قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لديها القدرة "بالتأكيد" على الدفاع عن تايوان من هجوم صيني، إذا طُلب منها ذلك.
وأضاف ميلي أنه لا يتوقع أن تنفذ الصين عملاً عسكرياً ضد الجزيرة في الأشهر الـ24 المقبلة، لكن عندما سُئل في "منتدى آسبن الأمني" عما إذا كان بإمكان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" الدفاع عن الجزيرة، أجاب: "لدينا القدرة بالتأكيد. ليس هناك أدنى شك في ذلك"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
لكن ميلي حذر أيضاً من أن الجيش الصيني حقق تقدماً تقنياً مذهلاً في فترة قصيرة، وهو ما يشير إليه اختباره لصاروخ يفوق سرعة الصوت أجراه أخيراً، ما ترك العالم مستعداً لدخول عصر من عدم استقرار استراتيجي متزايد.
"استراتيجية الغموض"
وأوضح ميلي أن الولايات المتحدة تحافظ على سياسة "استراتيجية الغموض"، بشأن موقفها من حماية تايوان، وأن قرار ما إذا كانت ستتدخل إذا سعت الصين للسيطرة على الجزيرة أم لا سيكون رئاسياً.
ومضى قائلاً: "لدينا بالتأكيد القدرة على القيام بكل أنواع الأمور في كل أنحاء العالم، بما يشمل ذلك إذا لزم الأمر".
وأشار إلى أنه لا يتوقع أن تقوم بكين التي تعتبر تايوان مقاطعة منشقة، بأي تحركات ضد الجزيرة في المستقبل القريب.
وأضاف ميلي: "ورغم ذلك، فإن الصينيين يقومون بشكل واضح ولا لبس فيه، ببناء القدرة على توفير هذه الخيارات للقيادة الوطنية، إذا اختاروا ذلك في مرحلة ما في المستقبل".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الخلافات بين الصين وتايوان يجب أن تحل سلمياً على أساس الإرادة الشعبية في الجانبين، مضيفاً: "نحن مهتمون فقط بنتيجة سلمية".
منافسة ثلاثية
واعتبر ميلي أنه بعد سبعة عقود من المنافسة بين قوتين نوويتين عظميين، هما روسيا والولايات المتحدة، أدى التوسع السريع الذي حققته الصين في حجم جيشها وقدراتها التكنولوجية إلى خلق منافسة ثلاثية تزداد تعقيداً.
وقال إن إطلاق الصين التجريبي في أغسطس لصاروخ قادر على حمل رأس نووي حلق حول الأرض على مدار منخفض، كان تقريباً بأهمية إطلاق روسيا في عام 1957 "سبوتنيك"، وهو أول قمر اصطناعي يوضع في الفضاء.
وقال إن ذلك الاختبار كان "مهماً جداً"، ما يؤكد التقدم الذي أحرزته الصين في مجال التكنولوجيا العسكرية على كل الأصعدة.
وتابع: "نشهد واحداً من أكبر التحولات في القوة الجيواستراتيجية العالمية التي شهدها العالم".
ونتيجة لذلك، وفق ميلي، يدخل العالم فترة "يحتمل أن تكون أقل استقراراً من الناحية الاستراتيجية" من العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
تصاعد التوترات
وتتصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم على عدد من الجبهات بما فيها التجارة وحقوق الإنسان وقضية تايوان ووباء كورونا.
وواصل الرئيس الأميركي جو بايدن سياسات تجارية متشددة ضد بكين تتماشى إلى حد كبير مع سياسات سلفه دونالد ترمب الذي أجج نهجه التوترات. كذلك، تصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بتايوان.
وتعتبر بكين أن تايوان البالغ عدد سكّانها نحو 23 مليون نسمة جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وتعهدت بإعادة ضم الجزيرة يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
وانتقد بايدن النبرة التصعيدية لبكين إزاء تايوان، وقال في 22 أكتوبر الماضي، في منتدى متلفز، إن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن تايوان ضد أي غزو صيني.
وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمراراً لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة والمسماة "استراتيجية الغموض" التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها بدون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.
اقرأ أيضاً: