هنأ زعيم حركة طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده الثلاثاء، الشعب الأفغاني على ما وصفه بـ"تحرير بلادهم من الحكم الأجنبي"، مشدداً على "تطبيق الشريعة" في البلاد، وذلك في أول بيان يصدر عنه منذ استيلاء الحركة على الحكم في أفغانستان الشهر الماضي.
وقال أخوند زاده في بيان باللغة الإنجليزية نقلته وكالة"رويترز" للأنباء، إن "الشريعة ستنظم جميع شؤون الحكم والحياة في أفغانستان في المستقبل"، مضيفاً أن الحكومة الجديدة التي أُعلن عن تشكيلها في وقت سابق، الثلاثاء، ستبدأ العمل "في أسرع وقت".
وأشار الزعيم الروحي للحركة الذي لم يظهر من قبل علناً، إلى أن طالبان ملتزمة بكل القوانين والمعاهدات والالتزامات الدولية "التي لا تتعارض مع الشريعة"، وحماية المصالح العليا للبلاد، وتأمين حدود أفغانستان، وضمان السلام الدائم والازدهار والتنمية.
ولفت أخوند زاده إلى أن الحركة كان لديها هدفان رئيسيان منذ 20 عاماً، أولهما "إنهاء الاحتلال والعدوان الأجنبيين وتحرير البلاد"، والثاني "إقامة نظام إسلامي كامل ومستقل ومستقر في البلاد".
وأضاف "استناداً إلى هذا المبدأ، فإن جميع شؤون الحكم والحياة في أفغانستان ستنظمها في المستقبل قوانين الشريعة".
رسالة إلى دول الجوار
واعتبر زعيم طالبان في بيانه أن التعليم من أهم متطلبات الدولة، موضحاً أن واجب الحكومة توفير بيئة صحية وآمنة للعلوم الدينية والحديثة، لجميع أبناء الوطن في إطار الشريعة.
وتابع "أؤكد لجميع المواطنين أن الشخصيات التي تم اختيارها في الحكومة ستعمل بجد من أجل التمسك بالقواعد والشريعة".
وشدد زعيم طالبان في بيانه على أن الحركة تريد علاقات قوية وصحية مع جيران أفغانستان، وجميع الدول الأخرى، على أساس الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن تقييم العلاقات مع تلك الدول سيكون على أساس المصالح العليا لأفغانستان.
كما دعا دول العالم إلى بناء علاقات سياسية ودبلوماسية وطيدة وودية مع أفغانستان، وقال "تراب أفغانستان لن يستخدم ضد أمن أي دولة أخرى. نؤكد للجميع أنه لا يوجد قلق من أفغانستان ونتوقع منهم الشيء ذاته".
وخاطب الدبلوماسيين والأجانب قائلاً: "نؤكد لجميع الدبلوماسيين الأجانب والسفارات والقنصليات والمنظمات الإنسانية والمستثمرين في البلاد أنهم لن يواجهوا أي مشكلة، سنبذل قصارى جهدنا لضمان أمنهم وسلامتهم".
"حماية الأقليات"
وأكد أخوند زاده أن "الإمارة الإسلامية ستتخذ خطوات جادة وفعالة، نحو حماية حقوق الإنسان والأقليات وكذلك الفئات المحرومة، في إطار الدين الإسلامي المقدس".
وأردف: "لجميع الأفغان، من دون تمييز أو استثناء، الحق في العيش بكرامة وسلام في بلدهم، وستتم حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم".
وفي الشأن الاقتصادي، لفت الزعيم الروحي لطالبان إلى أن "إمارة أفغانستان ستستخدم جميع مواردها لتطوير الاقتصاد وتحقيق الازدهار والتنمية، بالإضافة إلى تعزيز الأمن".
وأشار إلى أن "الإيرادات المحلية سيتم إدارتها بشكل صحيح وشفاف، إلى جانب توفير فرص خاصة للاستثمار في قطاعات التجارة المختلفة، وكذلك ستعمل الحركة على مكافحة البطالة".
التشكيلة الحكومية
وكانت طالبان أعلنت في وقت سابق الثلاثاء، عن تشكيل حكومة لقيادة المرحلة الانتقالية في أفغانستان، وكشف المتحدث باسم الحركة ونائب وزير الإعلام والثقافة في الحكومة الجديدة، ذبيح الله مجاهد عن تشكيلة الحكومة، والتي شملت الملا محمد حسن أخوند الذي عيّن رئيساً للوزراء بالوكالة.
وتضم الحكومة أيضاً الملا عبد الغني برادر نائباً لرئيس الوزراء، ومولوي عبد السلام حنفي نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، والملا محمد يعقوب مجاهد وزيراً للدفاع بالوكالة، وأمير خان متقي وزيراً للخارجية بالوكالة.
وأضاف ذبيح الله مجاهد، أن الملا أمير خان متقي سيشغل منصب وزير الخارجية بالوكالة، كما تم تعيين الملا سراج الدین حقاني وزيراً للداخلية بالوكالة، والملا عبد الحق وثيق وزيراً للاستخبارات، والملا هدایة الله بدري وزيراً للمالية بالوكالة، والملا خير الله خیرخوا وزیراً للثقافة والإعلام بالوكالة.