قالت الشرطة الفرنسية، الأربعاء، إنها قامت بتوقيف 4 أشخاص، بينهم امرأة روسية تدير منظمة غير ربحية مقرها فرنسا، للاشتباه في "تجسسهم" لصالح قوة أجنبية، حسبما أفادت به صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأفاد ممثلو الادعاء في باريس بأن "3 من المتهمين وُضعوا رهن الاحتجاز المؤقت، في حين مُنع رجل رابع، متهم بالتواطؤ مع قوة أجنبية، من مغادرة فرنسا وعليه مراجعة الشرطة".
وأضافوا أن "اثنين من الأشخاص يحملون الجنسية الروسية، بينهم امرأة فرنسية روسية، أطلقت عليها السلطات اسم (آنا نوفيكوفا)، أسست جمعية SOS Donbass، التي تصف نفسها بأنها تساعد الناس في منطقة شرق أوكرانيا"، إذ تُدرج المنظمة، التي تدعو على موقعها الإلكتروني إلى وقف تسليم الأسلحة للجيش الأوكراني وتشكيل "جسر سلام" بين أوروبا وروسيا، نوفيكوفا كمؤسس لها.
وأوضح الادعاء أنها كانت تحت المراقبة منذ يناير الماضي، إذ كان ضباط الأمن الوطني الفرنسي يحققون في أفعال قامت بها "قد تضر بالمصالح الأساسية للأمة".
وقال: "كان يُشتبه بها على وجه الخصوص في أنها تواصلت مع مسؤولين تنفيذيين بشركات فرنسية مختلفة للحصول على معلومات عن المصالح الاقتصادية الفرنسية".
"مواجهة هجينة" مع روسيا
ووقعت الاعتقالات يوميْ 20 و21 نوفمبر الجاري، بعد أن وجد المحققون أيضاً صلة بحادثة أخرى، وهي وضع ملصقات مؤيدة لروسيا على "قوس النصر"، حيث عُثر على الملصقات، التي تحمل شعار "شكراً للجندي السوفيتي المنتصر"، في أوائل سبتمبر على النصب التذكاري الباريسي.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع الوضع بأنه "مواجهة هجينة" مع روسيا، تشمل مجموعة من الإجراءات تتراوح بين الاستفزازات الدبلوماسية والهجمات الإلكترونية وحملات التضليل الإعلامي.
وكانت فرنسا هدفاً للعديد من الأعمال الدعائية المثيرة، مثل التوابيت الفارغة التي تُركت بالقرب من برج إيفل في عام 2024، لردع الدعم العسكري الفرنسي لأوكرانيا، ما دفع إلى إجراء تحقيق فيما إذا كانت روسيا أو جماعات مرتبطة بها دبرت ذلك.
وأُلقي القبض على اثنين من المولدوفيين يُعتقد أنهما على صلة بجهود الدعاية الروسية، بسبب العثور على أكثر من 200 من "نجمة داوود" مرسومة على مباني باريس في عام 2023، وتم منذ ذلك الحين ربط كتابات أخرى تهدف إلى بث الفرقة وزعزعة استقرار فرنسا بتلك الشبكات.
وأفادت النيابة العامة بأن تسجيلات كاميرات المراقبة قادت الشرطة إلى رجل روسي متورط في قضية ملصقات قوس النصر، وكان من بين المعتقلين في الأيام الأخيرة.
وأضافت النيابة أنه تبين بعد ذلك أنه كان على اتصال هاتفي مع "آنا نوفيكوفا"، المتهمة بجرائم قد تصل عقوبتها إلى السجن 45 عاماً وغرامات قدرها 600 ألف يورو، بما في ذلك المشاركة في الجريمة المنظمة والتجسس والاستخبارات لصالح جهة أجنبية.
وفي جميع أنحاء أوروبا، كانت الحكومات في حالة تأهب قصوى لعلامات التدخل الروسي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ تراوحت الحوادث بين تحليق مسيرات مشبوهة بالقرب من المطارات إلى عمليات تخريبية، مثل انفجار خط سكك حديد في بولندا هذا الشهر، والذي ألقت الحكومة باللوم فيه على روسيا.
وكانت ألمانيا، باعتبارها أكبر مورد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا في القارة، هدفاً خاصاً للعمليات الروسية السرية، إذ أُلقي القبض على رجلين في بافاريا في وقت سابق من هذا العام، للاشتباه في كونهما عميلين روسيين والتخطيط لقصف مواقع صناعية وعسكرية.











