ماتشادو: "أعتقد أن إجراءات ترمب أضعفت نظام مادورو"

أول ظهور علني.. زعيمة المعارضة الفنزويلية تتحدى مادورو وتغادر إلى النرويج

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تظهر على شرفة من فندق "جراند" بعد أن تسلمت ابنتها آنا كورينا سوسا ماتشادو جائزة نوبل نيابةً عنها في أوسلو. 11 ديسمبر 2025 - reuters
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تظهر على شرفة من فندق "جراند" بعد أن تسلمت ابنتها آنا كورينا سوسا ماتشادو جائزة نوبل نيابةً عنها في أوسلو. 11 ديسمبر 2025 - reuters
دبي -الشرق

نجحت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، بالخروج من بلادها والتوجه إلى النرويج، الخميس، وذلك بعد أن قضت أكثر من عام مختبئة، مشيرة إلى أن الفضل بذلك يعود إلى الولايات المتحدة، إذ يأتي ذلك في خضم توتر بين واشنطن وكاراكاس على خلفية ضربات "قوارب المخدرات".

وقالت ماتشادو في تصريحات نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" من أوسلو، بعد ساعات من وصولها إلى النرويج، للمشاركة في احتفالات حصولها على جائزة "نوبل" للسلام: "تلقينا دعماً من حكومة الولايات المتحدة"، إذ امتنعت عن الكشف عن تفاصيل مغادرتها، موضحةً أنها "أرادت حماية معاونيها".

وأضافت في إشارةٍ إلى رحلتها: "أعتقد أن المخاطرة، رغم ارتفاعها الشديد، كانت تستحق العناء. وبالطبع، ربما تكون مخاطرة العودة أعلى بكثير". ولم تُفصح زعيمة المعارضة في فنزويلا عن خطواتها السياسية المقبلة، لكنها قالت إنها ستُخصّص وقتها في البداية للتواصل مع أطفالها الثلاثة وفريقها، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

وقالت: "لم أستطع النوم الليلة الماضية، فقد ظلّت ذكريات اللحظة الأولى التي رأيت فيها أطفالي تُراودني مراراً. لأسابيع عدة، كنتُ أفكر في هذا الاحتمال، وأتساءل أيّهم سأُعانقه أولاً".

ورغم أن عدد الفنزويليين في النرويج قليل، إلا أن ظهور ماتشادو في أوسلو، استقطب حشداً صغيراً من المؤيدين، وعندما ظهرت من شرفة الفندق الذي تقيم فيه، علت أصوات الناس التي هتفت: "حرية" و"سلام" بالإسبانية، وأنشدوا النشيد الوطني الفنزويلي.

وأقرت ماتشادو، بأنها قد تواجه الاعتقال، حال عودتها إلى فنزويلا في ظل الحكومة الحالية، مضيفة أنها "غير متأكدة من موعد عودتها".

وفي وقت سابق، صرحت ماتشادو بأن الحكومة الفنزويلية لم تكن على علم بمكان إقامتها، وأنها كانت ستحاول منعها من السفر إلى النرويج، حيث تسلمت ابنتها الجائزة نيابةً عنها، الأربعاء الماضي.

إجراءات ترمب "الحاسمة"

وعادت ماتشادو إلى الساحة الدولية مع تصعيد الرئيس دونالد ترمب ضغوطه بشكل حاد على الحكومة الفنزويلية، التي اتهمتها إدارته بإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات والمجرمين، وهي مزاعم دحضها الخبراء. 

ولم تُعلّق ماتشادو بشكل مباشر على عملية احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، لكنها أعربت مراراً عن دعمها لجهود واشنطن الرامية إلى قطع مصادر تمويل الرئيس نيكولاس مادورو.

وقالت للصحافيين: "أعتقد أن إجراءات ترمب كانت حاسمة في الوصول إلى الوضع الراهن، حيث أصبح النظام أضعف من أي وقت مضى".

وأضافت: "يجب رفع كلفة البقاء في السلطة، وخفض كلفة التخلي عنها. عندها فقط سينهار هذا النظام. وهذا هو المسار الذي نسلكه الآن".

اقرأ أيضاً

وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا.. من يملك قرار إعلان الحرب في أميركا؟

تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا أعاد الجدل بشأن صلاحيات الرئيس الأميركي وسط محاولات الكونجرس لتأكيد دوره التشريعي في قرارات استخدام القوات المسلحة.

وتجنبت ماتشادو الإجابة عن أسئلة حول تهديدات ترمب بشن عمل عسكري في فنزويلا، لكنها تبنّت تصوير إدارة ترمب لحكومة مادورو، واصفةً إياه بـ"العقل المدبر الإجرامي المتورط في طيف واسع من الأنشطة غير القانونية بالتعاون مع خصوم أميركا"، لكنها قالت، في إشارة إلى الحشد العسكري الأميركي: "أعتقد أن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها".

واختفت ماتشادو عن الأنظار بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، والتي حقق فيها المرشح الذي دعمته فوزاً ساحقاً، وفق مراقبين دوليين، بينما أعلن الرئيس نيكولاس مادورو فوزه، وتمسكه بالسلطة.

وقال وزير الداخلية الفنزويلي، ديوسدادو كابيلو، الأربعاء الماضي، إن حكومة بلاده، كانت على علم بتحركاتها. كما صرح مسؤولون فنزويليون سابقاً، بأن ماتشادو ستُعتبر "هاربةً، إذا غادرت البلاد".

وقال محللون، إن قرار ماتشادو مغادرة فنزويلا، أعادها إلى مكانتها كلاعب رئيسي في تصاعد التوتر بين ترمب ومادورو، لكنهم أشاروا إلى أنها قد تواجه ضغطاً هائلاً، إذ عليها أن تُحوّل مكانتها الدولية البارزة إلى تغيير سياسي قبل أن تفقد الدعم داخل فنزويلا.

وقدّمت إدارة ترمب حملتها العسكرية في منطقة الكاريبي على أنها حرب ضد عصابات المخدرات، التي تزعم أنها ترهب الولايات المتحدة بتسببها في وباء وفيات مرتبطة بالمخدرات، فيما وصفت مادورو بأنه "إرهابي مخدرات ورئيس منظمتين إجراميتين".

ولا تلعب فنزويلا أي دور يُذكر في إنتاج وتهريب مادة "الفنتانيل"، المسؤولة عن غالبية الوفيات المرتبطة بالمخدرات في الولايات المتحدة، كما أن هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية يُعدّ لاعباً ثانوياً نسبياً في تجارة الكوكايين.

تصنيفات

قصص قد تهمك