كشف سفير طهران لدى موسكو، كاظم جلالي، الثلاثاء، عن توجه بلاده لإبرام اتفاق تعاون شامل جديد مع روسيا، بعد انتهاء اتفاق سابق كان أبرم في عام 2001.
يأتي ذلك فيما يستعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة روسيا مطلع العام الحالي، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن ناطق باسم الحكومة الإيرانية الشهر الماضي.
وقال جلالي إن إيران "أعدّت مسوّدة اتفاق طويل الأمد مع روسيا"، بحسب ما ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء.
وأضاف سفير طهران لدى موسكو أن الجانبين اتفقا على إعداد إيران لمسودة الاتفاق، ثم عرضها على روسيا، وفي حال عدم وجود ملاحظات، ستتم مراجعتها في برلماني البلدين ثم الموافقة عليها.
وأوضح أن الوضع قد يستغرق وقتاً طويلاً، ولهذا السبب "لن يتم التوقيع على اتفاق تعاون شامل خلال الزيارة" المرتقبة لرئيسي.
"تمديد مؤقت"
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن الوثيقة التمهيدية الخاصة بإقامة علاقات استراتيجية بين البلدين ما زالت "قيد التمديد"، حتى يتم التوقيع على الاتفاق الجديد، وفقاً لوكالة "مهر" الإيرانية.
ورداً على سؤال حول إمكانية توقيع وثيقة حول التعاون الاستراتيجي بين طهران وموسكو، خلال الزيارة، قال زاده: "الزيارة تأتي تلبية لدعوة بوتين.. وهي رحلة عمل نحاول من خلالها مناقشة القضايا في مجالات مختلفة، كما يتم متابعة بعض الوثائق والمذكرات".
وأشار إلى أن اتفاق التعاون الذي تم توقيعه بين الجانبين في عام 2001، انتهى العمل به العام الماضي، لكن توجد آلية لتمديده. وأضاف أنه "إذا لم يكن لدى أي من البلدين رأي سلبي بشأن تمديد الاتفاق، فيمكن تمديده تلقائياً لمدة 5 سنوات".
مضمون اتفاق 2001
ويعد الاتفاق الموقع في 2001 بموسكو بين بوتين والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، "أول اتفاق تعاون واسع" بين الجانبين، منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، بحسب ما أوردته إذاعة "فاردا"، الممولة من قبل الحكومة الأميركية.
وأشارت الإذاعة إلى أن خاتمي أعرب آنذاك عن أمله بأن يشكل الاتفاق "ربيعاً جديداً" في علاقات التعاون بين موسكو وطهران.
أما بوتين فذكر أن "روسيا مهتمة أيضاً بهذا التعاون لأسباب اقتصادية. والأسباب السياسية هي أننا نعتقد بوجوب أن تكون إيران دولة مستقلة مكتفية ذاتياً، وقادرة على الدفاع عن مصالحها الوطنية".
من جانبها، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2001، أن الاتفاق ينصّ على استئناف بيع إيران أسلحة تقليدية روسية، بعد توقف دام 6 سنوات. وكشفت أن موسكو باعت طهران أسلحة قيمتها نحو 5 مليارات دولار، بين العامَين 1989 و1995، قبل تجميد ذلك بعدما وقّع الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين "اتفاقاً سرياً مع الولايات المتحدة، تتخلّى بموجبه موسكو عن مزيد من مبيعات الأسلحة أو المساعدة الفنية للبرامج العسكرية الإيرانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين أكد، خلال لقائه خاتمي "عزم روسيا على مساعدة إيران على استكمال" محطة "بوشهر" للطاقة الذرية، والتي دُشّنت رسمياً في سبتمبر 2011.
وكان جلالي قال في تصريحات سابقة لصحيفة "كوميرسانت" الروسية: "أعتقد بأن الوقت حان لأن نؤسّس نادياً للدول الخاضعة لعقوبات، بين أعضائها (دول) قوية اقتصاداتها متقدمة: روسيا والصين وإيران".
وأضاف في إشارة ضمنية إلى الأميركيين: "يريدون أن تكون روسيا ضعيفة، والصين تابعة لهم اقتصادياً، وإيران مستعمرة لهم. لذلك نحتاج إلى التعاون ومساعدة بعضنا بعضاً، وإكمال بعضنا بعضاً".
روسيا المنقذة؟
وفي سياق محادثات فيينا التي استؤنفت جولتها الثامنة أخيراً، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني بين القوى العالمية وطهران، أشارت صحيفة "نقش اقتصاد"، الثلاثاء، إلى أن روسيا تسعى إلى لعب دور "المنقذ" لإيران.
وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى أن الروس يحاولون تصوير أنفسهم بأنهم "منقذون" لإيران، وهو ما يمكن رصده من خلال تصريحات مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف، فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية.
كما ذكرت أن روسيا تحاول من وراء هذه التحركات أيضاً "الوصول إلى اتفاق يقيد البرنامج النووي الإيراني، لأنها لا ترغب في امتلاك إيران قنبلة ذرية"، في حين أشارت إلى أن موسكو ستكون من أوائل الدول المستفيدة من الأسواق الإيرانية، حال رُفعت العقوبات عن طهران.
والأسبوع الماضي، توقع أوليانوف، التوصل إلى اتفاق بشأن العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، خلال النصف الأول من فبراير المقبل، في حين وصفت إيران الجولة الثامنة من مباحثات فيينا بـ"الإيجابية والجيدة".