الحصار الأميركي يدفع فنزويلا إلى إغلاق آبار نفطية

منشأة لمعالجة النفط الخام الثقيل تديرها شركة النفط الفنزويلية في "حزام أورينوكو" بالقرب من كابروتيكا في ولاية أنزواتيجي. 16 أبريل 2015 - REUTERS
منشأة لمعالجة النفط الخام الثقيل تديرها شركة النفط الفنزويلية في "حزام أورينوكو" بالقرب من كابروتيكا في ولاية أنزواتيجي. 16 أبريل 2015 - REUTERS
دبي -الشرق

بدأت فنزويلا إغلاق آبار نفطية في منطقة تضم أكبر احتياطيات نفطية في العالم، بسبب الحصار الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بهدف تضييق الخناق المالي على البلاد، وفق "بلومبرغ".

وبدأت شركة "بتروليوس دي فنزويلا" الحكومية، إيقاف تشغيل آبار في "حزام أورينوكو" اعتباراً من 28 ديسمبر الجاري، بعدما نفدت طاقة التخزين لدى شركة التكرير الحكومية، وتضخمت المخزونات، وفق شخصين مطلعين على الأمر طلبا عدم كشف هويتهما.

و"حزام أورينوكو" هو منطقة تقع في الشريط الجنوبي لحوض نهر أورينوكو الشرقي في فنزويلا، والتي تحتوى على أكبر احتياطيات للنفط في العالم.

وأضاف المصدران، أن الشركة تستهدف خفض إنتاج "حزام أورينوكو"، بما لا يقل عن 25% ليصل إلى 500 ألف برميل يومياً، وهو ما يمثل خفضاً بنحو 15% من إجمالي إنتاج فنزويلا البالغ 1.1 مليون برميل يومياً.

"اختبار صعب" لمادورو

يعكس القرار "اختباراً صعباً" لواقع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي حاول طوال فترة الحصار الحفاظ على الصادرات النفطية التي تشكل عصب الاقتصاد في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، بحسب "بلومبرغ".

ويُنظر إلى إغلاق الآبار كخيار أخير، نظراً للتحديات التشغيلية، والكلفة المرتفعة لإعادة تشغيلها، بحسب أحد المصدرين.

ولم يرد ممثلو الحكومة أو الشركة الحكومية فوراً على طلبات "بلومبرغ" التعليق.

وذكر أحد الشخصين، أن الشركة الحكومية وافقت في 23 ديسمبر الجاري، على خطة خفض الإنتاج بدءاً من 28 ديسمبر. 

وتهدف الخطة إلى إغلاق الآبار أولاً في قسم النفط شديد الثقل بـ"حزام أورينوكو" في منطقة جونين، ثم الانتقال لاحقاً إلى بقية الأقسام، أياكوتشو وكارابوبو، التي تحتوي على نفط أقل ثقلاً.

وتعد الصين المشتري الرئيسي للنفط الفنزويلي. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على فنزويلا في عام 2019، وفي وقت سابق من هذا الشهر أمر الرئيس ترمب بفرض حصار عسكري، قائلاً إنه ضروري لوقف نشاط عصابات تهريب المخدرات.

وكلّف البيت الأبيض، القوات الأميركية، بالتركيز على "فرض حظر" على النفط الفنزويلي خلال الشهرين المقبلين على الأقل، ما يشير إلى أن واشنطن تركز حالياً على استخدام الوسائل الاقتصادية، وليس العسكرية للضغط على كراكاس. واحتجز خفر السواحل الأميركي خلال الأسابيع القليلة الماضية ناقلتي نفط قرب فنزويلا.

تصعيد جديد في الحملة ضد كراكاس

وأعلن الرئيس ترمب، الجمعة، أن الولايات المتحدة دمّرت "منشأة كبيرة" الأسبوع الماضي في إطار حملتها ضد فنزويلا، في إشارة على ما يبدو إلى هجوم أميركي على موقع مرتبط بـ"تهريب المخدرات".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين قولهم، إن ترمب كان يشير إلى منشأة تتعلق بالمخدرات في فنزويلا، وإنه تم تدميرها، لكنهم لم يقدموا أي تفاصيل.

إذا ثبتت صحة تلميح ترمب بأن الولايات المتحدة ضربت موقعاً في المنطقة، فسيكون ذلك أول هجوم معروف على البر منذ بدء حملته العسكرية ضد فنزويلا.

وتوعد ترمب منذ أسابيع، بتنفيذ ضربات برية داخل فنزويلا كجزء من حملة ضغط متصاعدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وتنفذ الولايات المتحدة منذ سبتمبر، ضربات عسكرية ضد قوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ، وتزعم إدارة ترمب أن هذه السفن تنقل الكوكايين.

وأودت الهجمات الأميركية بحياة نحو 105 أشخاص حتى الآن، فيما وصفها منتقدون بأنها "عمليات قتل خارج إطار القانون"، قائلين إن الجيش الأميركي "لا يمتلك أساساً قانونياً لتنفيذ ضربات مميتة ضد مدنيين"، بينما دافعت الإدارة الأميركية، عن هذه الهجمات، معتبرة أن الولايات المتحدة في صراع مع من تصفهم بـ"إرهابيي المخدرات"، الذين لا يمكن إيقافهم إلا بالقوة العسكرية.

ومنذ بدء هذه الضربات، أعلن ترمب ما سماه حصاراً على فنزويلا مع بدء الولايات المتحدة محاولة اعتراض ناقلات النفط، ما قطع مصدراً حيوياً للدخل عن حكومة مادورو.

تصنيفات

قصص قد تهمك