تتضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تخلي كييف عن أراضٍ لروسيا، واعترافاً أميركياً فعلياً، بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك، وقيوداً على حجم الجيش الأوكراني، وكذلك، تعهد كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك وفقاً لمسودة الخطة التي نشرتها وسائل إعلام أميركية.
وقال مسؤولون أميركيون إن الخطة المكونة من 28 بنداً، لا تزال قيد الإعداد، وإن أي اتفاق نهائي سيتطلب "تنازلات من الجانبين، وليس من أوكرانيا وحدها".
وأضاف المسؤولون في تصريحات لـCNN، أن بعض النقاط المتداولة حالياً، بما في ذلك بعض النقاط التي "تبدو منحازة لمطالب موسكو"، ليست نهائية، وستتطور على الأرجح.
وخلال إحاطة صحافية بعد ظهر الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الخطة ما تزال "في طور التغير".
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب لقائه مع وزير الجيش الأميركي دان دريسكول في كييف الخميس، موافقته على العمل مع إدارة ترمب على الخطة الجديدة، قائلاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه مستعد لـ"عمل بنّاء وصادق وسريع" لتحقيق السلام.
ما الذي تتضمنه مسودة الخطة؟
على غرار وقف إطلاق النار في غزة، تقول المسودة إن "مجلس السلام، برئاسة الرئيس دونالد جي. ترمب"، سيراقب تنفيذها، وإنه سيتم فرض عقوبات في حال حدوث انتهاكات.
اعتراف بسيطرة روسيا على أراض أوكرانية
وتنص المسودة على أن يتم الاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك "كأراضٍ خاضعة للسيطرة الروسية فعلياً، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة".
وسيُعد ذلك تحولاً مذهلاً عن السياسة الأميركية طويلة الأمد التي تعترف بوحدة أراضي أوكرانيا ولا تعترف بتغييرات الأراضي بالقوة، وفق CNN.
وتقول المسودة إن منطقتي خيرسون وزابوريجيا سيتم تجميدهما على خط التماس، "ما يعني اعترافاً فعلياً على طول خط التماس".
وتضيف: "ستتخلى روسيا عن الأراضي المتفق عليها الأخرى التي تسيطر عليها خارج المناطق الخمس".
مناطق منزوعة السلاح
وتدعو الخطة إلى انسحاب القوات الأوكرانية من الأجزاء التي تسيطر عليها حالياً في دونيتسك، "وسيُعتبر نطاق الانسحاب هذا منطقة عازلة محايدة منزوعة السلاح، ومعترف بها دولياً كأراضٍ تابعة للاتحاد الروسي".
وتنص الخطة على أن القوات الروسية لن تدخل المنطقة المنزوعة السلاح. كما سيلتزم البلدان بعدم تغيير الترتيبات الإقليمية المتفق عليها بالقوة، وإلا فلن تنطبق الضمانات الأمنية.
ضمانات أمنية.. وعقوبات
أما الضمانات الأمنية، التي تقول الخطة إن أوكرانيا ستحصل عليها، فلا تُفصّلها المسودة. لكنها تشير إلى أن الولايات المتحدة ستتلقى تعويضاً مقابل ضمانها.
وفي حال غزت روسيا أوكرانيا، "فبالإضافة إلى رد عسكري منسق وحاسم، ستُعاد جميع العقوبات العالمية، وسيُلغى الاعتراف بالأراضي الجديدة وجميع فوائد هذه الصفقة"، وفقاً للمسودة.
وتضيف: "إذا أطلقت أوكرانيا صاروخاً على موسكو أو سانت بطرسبرغ بلا سبب، فسيُعتبر الضمان الأمني لاغياً".
لا انضمام للناتو
وتتضمن المسودة التزاماً بأن لا تنضم أوكرانيا إلى الناتو، وأن لا ينشر الناتو قوات في أوكرانيا، وأن تُرسل الطائرات المقاتلة الأوروبية إلى بولندا.
وتحدد المسودة حجم القوات المسلحة الأوكرانية بـ600 ألف فرد. كما تدعو إلى إجراء انتخابات أوكرانية خلال 100 يوم.
وتدعو المسودة إلى إنشاء "مجموعة عمل مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن القضايا الأمنية لتعزيز وضمان الامتثال لجميع أحكام هذا الاتفاق".
اندماج روسيا في المجتمع الدولي
كما تحدد المسودة عودة روسيا إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك رفع العقوبات، ودعوتها للانضمام مجدداً إلى مجموعة الثماني، وإعادة دمجها في الاقتصاد العالمي.
عفو كامل
وتنص الخطة على حصول "جميع الأطراف" في الحرب على "عفو كامل عن أفعالهم خلال الحرب" وموافقتهم على عدم تقديم أي مطالبات أو النظر في أي شكاوى مستقبلية.
ويلاحَق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الترحيل القسري لأطفال أوكرانيين. وتدعو الخطة إلى إعادة "جميع المحتجزين المدنيين والرهائن"، بمن فيهم الأطفال، وتبادل جميع أسرى الحرب والجثث.
وتنص المسودة على أن يُعاد تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية "تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن يتم توزيع الكهرباء المنتَجة بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا".
البيت الأبيض: خطة ترمب ليست منحازة لموسكو
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال إحاطتها: "لقد أوضح الرئيس ترمب منذ اليوم الأول، وحتى خلال حملته الانتخابية، أنه يريد إنهاء هذه الحرب. لقد أصبح محبطاً من الجانبين، روسيا وأوكرانيا على حد سواء، بسبب رفضهما الالتزام باتفاق سلام. ومع ذلك، يظل الرئيس وفريقه للأمن القومي ثابتين في السعي لإنهاء هذه الحرب".
ورفضت ليفيت الاقتراحات بأن الخطة منحازة بشدة لموسكو، وقالت إن الإدارة "تحدثت بشكل متساوٍ مع كلا الجانبين" لإعدادها.
وأضافت: "إنها خطة جيدة لكل من روسيا وأوكرانيا، ونعتقد أنه يجب أن تكون مقبولة للطرفين، ونحن نعمل بجد لإنجازها".
روبيو: قائمة أفكار محتملة
وأشار وزير الخارجية ماركو روبيو في تصريحات الأربعاء، إلى أن الوثيقة هي "قائمة من الأفكار المحتملة" وليست مقترحاً مكتملاً.
وكتب في منشور على منصة "إكس"، أن "إنهاء حرب معقدة وفتّاكة مثل تلك الدائرة في أوكرانيا يتطلب تبادلاً واسعاً للأفكار الجدية والواقعية. وتحقيق سلام مستدام سيتطلب من الطرفين الموافقة على تنازلات صعبة ولكن ضرورية. ولهذا نواصل إعداد قائمة بالأفكار المحتملة لإنهاء هذه الحرب بناءً على مدخلات من كلا طرفي الصراع".
ومع ذلك، من المرجح أن تثير بعض البنود المتداولة انتقادات من أوكرانيا وداعميها، لأنها ستتطلب تنازلات كبيرة في الأراضي. فالمنطقتان اللتان تشكلان دونباس، ولوغانسك ودونيتسك، لا تزالان تحت سيطرة أوكرانيا جزئياً.
خطة ترمب للسلام بين روسيا وأوكرانيا المكونة من 28 بنداً
- التأكيد على سيادة أوكرانيا.
- إبرام اتفاق شامل لعدم الاعتداء بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا. وسيُعتَبر أن جميع الإشكالات الغامضة التي سادت خلال الثلاثين عاماً الماضية قد تمت تسويتها.
- حال إقبال روسيا على غزو دول مجاورة، سيواصل "الناتو" التوسع.
- عقد حوار بين روسيا و"الناتو" بوساطة أميركية، بهدف حل القضايا الأمنية وتهيئة ظروف لخفض التصعيد، بما يضمن الأمن العالمي ويزيد فرص التعاون والتنمية الاقتصادية.
- تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة.
- قال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" إن هذا سيمثل ضماناً أمنياً صريحاً تقدّمه واشنطن لأوكرانيا، وهي المرة الأولى التي يُطرح فيها ذلك رسمياً خلال هذه المحادثات، رغم أن المقترح لا يقدّم تفاصيل إضافية حول ما ينطوي عليه هذا الضمان.
- تحديد حجم القوات المسلحة الأوكرانية بـ600 ألف فرد. (يبلغ قوام الجيش حالياً بين 800 ألف و850 ألف فرد، وكان يضم نحو 250 ألفاً قبل الحرب، وفقاً لمسؤول أوكراني).
- توافق أوكرانيا على تضمين دستورها بنداً ينص على أنها لن تنضم إلى الناتو، ويتعهد الناتو بإضافة نص إلى مواثيقه ينصّ على عدم قبول أوكرانيا عضواً في المستقبل.
- يتعهد "الناتو" بعدم نشر قوات في أوكرانيا. (تعمل دول في "الناتو"، مثل فرنسا وبريطانيا، على مقترحات منفصلة تشمل نشر أعداد محدودة من القوات الأوروبية على الأراضي الأوكرانية بعد الحرب. يبدو أن هذه الخطة تستبعد هذا الاحتمال).
- نشر مقاتلات أوروبية في بولندا.
- الضمان الأميركي:
- تحصل الولايات المتحدة على تعويض مقابل هذا الضمان.
- إذا قامت أوكرانيا بغزو روسيا، فسوف تفقد الضمان.
- حال غزت روسيا أوكرانيا، بالإضافة إلى رد عسكري حاسم ومنسق، ستُعاد جميع العقوبات العالمية، ويُلغى الاعتراف بالأراضي الجديدة، وتُسحب جميع مزايا هذه الصفقة.
- إذا أطلقت أوكرانيا صاروخاً على موسكو أو سان بطرسبرغ دون مبرّر، يُعتبَر الضمان الأمني لاغياً.
- يحق لأوكرانيا الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وستحصل على وصول تفضيلي قصير الأجل إلى السوق الأوروبية أثناء بحث هذا الملف.
- إطلاق حزمة عالمية قوية لإعادة إعمار أوكرانيا، تشمل ما يلي، دون أن تقتصر عليه:
- إنشاء صندوق تنمية أوكرانيا للاستثمار في الصناعات سريعة النمو، بما في ذلك التكنولوجيا، ومراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي.
- تعاون الولايات المتحدة مع أوكرانيا في إعادة بناء وتطوير وتحديث وتشغيل البنية التحتية للغاز الأوكراني، بما يشمل خطوط الأنابيب ومنشآت التخزين.
- جهود مشتركة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرب من أجل إعادة الإعمار والتحديث في المدن والمناطق السكنية.
- تنمية البنية التحتية.
- استخراج المعادن والموارد الطبيعية.
- يقوم البنك الدولي بإعداد حزمة تمويل خاصة لتسريع هذه الجهود.
- إعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي:
- مناقشة رفع العقوبات والاتفاق عليه بشكل تدريجي وبحسب كل حالة على حدة.
- توقيع الولايات المتحدة اتفاق تعاون اقتصادي طويل الأمد مع روسيا لتحقيق التنمية المتبادلة في مجالات الطاقة والموارد الطبيعية والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات ومشاريع استخراج المعادن النادرة في القطب الشمالي، وغيرها من الفرص الاقتصادية المشتركة.
- دعوة روسيا للعودة إلى مجموعة الثمانية (G8) - (السبع حالياً).
- سيتم استخدام الأموال المجمّدة على النحو التالي:
- استثمار 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة في جهود إعادة إعمار أوكرانيا بقيادة الولايات المتحدة
- تحصل الولايات المتحدة على 50% من الأرباح الناتجة عن هذا المشروع.
- ستضيف أوروبا 100 مليار دولار لزيادة حجم الاستثمارات المتاحة لإعادة إعمار أوكرانيا. كما سيتم الإفراج عن الأموال الأوروبية المجمدة.
- يُستثمر ما تبقى من الأصول الروسية المجمّدة في آلية استثمار مشتركة أميركية–روسية تنفذ مشاريع محددة. ويهدف هذا الصندوق إلى تعزيز العلاقات وزيادة المصالح المشتركة لخلق حافز قوي يمنع العودة إلى الصراع.
- سيتم إنشاء فريق عمل أميركي–روسي مشترك معنيّ بالقضايا الأمنية بهدف تعزيز وضمان الالتزام بجميع بنود هذا الاتفاق.
- ترسخ روسيا سياستها القائمة على عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا في القانون.
- تتفق الولايات المتحدة وروسيا على تمديد العمل بالمعاهدات الخاصة بعدم الانتشار والسيطرة على الأسلحة النووية، بما في ذلك معاهدة START I.
- توافق أوكرانيا على أن تكون دولة غير نووية وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
- سيتم تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وسيتم توزيع الكهرباء المنتجة بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا بنسبة 50:50.
- يتعهد الطرفان بتنفيذ برامج تعليمية في المدارس والمجتمع تهدف إلى تعزيز فهم وتقبل الثقافات المختلفة، والقضاء على العنصرية والتحيز:
- ستعتمد أوكرانيا قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتسامح الديني وحماية الأقليات اللغوية.
- سيوافق الطرفان على إلغاء جميع الإجراءات التمييزية وضمان حقوق وسائل الإعلام والتعليم الأوكرانية والروسية.
- يجب رفض وحظر كل أشكال الأيديولوجيا والأنشطة النازية.
- الأراضي:
- سيتم الاعتراف، بما في ذلك من جانب الولايات المتحدة، بأن القرم ولوجانسك ودونيتسك مناطق خاضعة لروسيا بحكم الأمر الواقع.
- سيتم تجميد وضع خيرسون وزابوريجيا عند خط التماس، بما يعني اعترافاً فعلياً بهذا الخط كحد فاصل.
- ستتخلى روسيا عن المناطق الأخرى المتفق عليها التي تسيطر عليها خارج الأقاليم الخمسة.
-ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الخاضع لسيطرتها حالياً في دونيتسك، على أن تُعتَبَر منطقة الانسحاب منطقة عازلة منزوعة السلاح، تُعترف دولياً بأنها أراضٍ تابعة للاتحاد الروسي، مع عدم دخول القوات الروسية إليها.
- بعد الاتفاق على الترتيبات الإقليمية المستقبلية، تتعهد كل من روسيا وأوكرانيا بعدم تغيير هذه الترتيبات بالقوة. ولا تنطبق أي ضمانات أمنية في حال انتهاك هذا التعهّد.
- ستتعهد روسيا بعدم منع أوكرانيا من استخدام نهر دنيبرو للأغراض التجارية، وستُبرم اتفاقات تضمن حرية نقل الحبوب عبر البحر الأسود.
- لجنة إنسانية ستُنشأ لمعالجة القضايا العالقة:
- تبادل جميع الأسرى والجثامين وفق مبدأ "الكل مقابل الكل".
- إعادة جميع المعتقلين المدنيين والرهائن بمن فيهم الأطفال.
- تنفيذ برنامج لجمع شمل العائلات.
- اتخاذ إجراءات تخفّف معاناة ضحايا النزاع.
- ستجري أوكرانيا انتخابات خلال 100 يوم.
- ستحصل جميع الأطراف المشاركة في النزاع على عفو كامل عن أفعالها خلال الحرب، مع الالتزام بعدم تقديم أي مطالبات أو دعاوى مستقبلية.
- سيكون هذا الاتفاق ملزماً قانونياً، وسيتولى مجلس السلام، برئاسة الرئيس دونالد ترمب، مهمة مراقبة تنفيذه وضمانه، مع فرض عقوبات في حال حدوث أي انتهاكات.
- بمجرد موافقة جميع الأطراف على هذه الوثيقة، يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور انسحاب الطرفين إلى النقاط المتفق عليها لبدء تنفيذ بنود الاتفاق.












