إسرائيل تصادق على مخطط استيطاني ضخم في القدس المحتلة

جانب من المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية، 9 نوفمبر 2021 - AFP
جانب من المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية، 9 نوفمبر 2021 - AFP
القدس-الشرق

صادقت الإدارة الإسرائيلية في القدس، الأربعاء، على مخطط لبناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطنة جديدة في قلنديا، بمنطقة مطار عطروت القديم، في القدس الشرقية المحتلة، على الرغم من إعاقته لإمكانية إقامة أي دولة فلسطينية مستقبلية، ضمن ما يعرف بحل الدولتين.

ومن المتوقع أن يكون الحي الاستيطاني الجديد أكبر حي إسرائيلي في القدس الشرقية، لأنه سيضم حوالي 9 آلاف وحدة سكنية على مساحة 1.243 دونماً، فيما تشير التقديرات إلى أنه سيتم تسويقه لطائفة الحريديم في القدس.

 ويضع المخطط أوامر هدم وإزالة لنحو 30 بناية سكنية فلسطينية شرق قرية قلنديا، تقع ما بين المنطقة الصناعية ومدرج المطار، معظمها أقيمت قبل 1967 وتحمل رخص بناء أردنية، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وبحسب المخطط الذي قدَّمته وزارة الإسكان الإسرائيلية، سيتم الحفاظ على مبنى المطار التاريخي وترميمه، وسيكون حوله مجموعة من المسارات والأماكن العامة، علماً بأنه تمت إحالة المخطط إلى لجنة المنطقة لاستكماله.

"قنبلة سياسية"

ووجهت حركة "السلام الآن" اليسارية في إسرائيل، رسالة إلى أعضاء الكنيست، الأربعاء، تطالب فيها بوقف فوري للمخطط الذي يتم تطويره، كما تطالب بإنشاء آلية حكومية مشتركة، للإشراف على بناء المستوطنات ومقاربتها.

وقالت حركة "السلام الآن": "لقد ألقى وزير الإسكان قنبلة سياسية من دون نقاش عام، أو حتى نقاش في الحكومة"، مؤكدة أن "المخطط يقوض احتمالات السلام على أساس دولتين لشعبين، إضافة إلى أنه يقضي على التواصل الحضري الفلسطيني القائم بين رام الله والقدس الشرقية، ما يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".

وأضافت أن المخطط "ليس مصيرياً ولا موروثاً من الحكومات السابقة. ولا يزال من الممكن إيقافه، وعدم تقديمه لموافقة لجنة المنطقة خلال أسبوع ونصف".

وحذرت من أنه إذا لم يتم إسقاط المخطط من جدول الأعمال، فإنه سيكون ضربة قوية للسلام وستسجل باسم أعضاء الائتلاف، "ميرتس" و"هناك مستقبل" و"حزب العمل".

إدانة فلسطينية

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية المصادقة على المخطط، مشيرة إلى أن "هذا المخطط الاستيطاني يهدف إلى استكمال فصل القدس عن محيطها الفلسطيني من جهة الشمال، كجزء لا يتجزأ من عملية أسرلتها وتهويدها وضمها، وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي، ومحاولة إخراجها من أي مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين".

وأكدت الوزارة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، أنها "تنظر بخطورة بالغة لاستكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، خاصة تداعيات ذلك على فرص تطبيق مبدأ حل الدولتين".

وطالبت "المجتمع الدولي والإدارة الأميركية والدول التي تدعي التمسك بحل الدولتين بالتدخل الفوري والعاجل لوقف تنفيذ هذه المشاريع والمخططات الاستعمارية التي تكرس الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري البغيض في فلسطين المحتلة، وتؤدي لحسم مستقبل قضايا المفاوضات النهائية من جانب واحد وبقوة الاحتلال".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال في أكتوبر الماضي إن الإدارة الأميركية "تشعر بقلق عميق إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية للمضي قدماً، في (خطط بناء) آلاف الوحدات الاستيطانية، والعديد منها في عمق الضفة الغربية".

وأضاف برايس: "نعارض بشدة التوسع في المستوطنات، والذي يتعارض تماماً مع جهود خفض التوتر وضمان الهدوء، ويضر بآفاق حل الدولتين".

اقرأ أيضاً: