غارات إسرائيلية على شمال القطاع بالتزامن مع اقتحامات لمدن الضفة الغربية

اتفاق غزة | مفاوضات بشأن "قوة الاستقرار" الدولية.. وقطر تشير إلى "مرحلة حرجة"

فلسطينيون حول ذويهم ضحايا غارة إسرائيلية على مدينة غزة على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار. 3 ديسمبر 2025 - REUTERS
فلسطينيون حول ذويهم ضحايا غارة إسرائيلية على مدينة غزة على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار. 3 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، السبت، أن مفاوضات السلام في غزة "تمر بمرحلة حرجة"، مشيراً إلى أن الوسطاء في مصر وتركيا والولايات المتحدة، يعملون معاً للدفع نحو المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن تحقيق الاستقرار في القطاع المدمر، "لن يتم إلا حال الانسحاب الإسرائيلي الكامل" من القطاع، بينما أشار وزير الخارجية التركي إلى نقاشات بشأن تشكيل "قوة الاستقرار الدولية"، وطبيعة مهمتها وقواعد الاشتباك.

وقالت مصادر طبية في قطاع غزة، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قصف بيت لاهيا، فيما جدد نسف منازل وقصف أحياءً بمناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع اقتحامات في مدن الضفة الغربية.

وأشار وزير الخارجية القطري، في كلمة له، السبت، بـ"منتدى الدوحة 2025"، أن الوسطاء في اتفاق غزة (قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة)، يعملون على "رسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية في اتفاق وقف إطلاق النار"، مشدداً على ضرورة العمل على وضع "حل جذري للصراع" يشمل قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. 

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال المنتدى، أن الوسطاء (قطر ومصر وتركيا)، يواصلون الضغط والعمل مع الإدارة الأميركية من أجل الوصول إلى "حل مستدام"، و"تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بشأن دولتهم المستقبلية".

ولفت رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، إلى الانتقادات التي تتعرض لها بلاده بشأن استضافة قيادات حركة "حماس" الفلسطينية، مضيفاً: "الذين ينتقدون دولة قطر هم من يحتاجون إلينا لفتح قنوات الاتصال، في النهاية قطر توفر المنصة لهؤلاء الأشخاص، وهذا لا يعني أننا ننحاز لطرف أو لآخر. دورنا هو الحرص على استمرارية الحوار، وأن تكون نتائجه إيجابية لإنهاء المعاناة الإنسانية"، مشيراً إلى أنه "لولا التواصل مع حركة حماس لكان من الصعب إبرام اتفاق وقف إطلاق النار". 

قوة دولية على الخط الأصفر

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، إنه ينبغي نشر القوة الدولية لإرساء الاستقرار في غزة على طول "الخط الأصفر" للتحقق من وقف إطلاق النار في القطاع.

فيما قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت أيدي إنه يجب تشكيل قوة إرساء الاستقرار في غزة ومجلس السلام هذا الشهر، محذراً من أن وقف إطلاق النار الحالي "هش ولا يمكن أن يصمد لأسابيع أخرى في مرحلته الحالية".

وأضاف، في كلمة ألقاها خلال منتدى الدوحة في قطر، أن تلك القوة الدولية يجب أن تؤدي دورها كبعثة لحفظ السلام.

وبحسب مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واقترحته واشنطن، ستستخدم القوة الدولية "جميع التدابير اللازمة" لنزع السلاح وحماية المدنيين وإيصال المساعدات وتأمين حدود القطاع ودعم قوة شرطة فلسطينية مدربة حديثاً.

بدوره، أبدى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، استعداد بلاده للمشاركة في جهود السلام في غزة، مشيراً إلى مفاوضات دولية، يقودها الوسطاء في اتفاق غزة، بشأن تشكيل قوة الاستقرار الدولية المنصوص عليها في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبيان مهمتها وقواعد الاشتباك.

وأضاف خلال جلسة منتدى الدوحة التي حملت عنوان "الوساطة في زمن التفكك": "حين نحدد مهمة قوة الاستقرار علينا أن نتحلى بالواقعية، وأن نركز على التفاصيل. هدفنا من القوة الدولية هو الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الحدود، وبعد ذلك نتطرق لقضايا أخرى، هناك جهات أخرى ستعمل معها مثل قوات الشرطة التي سيتم تدريبها والإدارة المحلية الفلسطينية ومجلس السلام. كل هذه الكيانات ستعمل بشكل متناغم لتكون المنظومة حاضرة وجاهزة".

تحديات أمام "قوة الاستقرار" الدولية

وتابع فيدان: "تواجه القوة الدولية تحديات كبيرة على مستوى تأسيسها وبنية قيادتها اللوجستية (...) هناك الكثير من الأمور التي تم الاتفاق عليها، لكن هناك تفاصيل أخرى سيتم الاتفاق عليها لاحقاً". 

والشهر الماضي، أبدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، رفض تل أبيب، لنشر جنود أتراك في غزة، ضمن قوة الاستقرار متعددة الجنسيات، في حين أشار المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، خلال فعاليات "حوار المنامة، الشهر الماضي، إلى أن تركيا ستشارك في "المهمة الدولية"، رداً على سؤال بشأن اعتراضات إسرائيل.

وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، قال الشهر الماضي، إن أنقرة يمكن أن تضطلع "بدور بناء"، مضيفاً أن واشنطن لن تفرض في الوقت نفسه أي شيء على إسرائيل عندما يتعلق الأمر بقوات أجنبية "على أراضيها".

وبموجب خطة ترمب المكونة من 20 نقطة، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من غزة على مراحل، مع انتشار قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع، لكن حجم القوة وصلاحياتها والمساهمين فيها لا تزال أموراً غير واضحة.

وكان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، تيموثي هوكينز، اعتبر، الجمعة، أن استقرار قطاع غزة، يعد أولوية لدى الولايات المتحدة، في إطار حرصها على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف خلال مقابلة مع "الشرق": "رأيتم في الأشهر القليلة الماضية أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وبعد خمسة أيام من التوقيع على هذا الاتفاق، أسست الولايات المتحدة مركز التنسيق المدني العسكري في إسرائيل، الذي يُفترض أن يكون مركزاً لتنسيق المساعدات المقدمة لقطاع غزة".

وتابع: "أكثر من ذلك قمنا بدعوة وتجهيز بنية تسمح لنا بالعمل مع عدد من الشركاء الدوليين، وقرابة 50 دولة بقيادة الولايات المتحدة".

قصف إسرائيلي على غزة واقتحامات في الضفة

ميدانياً، قالت مصادر طبية في قطاع غزة، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قصف بيت لاهيا، فيما جدد نسف منازل، وقصف أحياءً بمناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع اقتحامات في مدن الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر قولها، إن الجيش الإسرائيلي قصف محيط مسجد الرباط بمشروع بيت لاهيا، كما قصفت طائرة مسيرة محيط دوار العطاطرة غرب المدينة، ما أودى بحياة فلسطينيين اثنين، وإصابة 3 آخرين.

كما يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف ونسف منازل شرق حيي التفاح والزيتون بمدينة غزة، وشرق بيت لاهيا شمالاً، ومخيم البريج، ومدينة رفح، وسط وجنوب القطاع، في حين أطلقت مسيرة قنبلة قرب محطة الغاز في منطقة أبو عكر بالسطر الشرقي بمدينة خان يونس.

في السياق، اعتقل الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، 4 فلسطينيين من قرية النبي صالح، شمال غربي مدينة رام الله.

وأفادت مصادر محلية، بأن الجيش اقتحم القرية، في حين اعتقل عدداً من الشبان الفلسطينيين خلال اقتحامه بلدة بدّو شمال غرب القدس المحتلة، ليل الجمعة.

ونقلت محافظة القدس عن مصادر محلية، قولها إن "الجيش الإسرائيلي اقتحم البلدة، وأطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز السام بكثافة، تزامناً مع انتشار واسع في المنطقة، قبل أن يعتقل عدداً من الشبان".

ويشهد شمال الضفة الغربية توتراً متصاعداً نتيجة ما تصفه إسرائيل بـ"حملة عسكرية واسعة" من الجيش الإسرائيلي، تشمل تدمير البنى التحتية، واقتحام المنازل والاعتقالات، مع تصاعد عنف المستوطنين.

تصنيفات

قصص قد تهمك