محدّث
سياسة

دمشق: ملتزمون بمكافحة "التنظيم".. ووزير الدفاع الأميركي: ليست بداية حرب وإنما إعلان انتقام

هجوم أميركي واسع النطاق ضد "داعش" في سوريا.. وترمب: رد انتقامي بالغ القوة

أحد عناصر القوات الجوية الأميركية يقوم بتركيب نظام ذخيرة GBU-31 على طائرة F15 قبيل غارات أميركية واسعة النطاق على تنظيم داعش في سوريا. 19 ديسمبر 2025 - Reuters
أحد عناصر القوات الجوية الأميركية يقوم بتركيب نظام ذخيرة GBU-31 على طائرة F15 قبيل غارات أميركية واسعة النطاق على تنظيم داعش في سوريا. 19 ديسمبر 2025 - Reuters
دبي -الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الجمعة (بالتوقيت المحلي)، عن تنفيذ ضربة واسعة النطاق ضد مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سوريا، قال وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث إنها تأتي في سياق عملية باسم "ضربة عين الصقر".

وكتب ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "بسبب القتل الوحشي الذي ارتكبه تنظيم داعش بحق وطنيين أميركيين شجعان في سوريا، والذين استقبلتُ أرواحهم الجميلة على أرض الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال مراسم مهيبة تليق بتضحياتهم، أعلنُ اليوم أن الولايات المتحدة تنفذ رداً انتقامياً بالغ القوة، كما وعدت، ضد الإرهابيين القتلة المسؤولين عن هذا الهجوم".

وأضاف الرئيس الأميركي: "نوجه ضربات قوية جداً لمعاقل تنظيم داعش في سوريا، تلك الأرض المغمورة بالدماء، والتي تعاني من مشكلات كثيرة، لكنها تمتلك مستقبلاً مشرقاً إذا جرى القضاء على داعش بشكل كامل.. إن حكومة سوريا، بقيادة رجل يعمل بجد كبير لإعادة العظمة إلى سوريا، تدعم هذه الجهود بشكل كامل".

وتابع: "أحذر جميع الإرهابيين الذين يملكون من الشر ما يدفعهم إلى مهاجمة الأميركيين: ستتلقون ضربات أقسى مما تلقيتموه في أي وقت مضى، إذا قمتم بأي شكل من الأشكال بمهاجمة الولايات المتحدة الأميركية أو تهديدها".

وذكرت القيادة المركزية للقوات الأميركية (CENTCOM) أن "هذه الضربة الضخمة تأتي بعد الهجوم على قوات أميركية وقوات شريكة في سوريا في 13 ديسمبر الجاري.

وكان الجيش الأميركي أعلن أن اثنين من أفراده ومترجماً ⁠مدنياً سقطوا، السبت الماضي، في ‌مدينة تدمر وسط سوريا ⁠على يد مهاجم ⁠استهدف قافلة للقوات الأميركية والسورية قبل أن يُقتل بالرصاص. وأصيب ثلاثة جنود أميركيين آخرين في الهجوم.

ونفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية وعمليات برية في سوريا استهدفت المشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش في الشهور القليلة الماضية، وغالباً ما كان ذلك بمشاركة قوات الأمن السورية.

إعلان انتقام

وقال وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، في منشور عبر منصة "إكس": في وقتٍ سابق اليوم، بدأت القوات الأميركية عملية (ضربة عين الصقر) (OPERATION HAWKEYE STRIKE) في سوريا، بهدف القضاء على مقاتلي تنظيم داعش وبُناه التحتية ومواقع أسلحته، وذلك رداً مباشراً على الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في 13 ديسمبر في مدينة تدمر السورية".

وأضاف الوزير الأميركي: "هذا ليس بداية حرب — بل هو إعلان انتقام، فالولايات المتحدة الأميركية، تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب، لن تتردد أبداً ولن تتراجع أبداً في الدفاع عن شعبها".

وتابع بيت هيجسيث: "وكما قلنا مباشرة بعد ذلك الهجوم الوحشي: إذا استهدفتم الأميركيين — في أي مكان بالعالم — فستقضون ما تبقى من حياتكم القصيرة، القلقة، وأنتم تعلمون أن الولايات المتحدة ستطاردكم، وتعثر عليكم، وتقتلكم بلا رحمة.. اليوم، طاردنا أعداءنا وقتلناهم.. قتلنا كثيرين منهم، وسنواصل ذلك".

سوريا تلتزم بمكافحة "داعش"

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية ​إن ​سوريا "تؤكد التزامها ‌الثابت بمكافحة تنظيم داعش، وستواصل تكثيف العمليات ⁠العسكرية ‌ضد
التنظيم في ​جميع المناطق التي يهددها".

وجاء في بيان للوزارة عبر منصة إكس: "تدعو الجمهورية العربية السورية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهود الجمهورية في مكافحة الإرهاب، بما يسهم في حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة". 

وأضاف البيان السوري: "تتقدم الجمهورية العربية السورية بتعازيها الحارة لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأميركيين الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي وقعت في تدمر وشمال سوريا الأسبوع الماضي.. وتؤكد أنّ هذه الخسارة تبرز ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب". 

"قسد" تطالب باستمرار العمليات

من جانبها، تقدمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) "بخالص التقدير للقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي على الضربات الجوية والصاروخية الدقيقة التي استهدفت أوكار تنظيم داعش الإرهابي في سوريا خلال الساعات الماضية". 

وأكدت أن "الدعم الجوي المتواصل يمثّل عاملاً حاسماً في منع التنظيم من إعادة تجميع خلاياه أو استعادة نشاطه التخريبي".

وأضافت أن "التجربة أثبتت أنّ الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تتوقف أو تتباطأ، فداعش ما يزال يشكّل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة، ويعمل على استثمار أي فراغ أو تراخي في الجهود العسكرية والأمنية".

 وشدد البيان على أهمية استمرار العمليات المشتركة حتى القضاء الكامل على التنظيم وقدراته.

وذكرت "قسد" أنه "خلال العام الجاري، نفّذت قواتها مئات العمليات الأمنية والعسكرية ضد خلايا داعش، وتمكّنت من اعتقال قيادات خطرة وتفكيك مجموعات نشطة بدعم مباشر من التحالف الدولي، سواء عبر الإسناد الجوي أو المعلومات الاستخباراتية"، مشيرةً إلى إنّ "هذا التنسيق المشترك وتبادل المعلومات أثبت فعاليته وأظهر أن الشراكة الفعّالة هي الطريق الوحيد لإزالة التهديد".

وأكدت قوات سوريا الديمقراطية "التزامها الكامل بمواصلة الحرب على داعش، والدفاع عن الاستقرار وحماية المدنيين، وتطوير التعاون مع جميع الأطراف التي تحارب الإرهاب في كل ما يخدم أمن المنطقة والعالم".

مواقع العمليات

وقال التلفزيون السوري إن موجة جديدة من القصف الأميركي استهدفت مواقع تابعة لتنظيم داعش في البادية السورية.

وأضاف التلفزيون أن التحالف الدولي يستهدف مواقع تنظيم داعش في بادية معدان بريف الرقة وبادية الحماد بريف دير الزور وجبل العمور، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت مواقع لتخزين الأسلحة ومقرات تعتبر منطلقاً للتنظيم لتنفيذ عملياته في المنطقة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن طائرات مقاتلة أميركية وطائرات هليكوبتر هجومية وقذائف مدفعية قصفت عشرات المواقع المشتبه بتبعيتها لداعش في عدة مواقع بوسط سوريا، بما في ذلك مخازن أسلحة ومبانٍ أخرى لدعم عمليات التنظيم.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الضربات الأميركية شملت 50 هدفاً بمناطق متفرقة في سوريا. 

وقال المسؤول: "بعد هجوم 13 ديسمبر، الذي وقع أثناء اجتماع قائد عسكري أميركي رفيع مع نظرائه السوريين قرب مدينة تدمر، ساعدت الحكومة السورية في تنفيذ 10 عمليات مشتركة في أنحاء سوريا منذ السبت الماضي، أسفرت عن سقوط أو توقيف أكثر من عشرين عنصراً مرتبطاً بتنظيم داعش، مع تقديم دعم أميركي مباشر لتلك العمليات".

وأضاف: "أدت هذه المداهمات إلى مصادرة أجهزة إلكترونية وإجراء مقابلات فردية، ما وفّر المعلومات الاستخباراتية التي استندت إليها هذه العملية رداً على سقوط الأميركيين الثلاثة".

وتابع المسؤول الأميركي: "لا تزال مراجعة تجريها القيادة المركزية الأميركية قائمة بشأن الطبيعة الدقيقة لارتباطات منفّذ الهجوم، الذي كان قد انضم إلى قوات الأمن السورية قبل شهرين، وكان قيد الإبعاد من الخدمة بسبب الاشتباه بصلاته الإرهابية".

تصنيفات

قصص قد تهمك