استطلاع: الأفارقة في ألمانيا ضحية تمييز عنصري واسع

تظاهرة مناهضة للعنصرية في برلين - 18 يوليو 2020 - REUTERS
تظاهرة مناهضة للعنصرية في برلين - 18 يوليو 2020 - REUTERS
دبي- الشرق

أفاد استطلاع جديد في ألمانيا بأن الأفارقة المقيمين يواجهون مشكلات واسعة مع العنصرية والتمييز.

ووَرَدَ في الاستطلاع أن "نتائجه تشير إلى تفشّي العنصرية المناهضة للأفارقة في ألمانيا وترسّخها في مؤسسات"، مضيفاً: "ليس هناك قطاع في الحياة لا يشكّل فيه التمييز والعنصرية مشكلات واسعة".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن المسح، الذي نظمته بشكل مشترك مجموعة "كل واحد يعلّم واحداً" الناشطة في تمكين مجتمع الأفارقة في برلين، ومنظمة "مواطنون من أجل أوروبا" للمجتمع المدني، يتيح نظرة عامة أولى بشأن أكثر من مليون شخص من أصل إفريقي، يقيمون في ألمانيا. واستطلع المسح آراء حوالى 6000 شخص، بين يوليو وسبتمبر 2020.

ولم تجمع ألمانيا معلومات عن الخلفية الإثنية أو العرقية لسكانها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتبرّر الحكومة ذلك بأن السلطات يجب ألا تكون قادرة مجدداً على تحديد المجتمعات المعرّضة لخطر اضطهاد.

وفي حين أن نية الحكومة قد تكون حسنة، يعتبر منتقدون لهذا النهج أن النقص في البيانات يتيح إخفاء العنصرية، من خلال جعل تعقّبها شبه مستحيل.

العنصرية والهجرة

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن التركيبة العرقية للبلاد أكثر تعقيداً ممّا تعكسه الإحصاءات الرسمية، التي تصنّف الناس على أنهم أجانب، أو ألمان، أو ألمان "من أصول مهاجرة". وتجمع الفئة الأخيرة مجتمعات متنوّعة، ولا تشمل أحفاد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، الذين ربما لا يزالون يتعرّضون لتمييز. وفي هذا الصدد، أفاد المسح بأن واحداً من كل أربعة مستطلعين، ليست لديه "خلفية مهاجر".

وأشار المسح إلى أن سوق الإسكان، وأجهزة الأمن والشرطة، تشهد أكثر من قطاعات أخرى تمييزاً ضد الأفارقة، إذ ذكر أكثر من 60٪ من المستطلعين أن ذلك يحدث "بشكل متكرر جداً".

كذلك أظهر المسح أن مجتمع الأفارقة في ألمانيا تضرّر بشدة من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، إذ قال واحد من كل سبعة مشاركين تقريباً، إنهم خسروا وظائفهم نتيجة الأزمة.

"الساسة ينظرون إلى الأرقام"

وأفاد الموقع الإلكتروني لشبكة "دويتشه فيله" بأن "الوكالة الفيدرالية لمكافحة التمييز" في ألمانيا، وهي هيئة مستقلة تتقصّى التمييز العنصري، أشارت إلى تزايد حوادث العنصرية المُبلّغ عنها، بوتيرة أسرع من أشكال التمييز الأخرى. وأضافت أن الهجمات العنصرية في عام 2018 ارتفعت بنحو 20٪ عن النسبة المسجلة في عام 2017، بناءً على إحصاءات الجريمة الرسمية.

وأشار الموقع إلى أن دانيال جياميرا، مؤسّس مجموعة "كل واحد يعلّم واحداً" ورئيسها، اقترح فكرة تنظيم المسح، ونقلت عنه قوله: "هدفنا ليس التفريق بين الأفارقة والعرقيات والمجتمعات الأخرى، بل إظهار أن ثمة تداخلاً" في ما بينهم.

ورأى وجوب أن تكون البيانات أكثر استهدافاً، كي تسهم في مكافحة التمييز ضد الأفارقة، معتبراً أن "الساسة ينظرون إلى الأرقام"، وثمة حاجة إلى مزيد من الأدلة على تفشّي العنصرية، لدفع صنّاع القرار إلى مكافحتها.

أول إبادة جماعية

وذكّر جياميرا بأن أول إبادة جماعية في القرن العشرين مرتبطة بألمانيا، وأسفرت عن مصرع عشرات الآلاف في "جنوب غربي إفريقيا الألمانية"، المعروفة الآن باسم ناميبيا، بعد تمردهم على الحكم الاستعماري.

وقال، في إشارة إلى النازية: "ينصبّ التركيز على الاشتراكية القومية، لأن المسؤولية الجماعية بشأنها كبيرة جداً، بحيث يصعب على المجتمع التعرّف إلى أحداث أخرى في التاريخ الألماني. لا مكان في الخطاب العام للبلاد، للاستعمار والعنصرية ضد الأفارقة".

ونقلت "دويتشه فيله" عن كارامبا ديابي، وهو أول نائب ألماني من أصل إفريقي، ترشّح عن الحزب الاشتراكي، قوله إن العنصرية في ألمانيا هي "قضية تمسّ المجتمع ككل'، معتبراً أن "هناك الكثير الذي يجب فعله".

أما البروفيسور كريم فريدوني، وهو باحث عن العنصرية في جامعة Ruhr-Universität Bochum، فذكر أن "الأفارقة أقاموا في ألمانيا منذ 400 سنة، تعرّضوا خلالها للعنصرية"، وتابع: "لهذا السبب، من الضروري جداً أن ندرك المزيد عن واقعهم المعيشي".

اقرأ أيضاً: