قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن الموعد النهائي المناسب لتوقيع خطة وقف الحرب في أوكرانيا، هو الخميس، مرجحاً تمديد المدة إذا سارت الأمور على ما يرام، فيما تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالعمل مع الولايات المتحدة على خطة سلام، وسط مؤشرات تظهر انقساماً أوروبياً بشأن الخطة الأميركية.
وأضاف ترمب، خلال مقابلة مع "فوكس نيوز"، أن "أوكرانيا تخسر المزيد من الأراضي لصالح روسيا.. حتى وإن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى مواصلة الحرب"، وفق تعبيره.
بدوره، تعهد زيلينسكي بالعمل على نحو سريع وبناء مع الولايات المتحدة على خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا، لكنه قال إنه "لن يخون مصلحة بلاده الوطنية".
وحث في بيان مصور الأوكرانيين على البقاء متحدين في ما وصفه بإحدى أصعب اللحظات في تاريخ البلاد، مضيفاً أنه يتوقع التعرض لمزيد من الضغوط السياسية خلال الأسبوع المقبل.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين، أن كييف تواجه "قراراً صعباً" في ظل الضغوط الأميركية من أجل التوقيع على خطة السلام، الخميس المقبل.
بلورة الخطة الأميركية للسلام
ولاحقاً، أكد الرئيس الأوكراني أن جهود الولايات المتحدة ورئيسها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية هي محل تقدير بالغ، موضحاً أن وفوداً من أوكرانيا، وأميركا، وأوروبا ستعمل معاً لبلورة الخطة الأميركية للسلام.
ولكن زيلينسكي شدد في منشور عبر منصة "إكس" على أن الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا يجب أن تضمن سلاماً حقيقياً، موضحاً أن بلاده تدرس بالفعل هذه الوثيقة.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن الأيام المقبلة ستشهد العديد من الاجتماعات، والمكالمات الهاتفية لبحث الخطة الأميركية، موضحاً أن بلاده تسعى لضمان أن تصبح خطة ترمب مشتركة ومتوافقة تماماً مع الجانب الأوكراني.
وبدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن موسكو تلقت المقترحات الأميركية للسلام في أوكرانيا، وإن الخطة قد تكون أساساً لحل سلمي للنزاع.
وقال بوتين لمسؤولين كبار في تصريحات بثها التلفزيون: "أعتقد أن من الممكن استخدامها أساساً لتسوية سلمية نهائية"، مضيفاً أن الخطة لم تجر مناقشتها بالتفصيل مع روسيا.
وأضاف: "أوكرانيا تعارض الخطة، لكن كييف والقوى الأوروبية لا تفهم حقيقة أن القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا، وستواصل التقدم ما لم يكن هناك سلام".
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث، الجمعة، مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بشأن خطة السلام المقترحة من الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وأوضح المصدران أن زيلينسكي أبلغ إدارة ترمب استعداده للتفاوض، لكن البيت الأبيض يضغط من أجل توقيع الاتفاق بحلول "عيد الشكر" (27 نوفمبر).
وقالت مصادر أميركية مطلعة لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة هددت بقطع تبادل المعلومات الاستخباراتية وإمدادات الأسلحة عن أوكرانيا، وذلك في إطار الضغط عليها للموافقة على إطار عمل اتفاق سلام، ضمن خطة من 28 بنداً اقترحها الرئيس دونالد ترمب.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن كييف تعرضت لضغوط من واشنطن أكبر من أي مناقشات سلام سابقة، وأن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا التوقيع على إطار عمل للاتفاق بحلول الخميس المقبل.
تصدع أوروبي
وذكرت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز" أن أوكرانيا والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، تعمل على مقترح مضاد لخطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة لأوكرانيا تتألف من 28 نقطة.
وذكر أحد المصادر أن المقترح المضاد سيضم على الأرجح دولاً أوروبية أخرى.
في المقابل، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بعد محادثات مع نظيرها الألماني فريدريش ميرتس، إلى دعم خطة السلام الأميركية بشأن أوكرانيا.
وذكر مكتب ميلوني أن رئيسة الوزراء الإيطالية تحدثت مع ميرتس، وأكدا معاً أهمية دعم المقترح الأميركي للسلام في أوكرانيا.
واتفق قادة أوكرانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في وقت سابق الجمعة، على ضرورة أن تحظى كافة القرارات التي تترتب عليها تداعيات على أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدعم أوروبي كامل، وأعلنوا رفضهم لعناصر رئيسية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا والمكونة من 28 بنداً، وفق "بلومبرغ".
وقالت "بلومبرغ" إن اتصالاً أجراه المستشار الألماني، فيريديش ميرتس، مع زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لصياغة رد أوروبي على الخطة التي قدمها ترمب.
خطة ترمب لإنهاء حرب أوكرانيا
وتتضمن خطة ترمب تخلي كييف عن أراضٍ لروسيا، واعترافاً أميركياً فعلياً، بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك، "كأراضٍ خاضعة للسيطرة الروسية فعلياً"، وقيوداً على حجم الجيش الأوكراني، وكذلك، تعهد كييف بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.
وقال مسؤولون أميركيون إن الخطة المكونة من 28 بنداً، لا تزال قيد الإعداد، وإن أي اتفاق نهائي سيتطلب "تنازلات من الجانبين، وليس من أوكرانيا وحدها".
وسيُعد ذلك تحولاً مذهلاً عن السياسة الأميركية طويلة الأمد التي تعترف بوحدة أراضي أوكرانيا ولا تعترف بتغييرات الأراضي بالقوة، وفق CNN.
وتنص الخطة على أن القوات الروسية لن تدخل المنطقة المنزوعة السلاح. كما سيلتزم البلدان بعدم تغيير الترتيبات الإقليمية المتفق عليها بالقوة، وإلا فلن تنطبق الضمانات الأمنية.










