وفقاً للخطة الشاملة".
كما يشمل مشروع القرار "ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، وإنشاء "مسار حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي يضمن التعايش السلمي والمزدهر".
وأعربت الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، وقطر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا، في بيان مشترك عن دعمها لمشروع القرار الأميركي، مشيرةً إلى أن هذه العملية "تُمهد الطريق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة".
وتضمن مشروع القرار الأميركي كذلك "قيام القوة الدولية في غزة ببسط السيطرة والاستقرار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة استناداً إلى معايير ومعالم وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح".
وتعد خطوة إنشاء قوة أمنية دولية في غزة جزء من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والتي تتضمن كذلك نزع سلاح "حماس"، وتنفيذ انسحاب إضافي للقوات الإسرائيلية.












