قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن روسيا مستعدة لوقف النزاع في أوكرانيا "فوراً"، إذا حصلت على ضمانات أمنية، مضيفاً أن الكرة الآن باتت في ملعب الغرب وأوكرانيا.
وأضاف بوتين في مؤتمر "نتائج العام" السنوي، الذي يجيب فيه عن أسئلة المواطنين والإعلام، أن موسكو لا ترى أن أوكرانيا مستعدة للتسوية، أو تقديم تنازلات بشأن الأراضي، مضيفاً أن قواته "تواصل التقدم على طول خط التماس على الجبهة".
وقال إن كييف "ترفض إنهاء الأزمة بالأساليب السلمية، لكننا نعلم ونرى أن هناك إشارات بأنها مستعدة لإجراء حوار ما"، وتابع: "نحن مستعدون لإنهاء الأزمة بالطرق السلمية، وعبر التخلص من الجذور الأساسية للأزمة".
وأضاف: "نحن مستعدون للعمل مع أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولكن على أساس المساواة".
واعتبر الرئيس الروسي أن القوات الروسية "تملك زمام المبادرة الاستراتيجية بالكامل، وهي تتقدم على طول خط التماس بأكمله"، بعد أن تمكنت من طرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية، التي كانت توغلت فيها وبقيت داخلها لعدة أشهر.
وقال بوتين إن "الجيش الروسي هو من يسيطر على كوبيانسك (في منطقة خاركيف)، وفي الشرق نتقدم نحو زابوروجيا بسرعة".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الاستيلاء على كراسنوأرميسك (بوكروفيسك الأوكرانية)، "أمر بالغ الأهمية. ومن هناك، أصبح من الممكن شن عمليات هجومية أخرى".
وقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبذل جهوداً صادقة لإنهاء الحرب، مضيفاً أنه تم الطلب من موسكو أن تقدم تنازلات. وتابع: "الكرة في ملعب الغرب وأوكرانيا".
الأصول الروسية في أوروبا
وعن فشل خطة الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا، قال بوتين إن زعماء الاتحاد "فشلوا في السرقة بسبب العواقب الوخيمة المحتملة على السارقين".
واعتبر أنه في حال نجاح الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق، فإن ذلك، كان من شأنه "تقويض الثقة في منطقة اليورو". وتابع: "سندافع عن مصالحنا في المحاكم".
تفاؤل أميركي واجتماعات في ميامي
وجاءت تصريحات بوتين، رغم تفاؤل أميركي حيال مسار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما قال الرئيس دونالد ترمب إن المحادثات الجارية "تقترب من إنجاز شيء ما"، وذلك قبيل اجتماع أميركي روسي مرتقب.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في تصريحات خلال فعالية بالبيت الأبيض: "آمل أن تتحرك أوكرانيا بسرعة، لأن روسيا موجودة هناك"، في إشارة إلى المكاسب الميدانية الروسية الأخيرة في ساحة المعركة.
ويعتزم مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا عقد اجتماع في مدينة ميامي بولاية فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع، في إطار مساعي إدارة ترمب لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو، المستمرة منذ ما يقرب من 4 سنوات.
وذكرت مجلة "بوليتيكو"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، الأربعاء، أن الخطط لم تُحسم بعد، لكن في حال انعقاد الاجتماع هذا الأسبوع، ستعرض الإدارة الأميركية نتائج أحدث جولة من المناقشات على المسؤولين الروس، الذين لم يُظهروا تغيراً يُذكر في مطالبهم.
ومن المتوقع أن يضم الوفد الروسي رئيس صندوق الثروة السيادي كيريل دميترييف، وفقاً لأحد المصدرين، فيما سيمثّل الجانب الأميركي المبعوثان ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر.
اتصالات روسية أميركية
وفي المقابل، قال الكرملين، الخميس، إن روسيا تستعد لاتصالات مع الولايات المتحدة لفهم مدى تغير الأطروحات المتفق عليها سابقاً بشأن خطة ترمب لوقف حرب أوكرانيا.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن "إمكانات العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة كبيرة ومتبادلة المنفعة"، معتبراً أن "العديد من محاورينا الأميركيين يشاركوننا وجهة نظرنا، أن إمكانات علاقاتنا كبيرة، وذات منفعة متبادلة".
وشدد بيسكوف على أن موقف روسيا من نشر أي قوات أوروبية في أوكرانيا "معروف على نطاق واسع"، مشيراً إلى أنها مسألة "يمكن مناقشتها"، خلال الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو والتي أشار إلى أنها لن تكون خلال الأسبوع الجاري.
وتابع: "موقفنا من الوحدات العسكرية الأجنبية على أراضي أوكرانيا معروف جيداً وهو ثابت ومفهوم تماماً.. وروسيا عارضت مراراً فكرة نشر قوات لكني أكرر، هذه مسألة تخضع للمناقشة".













