وصف أول وفد رسمي للبرلمان الأوروبي يزور تايوان، الجزيرة المعزولة دبلوماسياً بأنها "كنز يجب الاعتزاز به"، داعياً إلى اتخاذ تدابير لبناء "شراكة أقوى بكثير" بين الجانبين، وهي خطوة أثارت غضب الصين واعتبرتها "رسالة ذات إشارات خاطئة" بشأن الوضع في الجزيرة.
وتشكّل الزيارة تحدياً للصين، التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتهدّد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. وكثّفت بكين ضغوطها العسكرية على تايبه، بما في ذلك توغل مئات المقاتلات الصينية في منطقة الدفاع الجوي لتايوان.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن تايوان، التي ليست لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع أي بلد أوروبي، باستثناء الفاتيكان، تحرص على تعزيز علاقاتها مع أعضاء الاتحاد الأوروبي.
ويضمّ وفد البرلمان الأوروبي 7 نواب، برئاسة الفرنسي رافاييل جلوكسمان، علماً أن الزيارة نظمتها لجنة في البرلمان معنيّة بالتعامل مع التدخل الخارجي في العمليات الديمقراطية.
"خطوة أولى مهمة"
وقال جلوكسمان، خلال لقاء الوفد الرئيسة التايوانية تساي إينج وين: "يجب اعتبار زيارتنا خطوة أولى مهمة. ولكن نحتاج بعد ذلك إلى جدول أعمال محدد جداً لاجتماعات على مستوى بارز، وخطوات محددة عالية المستوى معاً، لبناء شراكة أقوى بكثير بين الاتحاد الأوروبي وتايوان".
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن الوفد الأوروبي لم يأبه للانتقادات الصينية، إذ وصف تايوان بأنها "شريك أساسي يشاركنا التفكير ذاته". وقال جلوكسمان: "تايوان هي الديمقراطية الأكثر حيوية وقوة واستنارة في هذه المنطقة. إنها كنز على جميع الديمقراطيين في العالم أن يعتزّوا به... أتينا إلى هنا برسالة بسيطة جداً وواضحة جداً: لستم وحدكم. أوروبا تقف معكم".
وحذرت تساي من تكثيف الصين جهودها لكسب نفوذ في تايوان، وطالبت أجهزة الأمن بالتصدي لهذه المساعي. وقالت للوفد الأوروبي: "نأمل بإقامة تحالف ديمقراطي ضد التضليل. نعتقد أن تايوان والاتحاد الأوروبي قادران بالتأكيد على مواصلة تعزيز شراكتنا في كل المجالات"، بحسب "رويترز".
وذكّرت تساي بأن تقريراً تبنّاه الاتحاد الأوروبي أخيراً، يدعو إلى تعزيز العلاقات مع تايوان، أُقرّ بـ 86.3٪ من الأصوات، في ما وصفته بأنه ثاني أعلى مستوى للموافقة على تقرير في الدورة البرلمانية الحالية، علماً أن وزارة الخارجية الصينية وصفت قرار التكتل بدعم هذا التقرير بأنه "حقير"، محذرة من تداعيات "فظيعة" على علاقاته ببكين.
بكين: على أوروبا "تصحيح أخطائها"
في المقابل، حضّت وزارة الخارجية الصينية الاتحاد الأوروبي على ألا يوجّه "إشارات خاطئة إلى قوى انفصالية في تايوان"، منبّهة إلى أن ذلك قد يمسّ العلاقات بين الجانبين. واعتبر ناطق باسم الوزارة أن على الاتحاد "تصحيح أخطائه"، وفق "رويترز".
وتُحجم أغلبية الدول عن استضافة وزراء من تايوان، أو إرسال مسؤولين بارزين إليها، خشية ردّ الصين. لكن وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، أجرى جولة نادرة في أوروبا الشهر الماضي، شملت تشيكيا وسلوفاكيا وليتوانيا، وأغضبت بكين التي حذرت الدول المضيفة من تقويض العلاقات في ما بينها، متوعدة بـ "تدابير مضادة مشروعة".
اقرأ أيضاً: