أعدّت تايوان خططاً لتحدي ما وصفته بـ"تهديدات المنطقة الرمادية" من الصين، وتستهدف تغيير ميزان القوى في المنطقة، وربما الاستيلاء على الجزيرة من دون خوض معركة، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وعرضت وزارة الدفاع التايوانية، في تقرير عن الاستراتيجية العسكرية يصدر كل سنتين، كيف تعتزم مواجهة ما تصفه بحملة ضغط تشنّها بكين. واستشهدت بتوغل مقاتلات صينية في منطقة دفاعها الجوي، واقتراب زوارق سريعة من سفنها لخفر السواحل، واتهمت بكين بالانخراط في "حرب إدراكية" للتأثير في الرأي العام التايواني.
ووَرَدَ في التقرير، في إشارة إلى الصين: "سلوكها في الترهيب لا يستهلك قوتنا القتالية ويزعزع إيماننا ومعنوياتنا فحسب، بل يحاول أيضاً تغيير أو تحدي الوضع الراهن في مضيق تايوان، لتحقيق هدفها في نهاية المطاف، المتمثل في الاستيلاء على تايوان من دون قتال".
وأعلنت الوزارة، أن الجيش ملتزم بحماية سيادة الجزيرة ونظامها الديمقراطي، مضيفة أن "المهمة الدفاعية الأولى والأكثر أهمية تتمثل في منع الحرب وردع أي تهديدات عسكرية خارجية، وستُستخدم قوتنا الدفاعية الشاملة للدفاع عن وطننا، وتضخيم التكاليف والأخطار التي ينطوي عليها غزو تنفذه جمهورية الصين الشعبية، وفي النهاية حماية أرواح الشعب وممتلكاته".
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتهدد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر، لكن "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم في الجزيرة يعتبر أنها دولة مستقلة.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن تايوان شكّلت مجدداً نقطة خلاف بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة، إذ سعت واشنطن إلى مساعدة تايبيه على أداء دور أكبر في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة. كذلك أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، أن بلاده ستساعد تايوان إذا تعرّضت لهجوم صيني، في تصريحات شدد البيت الأبيض لاحقاً على أنها لا تشكّل تغييراً في سياسة الولايات المتحدة بهذا الصدد.
تكتيكات غير متكافئة
يوضح التقرير كيف يخطط الجيش التايواني لتوسيع نطاق ردعه العسكري إلى الساحل الصيني، من أجل فرض مراحل انطلاق وإبحار "معادية" أمام الجيش الصيني، إذا حاول عبور مضيق تايوان.
وذكر التقرير أن "ضعف الجيش الصيني يكمن في مرحلة العبور البحري"، مشدداً على "وجوب أن تستفيد القوات المسلحة بشكل كامل من الحاجز الطبيعي (الذي يشكّله) مضيق تايوان وأن تقاتل بأسلوب مرن". وتابع: "يجب ألا نقتصر على انتظار أن تُبحر مجموعات إنزال تابعة للعدو، عبر المضيق، بل ينبغي أيضاً استخدام تدابير لإرغام العدو على تجميع قواته في مطارات أو موانئ بعيدة عن المناطق المقابلة لتايوان".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن التفوّق الساحق للصين من حيث القوة البشرية والموارد، يدفع تايوان إلى التخطيط لاستخدام تكتيكات غير متكافئة، تتيح تحييد أفضليات الجيش الصيني، مثل مواجهة العمليات المحمولة جواً من خلال صواريخ أرض-جو متنقلة، ومهاجمة سفن ضخمة من خلال سفن صغيرة وسريعة ومرنة. كذلك ستكون صواريخ كروز الدفاعية والألغام البرية والبحرية، منصات أساسية لردع محاولات الصين للإنزال في تايوان.
عقوبات صينية
وقالت الرئيسة التايوانية، تساي إينج وين، لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي، إنها واثقة من أن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة إذا حاولت الصين غزوها، مضيفة أن "التهديد من الصين يتزايد كل يوم"، ومؤكدة في الوقت ذاته وجود قوات أميركية في تايوان.
وكثّفت بكين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على حكومة تساي، إذ نفذت مقاتلات صينية نحو 200 عملية توغل في منطقة الدفاع الجوي لتايوان الشهر الماضي.
وفرضت بكين الأسبوع الماضي عقوبات على رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانج، ووزير الخارجية جوزيف وو، ورئيس البرلمان يو سي كون، ولوّحت بأن تليها ملاحقة جنائية نتيجة "تأجيج العداء عبر مضيق تايوان والتشهير الخبيث بالبرّ الرئيس" للصين.
اقرأ أيضاً: