تعهد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتحدي أي محاولة أميركية للإطاحة بحكومته، قائلاً إن "الفشل ليس خياراً"، وذلك في أعقاب توترات أميركية- فنزويلية، بعد أن شنت واشنطن ضربات ضد سفن يُشتبه في تورطها في تهريب المخدرات داخل المياه الدولية، حسبما أفادت به شبكة Sky News.
وأضاف مادورو مرتدياً زياً عسكرياً ملوحاً بسيفه مخاطباً أنصاره خلال مسيرة في كاراكاس، على خلفية توتر متزايد مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب: "يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المباركة من التهديد أو العدوان الإمبريالي، أياً كان مصدره".
وقالت نائبة الرئيس ديلسي رودريجيز: "إنهم يريدون احتياطيات فنزويلا من النفط والغاز. من دون مقابل، يريدون ذهب فنزويلا".
وفي حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية أثناء سفره إلى فلوريدا لقضاء عطلة "عيد الشكر"، أشار ترمب إلى أنه "قد يخطط للتحدث مع مادورو".
وقال الرئيس الأميركي: "إذا استطعنا إنقاذ الأرواح، وإذا استطعنا القيام بالأمور بالطريقة السهلة، فلا بأس. وإذا كان علينا أن نفعل ذلك بالطريقة الصعبة، فهذا جيد أيضاً".
يأتي ذلك فيما تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات المتعلقة بفنزويلا في الأيام المقبلة.
ومنذ سبتمبر الماضي، شنّت القوات الأميركية سلسلة من الضربات ضد سفن يُشتبه في تورطها في تهريب المخدرات في المياه الدولية، ما أسفر عن سقوط 80 شخصاً على الأقل، إذ زعمت واشنطن أن العديد من هذه القوارب غادرت فنزويلا، ووصف مادورو هذا الانتشار بأنه "اعتداء على سيادة البلاد".
"أوقفوا هذا الجنون"
بدورها، اتهمت كوبا، الولايات المتحدة بالسعي لإسقاط حكومة مادورو بالعنف، ووصفت وجودها العسكري في المنطقة بأنه "مبالغ فيه وعدواني".
وقال وزير خارجية البلاد، برونو رودريجيز، إن الإطاحة بزعيم فنزويلا سيكون "خطيراً للغاية، ناهيك عن كونها تعد انتهاكاً للقانون الدولي".
وأضاف: "نناشد شعب الولايات المتحدة وقف هذا الجنون. يمكن للحكومة الأميركية أن تتسبب في عدد لا يُحصى من الوفيات، وتخلق سيناريو من العنف وعدم الاستقرار في نصف الكرة الأرضية لا يمكن تصوره".
وشكك النقاد في قانونية الحملة الأميركية، وجادلوا بأنها ترقى إلى عمليات قتل خارج نطاق القضاء، حيث أشار استطلاع رأي حديث إلى أن 29% فقط من الناخبين يؤيدون هذه السياسة.
ولا يعترف ترمب، شأنه شأن سلفه جو بايدن، بمادورو زعيماً للبلاد، إذ يقضي الرئيس الفنزويلي حالياً فترة ولايته الثالثة بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، رغم وجود أدلة على هزيمته من قِبل المعارضة بفارق ضئيل.
ووُجّهت اتهامات متكررة لمادورو وكبار المسؤولين بارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" ضد معارضي الحكومة الحقيقيين والمفترضين.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، صنّفت الولايات المتحدة عصابة "كارتل دي لوس سولس" الفنزويلية "منظمة إرهابية أجنبية" لاستيرادها المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة. وزعمت إدارة ترمب أن مادورو جزء من هذه العصابة، لكن المسؤولين الفنزويليين وصفوا وجودها بأنه "افتراء سخيف".










