محافظ اللاذقية: نقف على مسافة واحدة من كل الأطياف.. ونعمل على معالجة المطالب

السلطات السورية تعلن السيطرة على اشتباكات الساحل: الحوار مستمر مع الجميع

قوات الأمن السورية تنتشر في محافظة اللاذقية. 28 ديسمبر 2025 - سانا
قوات الأمن السورية تنتشر في محافظة اللاذقية. 28 ديسمبر 2025 - سانا
دبي-الشرق

أعلنت السلطات في سوريا استقرار الأوضاع الأمنية في محافظة اللاذقية، على الساحل السوري، واستمرار الحوار مع كل أطياف المجتمع، وذلك بعد اشتباكات أودت بحياة أحد عناصر الأمن الداخلي، وسقوط 3 أشخاص وإصابة 60.

وشهدت مناطق في الساحل السوري، الأحد، تظاهرات دعا إليها الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الأعلى للطائفة العلوية، فيما اتهمت السلطات من وصفتهم بـ"فلول النظام البائد" بالاعتداء على قوات الأمن والمدنيين خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة اللاذقية.

وقال محافظ اللاذقية محمد عثمان إن قوات الأمن نجحت في السيطرة على الاشتباكات التي شهدتها بعض المناطق، مشدداً على أن "قوى الأمن والشرطة وُجِّهت منذ البداية لحماية التظاهرات وتأمينها ومنع أي احتكاكات"، حسبما نقلت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية.

وذكر أن "معظم الاحتجاجات انتهت دون تسجيل إشكاليات تُذكر، بينما شهدت بعض المناطق محاولات من أشخاص مطلوبين ومرتبطين بفلول النظام السابق وأجندات خارجية لحرف مطالب المحتجين، والاعتداء على عناصر الأمن"، على حد قوله.

جلسات حوارية

ولفت محافظ اللاذقية إلى أن "الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء المحافظة، وتواصل عقد جلسات حوارية ولقاءات مباشرة مع مختلف المكونات، لنقل مطالبهم والعمل على معالجتها، وتخفيف المعاناة وتقديم الخدمات اللازمة للجميع".

وقال عثمان إن الرئيس السوري أحمد الشرع "استمع بشكل مباشر لمطالب أهالي الساحل خلال لقاءات عُقدت مؤخراً، وكان الانطباع إيجابياً لدى المواطنين، حيث جرى البدء بتنفيذ عدد من المطالب، من بينها الإفراج عن عشرات الموقوفين، في إطار مقاربة إصلاحية تتسم بالشفافية والجدية".

واعتبر أن "البيانات الصادرة عن وجهاء الطائفة العلوية الداعية إلى نبذ الدعوات الخارجية والتحريض الطائفي تعكس الواقع الحقيقي في المحافظة"، منبهاً أن "محاولات العزف على الوتر الطائفي أو الترويج لأفكار التقسيم والفيدرالية مرفوضة من أبناء اللاذقية، وتتعارض مع الثوابت الوطنية وفي مقدمتها وحدة سوريا أرضاً وشعباً".

وأكد محافظ اللاذقية "استمرار الحوار مع جميع الأطياف والمكونات، وتعزيز السلم الأهلي، والتركيز على المرحلة المقبلة لبناء سوريا الجديدة التي تجمع كل السوريين تحت مظلة الوحدة الوطنية".

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الدفاع السورية، نشر مجموعات من الجيش السوري، مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات، في مراكز مدن اللاذقية وطرطوس، لـ"حفظ الأمن، وإعادة الاستقرار، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي"، وفق إدارة الإعلام في وزارة الدفاع.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، بأن "مسلحين من فلول النظام السابق"، أطلقوا النار في اللاذقية وقتلوا عنصراً من قوى الأمن.

‏وأشارت قناة "الإخبارية" السورية، إلى "إطلاق النار بشكل مباشر على عناصر الأمن خلال حمايتهم المحتجين في دوار الأزهري باللاذقية".

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عبد العزيز الأحمد، في بيان أوردته وزارة الداخلية، إن "بعض العناصر التابعة لفلول النظام البائد اعتدت على عناصر الأمن الداخلي ضمن احتجاجات في مدينتي اللاذقية وجبلة".

وأشار الأحمد، إلى أنه خلال الاحتجاجات في دوار الأزهري باللاذقية ودوار المشفى الوطني بجبلة، تم رصد "عناصر ملثمة ومسلحة" تتبع "سرايا درع الساحل" و"سرايا الجواد".

وأفادت "سانا" بأن عنصرين من قوى الأمن الداخلي أصيبا في ريف بانياس، بطرطوس، جراء إلقاء مجهولين قنبلة يدوية على قسم العنازة.

أولوية وطنية

وفي وقت سابق نهاية شهر نوفمبر، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن "الساحل السوري من أبرز أولويات العمل الوطني في المرحلة الحالية، نظراً لموقعه الحيوي على ممرات التجارة الدولية، ودوره في تعزيز الربط الاقتصادي بين سوريا ودول المنطقة".

ولفت إلى أن "الساحل السوري يمتلك كافة المقومات التي تعكس تماسك المجتمع السوري، وتؤكد قوة الوحدة الوطنية، كما يشكّل التنوع الاجتماعي والطائفي فيه إثراءً للدولة السورية، وليس موضعاً للنقاش أو الجدل".

وبيّن الشرع أن "الطروحات المتعلقة بالانفصال أو الفيدرالية، هي غالباً تصدر عن قراءات ضيقة أو نقص في الإلمام السياسي، لأنه حتى في الدول الفيدرالية لديها مركزيات قوية في المؤسسات السيادية، مثل الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد، وهي مؤسسات لا يمكن تجزئتها".

وتابع: "الجغرافيا السورية مترابطة ومتكاملة، ومن الصعب فصل أي جزء منها عن الآخر، فلا يمكن للساحل أن تكون له سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن بقية المناطق، فموارده ترتبط بشكل مباشر مع المنطقة الشرقية، وكذلك العكس، كما أن سوريا بلا منفذ بحري تفقد جزءاً أساسياً من قوتها الاستراتيجية والاقتصادية".

تصنيفات

قصص قد تهمك