بعد 78 يوماً من الإجراءات الاستثنائية.. حكومة جديدة في تونس

الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن (أرشيف) - موقع الرئاسة التونسية
الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن (أرشيف) - موقع الرئاسة التونسية
دبي - وكالات

أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد أمراً بتسمية رئيس الحكومة وأعضائها، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" عن "الرئاسة التونسية".

وقال سعيد إنه وافق على التشكيلة الحكومية التي اختارتها رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن، لتصبح بذلك أول رئيسة للوزراء في تاريخ تونس.

وأدت الحكومة التونسية الجديدة اليمين، وقالت بودن خلال مراسم أداء اليمين إنها "ستعمل على استعادة الثقة في الدولة وفي الإدارة"، مضيفة: "علينا الإسراع في تنشيط الدورة الاقتصادية في تونس وتحسين ظروف عيش المواطن".

ولفتت رئيسة الحكومة المكلفة إلى أن الحكومة "ستكون منفتحة على كل الآراء والأطراف وستستجيب لمطالب الشعب".

وقال الرئيس التونسي بعد أداء الحكومة اليمين أمامه، إنه في هذا اليوم "نعيش لحظات تاريخية سنصنعها معاً لعلها صعبة وفيها تحديات كثيرة، لكن الإيمان بالنجاح والإصرار عليه هو ما يجمعنا وسننجح في هذه المرحلة لإخراج بلادنا من هذا الوضع الذي تردت فيه".

وأضاف: "سننقذ الدولة التونسية من براثن المتربصين في الداخل والخارج، والذين لا يزالون يعتقدون أن المناصب غنية أو قسمة للأموال العمومية أو النفوذ"، مؤكداً: "سنفتح كل الملفات ولن نستثني أي ملف ولا فضل لأحد على أحد، ولا مكانة لمن يريدون العبث بسيادة الدولة والشعب".

وقال: "لقد نهبوا من أموال الشعب الكثير، وسرقوا مقدراته وحولوا آماله إلى يأس، لكني على يقين بأننا سنعبر معاً من اليأس إلى الأمل ومن الإحباط إلى العمل".

وتابع: "شكلنا الحكومة بأسرع مما كانوا يتوقعون، شرف لنا أن تكون بودن أول امرأة تترأس الحكومة، القضية لا تتعلق بحكومة بل بنظام كامل، وبمنظومة قائمة منذ عشرات السنين التي أراد الشعب إسقاطها".

وانتقد سعيد قيادياً في حزب النهضة من دون تسميته متهماً إياه "بالسيطرة على القضاة"، مطالباً النيابة العامة بتحمل مسؤولياته، مؤكداً: "لن نقبل بممارسة ضغوط على بلادنا وكأننا دولة بلا سيادة".

وتابع: "لا نقايض سيادتنا أبداً، لأن تونس لها تاريخ طويل وتتسع للجميع في ظل القانون، وسنعمل في قادم الأيام على إيجاد إطار لحوار وطني حقيقي، وليس لحوار كما حصل في السنوات الماضية"، مؤكداً أن البحث والعمل والإرادة تتجه إلى حوار مع الشباب وكل التونسيين والتونسيات لاستكمال الثورة واستكمال حركة التصحيح والتحرير".

وبيّن: "نريد أن نختصر التاريخ وسنبقى في ظل التدابير طالما هناك خطر في المجلس النيابي وعدد من المؤسسات الأخرى، وسنتعقب الفاسدين، وستعود أموال الشعب للشعب وليس لمن يعملون على إسقاط الدولة. من يريد أن يتصالح فليتصالح مع الشعب التونسي حتى لا يبقى بائس وفقير".

وأضاف: "في هذا اليوم التاريخي لا مجال للإحباط ولا مكان للاستقالة، بل إننا سنفتح معاً طريق الحرية والعدالة.. ولا مجال إلا لإرادة الشعب صاحب السيادة حتى يسترد حقوقه كاملة".

وكلَّف الرئيس التونسي في سبتمبر الماضي، نجلاء بودن، بتشكيل حكومة جديدة، بعد 78 يوماً من الإجراءات الاستثنائية التي علق فيها أعمال البرلمان، وأقال رئيس الوزراء السابق.