حذر الكرملين، الأربعاء، من فرض عقوبات أميركية محتملة على روسيا، معتبراً أنه "يضر بالتحسن في العلاقات مع واشنطن"، في ظل الجهود الأميركية لإبرام اتفاق للتسوية في أوكرانيا، لافتاً إلى أن موسكو "على دراية بأن واشنطن لديها مثل هذه الخطط" المتعلقة بالعقوبات، في حال عدم إبرام اتفاق للسلام في أوكرانيا.
وشدد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، على أن موقف روسيا من نشر أي قوات أوروبية في أوكرانيا "معروف على نطاق واسع"، مشيراً إلى أنها مسألة "يمكن مناقشتها"، خلال الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، والتي أشار إلى أنها لن تكون خلال الأسبوع الجاري.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: "موقفنا من الوحدات العسكرية الأجنبية على أراضي أوكرانيا معروف جيداً. وهو ثابت ومفهوم تماماً. وروسيا وعارضت مراراً فكرة نشر قوات. لكني أكرر، هذه مسألة تخضع للمناقشة"، حسبما أوردت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".
يأتي ذلك بالتزامن مع جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى "تسوية نهائية سريعة" للصراع الذي يقترب من دخول عامه الرابع، غير أن أوروبا، كما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، ترى أن "اتفاق سلام سيئ يترك كييف ضعيفة وعُرضة للخطر أسوأ، في المرحلة الراهنة، من عدم التوصل إلى أي اتفاق"، الأمر الذي يدفع باتجاه استمرار القضايا العالقة في الخطة الأميركية.
نتائج محادثات برلين
واستبعد بيسكوف زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو هذا الأسبوع، مضيفاً أن موسكو تتوقع من الجانب الأميركي تقديم معلومات بشأن نتائج المحادثات المتعلقة بالتسوية في أوكرانيا "حالما تكون جاهزة".
وأوضح أن ويتكوف، بصفته عضواً في فريق الرئيس الأميركي "يتبنى نهج (الرئيس دونالد) ترمب، لا نهج موسكو في عملية السلام الأوكرانية"، مضيفاً أنه "مع كل اتصال جديد مع موسكو، يحصل ويتكوف على فرصة لفهم موقف روسيا أكثر".
ومضى قائلاً: "سيتضح مدى رغبة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي في السلام بعد استلام الوثائق التي تتضمن مقترحات من بروكسل وكييف".
وقدمت الولايات المتحدة التزاماً بدعم الضمانات الأمنية الأوروبية لأوكرانيا. ومع ذلك فإن العقبة الأكبر أمام قبول أوكرانيا بمقترح السلام الأميركي، تظل "مسألة التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا"، والتي لا تزال دون حل.
على الجانب الأخر، ترى روسيا، أن مشاركة الدول الأوروبية في مناقشة تسوية الحرب في أوكرانيا "لا تبشر بخير"، فيما لم تتلق موسكو بعد أي إشارات بشأن نتائج محادثات برلين.
عقوبات أميركية محتملة
ورداً على سؤال بشأن تقرير أوردته "بلومبرغ"، يفيد بأن الولايات المتحدة تجهز حزمة جديدة عقوبات جديدة على روسيا، حال عدم موافقة موسكو على تسوية سلمية في أوكرانيا، قال بيسكوف إنه لم يطلع على التقرير، محذراً من أن أي عقوبات تضر بجهود إصلاح العلاقات الأميركية- الروسية.
وأفادت "بلومبرغ"، الأربعاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، بأن الولايات المتحدة تستعد لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي لزيادة الضغط على موسكو في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا.
وذكر التقرير، أن الولايات المتحدة تدرس خيارات مثل استهداف سفن ما يسمى بـ"أسطول الظل" الروسي المكون من ناقلات تستخدم لنقل نفط موسكو، والمتعاملون الذين يسهلون المعاملات.
ويُستخدم مصطلح "أسطول الظل" للإشارة إلى ناقلات النفط القديمة المخفية للتغلب على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ أن شنت غزواً على أوكرانيا في عام 2022.
وأضافت "بلومبرغ"، أن التدابير الجديدة ربما يعلن عنها هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، ناقش هذه الخطوة عندما التقى مجموعة من السفراء الأوروبيين في وقت سابق من الأسبوع الجاري.












