"أكسيوس": ترمب يستعد لإعلان تشكيل "مجلس السلام" و"قوة الاستقرار" في يناير المقبل

في انتظار "لقاء حاسم".. "إحباط" أميركي من نتنياهو ومخاوف من استئناف الحرب على غزة

أطفال فلسطينيون في مخيم للنزوح خلال يوم ممطر في مدينة غزة. 11 ديسمبر 2025 - REUTERS
أطفال فلسطينيون في مخيم للنزوح خلال يوم ممطر في مدينة غزة. 11 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعلان عن "عدة مبادرات كبيرة" تتعلق بقطاع غزة في مطلع يناير المقبل، غير أن الخطوات المقبلة ستعتمد بشكل رئيسي على لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين المقبل، في ميامي، حسبما أفاد موقع "أكسيوس".

ويعتقد مسؤولو البيت الأبيص، أن نتنياهو "يُبطئ عملية السلام"، ويخشون أن يعيد استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي الوقت نفسه، أشار مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن نتنياهو، رغم تصادمه مع فريق ترمب، يأمل في إقناع الرئيس الأميركي نفسه بوجهة نظره "الأكثر تشدداً".

ونقل الموقع عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم، إن الإدارة الأميركية تسعى للإعلان عن حكومة فلسطينية من التكنوقراط، وقوة دولية للاستقرار في غزة في أقرب وقت ممكن، مع احتمال عقد اجتماع لـ"مجلس السلام" برئاسة ترمب خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في وقت لاحق من يناير المقبل.

وأشار "أكسيوس"، إلى أن المبعوث الخاص لترمب، ستيف ويتكوف، ومستشاره وصهره، جاريد كوشنر، يعملان مع مصر وقطر وتركيا لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقيات، وتمهيد الطريق للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.  

ومع ذلك، أعرب نتنياهو عن شكوكه تجاه أفكار ويتكوف وكوشنر، خاصة فيما يتعلق بموضوع "نزع السلاح" من قطاع غزة، خلال اجتماع حديث مع السيناتور ليندسي جراهام في تل أبيب، وفق مصدر مطلع.

وقال "أكسيوس" إن ذلك يمهد الطريق لـ"لقاء حاسم" بين الرئيس ترمب ونتنياهو في فلوريدا، الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن عملية السلام "لن تتقدم دون موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي". 

اجتماع حاسم

ونقل الموقع عن المسؤول الإسرائيلي الرفيع قوله: "إنه اجتماع حاسم. لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترمب يتفق مع ويتكوف وكوشنر. بيبي (نتنياهو) يحاول إقناع جمهور مكوّن من شخص واحد. والسؤال هو: هل سينحاز ترمب إليه أم إلى جانب كبار مستشاريه فيما يخص غزة؟ مَن يعرف ما الذي سيختاره ترمب؟".

وذكر موقع "أكسيوس"، أن الفريق الأعلى في إدارة ترمب، بدأ يشعر بالإحباط بسبب الخطوات التي اتخذها نتنياهو والتي وصفها بأنها "تقوّض وقف إطلاق النار الهش وتعرقل عملية السلام".

وأضاف الموقع أن فريق ترمب، وجد نفسه، مثل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، في جدال مستمر مع الإسرائيليين منذ أسابيع بشأن مسائل تكتيكية مثل فتح معبر رفح مع مصر، وتوفير خيام النازحين الفلسطينيين. 

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"أكسيوس": "(نائب الرئيس الأميركي) جي دي (فانس)، (وزير الخارجية الأميركي) ماركو (روبيو)، جاريد (كوشنر)، ستيف (ويتكوف)، (كبيرة موظفي البيت الأبيض) سوزي (وايلز). لقد خسرهم نتنياهو جميعاً. الشخص الوحيد المتبقي لديه هو الرئيس (ترمب)، الذي لا يزال يحبه، لكنه يريد أيضاً أن يرى صفقة غزة تتحرك بشكل أسرع مما هي عليه الآن".

وأكد المسؤول الإسرائيلي الرفيع، الفجوات بين ويتكوف وكوشنر من جهة ونتنياهو من جهة أخرى، مشيراً إلى أن موقف روبيو "أقرب بكثير" إلى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

تنفيذ اتفاق غزة

وقال مسؤول آخر في البيت الأبيض للموقع: "كان يبدو منذ فترة أن الإسرائيليين يشعرون بالندم على الصفقة"، في إشارة إلى خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي وافق عليها نتنياهو، وأضاف: "تنفيذ صفقة غزة صعب بما فيه الكفاية، لكن أحياناً يفعل الإسرائيليون أشياء تجعل الأمر أكثر صعوبة".

وأشار "أكسيوس"، إلى أن هذه الخطوات تشمل اغتيال قائد عسكري بارز في حركة "حماس"، ما اعتبرته إدارة ترمب انتهاكاً لوقف إطلاق النار. وقال مسؤول ثالث في البيت الأبيض: "أحياناً نشعر أن قادة الجيش الإسرائيلي على الأرض يميلون إلى إطلاق النار بسهولة". 

وبحسب الموقع، فقد كان نتنياهو هو مَن طرح فكرة الاجتماع مع ترمب خلال عطلة الأعياد، وذلك في مكالمة هاتفية بتاريخ 1 ديسمبر، وفقاً لمسؤولين في البيت الأبيض.

وأضافت المصادر، أن ترمب رد بأنه سيكون سعيداً بلقاء نتنياهو، وهو ما فهمه رئيس الوزراء الإسرائيلي حرفياً، إذ سرّب فريقه أن الاجتماع سيُعقد في منتجع مارالاجو وضغط على البيت الأبيض لتحديد موعده.

وأوضح المسؤولون، أن ترمب لم يكن متأكداً في البداية من ضرورة الاجتماع مع نتنياهو للمرة الخامسة منذ عودته إلى السلطة، لكن مع مرور الأيام أصبح توقيت الاجتماع مفيداً للبيت الأبيض، خاصة قبل الإعلان المخطط لمجلس السلام في غزة خلال يناير. 

ولفت "أكسيوس"، إلى أن ويتكوف وكوشنر اجتمعا، يوم الجمعة الماضي، في ميامي مع رئيس وزراء قطر، ورئيس المخابرات المصرية، ووزير الخارجية التركي لمناقشة الخطوات التالية في غزة، حيث تعتبر تلك الدول الأربعة ضامنة للاتفاق.

وأضاف مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أن أحد أهداف الاجتماع كان وضع مطالب محددة لنتنياهو قبل لقائه مع ترمب، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على أن يؤكد الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ضرورة التزام الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار وتجنب استهداف المدنيين.

وأوضحت المصادر، أن الأطراف اتفقت أيضاً على المضي قدماً في تسمية حكومة التكنوقراط الفلسطينية في أقرب وقت ممكن لتتولى مسؤولية الحكم في قطاع غزة، بدلاً من "حماس".

مجلس السلام برئاسة ترمب 

وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الأعضاء المحتملين في الحكومة خضعوا لـ"فحص كامل" من قبل الولايات المتحدة، وعُرضت أسماؤهم على عدة دول في المنطقة.

وبحسب ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض، ستدعم الحكومة الفلسطينية مجلس السلام برئاسة ترمب وممثله على الأرض، المبعوث السابق للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، وستشرف أيضاً على عملية نزع السلاح في غزة، بهدف إقناع "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى بأن الحكومة الجديدة هي الكيان الوحيد المخول باستخدام الأسلحة والحفاظ على القانون والنظام.

وأفاد مسؤول في البيت الأبيض، بأن "نزع السلاح" سيتم على عدة مراحل، بدءاً بالأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ والقذائف، ثم الانتقال تدريجياً إلى الأسلحة الخفيفة، مؤكداً أن هذا الإجراء لن يقتصر على "حماس" فحسب، بل سيشمل أيضاً فصائل ومجموعات أخرى، بما في ذلك تلك المسلحة والمدعومة من إسرائيل. كما ستكون الحكومة الفلسطينية قادرة على طلب مشاركة قوة الاستقرار الدولية في عملية نزع الأسلحة.

وذكر "أكسيوس"، أن نتنياهو متشكك تجاه خطة نزع السلاح هذه، وكذلك تجاه تشكيل حكومة التكنوقراط الفلسطينية وقوة الاستقرار، والأدوار المقترحة لتركيا وقطر في غزة بعد الحرب. ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لا نرى نتائج اجتماع ميامي إيجابية".

إصلاح السلطة الفسطينية

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن ترمب سيطرح أيضاً خلال اجتماعه مع نتنياهو، الأوضاع في الضفة الغربية، والمخاوف من انهيار السلطة الفلسطينية، مؤكدين أن الإدارة الأميركية ترغب في المضي قدماً في "خطة إصلاحية جذرية" للسلطة الفلسطينية، لكنها لن تنجح إذا استمر الإسرائيليون في تقويضها.

وأضافت المصادر أن إدارة ترمب تريد من إسرائيل "اتخاذ خطوات للحد من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وإطلاق مليارات الدولارات من عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة، والتوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن توسيع المستوطنات".

وأكد البيت الأبيض أن الفرص أمام إسرائيل في المنطقة هائلة، لكن الضرر على سُمعتها الدولية بعد عامين من الحرب أصبح كبيراً أيضاً، بحسب "أكسيوس". 

وقال مسؤول في البيت الأبيض: "نحتاج لمساعدتهم على التطبيع مع بريطانيا، قبل أن نساعدهم على التطبيع مع السعودية".

وأضاف موقع "أكسيوس"، أن إحدى الرسائل الرئيسية التي من المتوقع أن يركز عليها ترمب وفريقه خلال لقائه مع نتنياهو هي ضرورة الانتقال من الحرب والنظر في سبل تعزيز السلام. 

وقال مسؤول في البيت الأبيض: "عرضنا على نتنياهو جميع الفرص والتحديات، والرئيس ترمب واثق من قدرته على مساعدته في كل ذلك، لكن ليس إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن". 

تصنيفات

قصص قد تهمك