"تتصيد في الماء العكر".. موسكو تهاجم تركيا بسبب كازاخستان

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في موسكو - 22 أبريل 2021  - REUTERS
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في موسكو - 22 أبريل 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو تتوقع من تركيا الامتناع عن الإدلاء بتصريحات "غير مدروسة" بشأن كازاخستان، وألا تحاول أن "تتصيد في الماء العكر" حسبما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية في تصريح جديد يبرز التوتر تحت السطح بين الدولتين.

وقالت زاخاروفا في إيجاز صحافي الخميس: "نحن نتوقع من المسؤولين الأتراك الامتناع عن تصريحات غير مدروسة كهذه بصوت عال من الآن فصاعداً".

وأضافت أن "الوضع المأساوي والمعقد بشكل كبير في كازاخستان، تطلب تضافر الجهود، ومن ثم لا يجب اتخاذه فرصة للإيذاء والتصيد في الماء العكر".

التصريحات الروسية جاءت رداً على تصريح لمسؤول تركي لم تنشر امسه، وصف فيها كازاخستان بأنها "دولة حررت نفسها من القمع السوفييتي والآن تحاول قوى أن تهدد مجدداً بوضعها تحت نير لا معنى له"، وذلك في إشارة إلى إرسال معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا قوات "حفظ سلام" لمساعدة كازاخستان في وجه الاضطرابات العنيفة التي واجهتها منذ مطلع العام الجاري، قوامها حوالى 2000 جندي.

كما قالت زاخاروفا على حسابها على "فيسبوك" الخميس: "أتساءل، كل من صاح قائلاً: أفغانستان ثانية واحتلال كازاخستان وإعادة إنشاء الاتحاد السوفيتي، ماذا يفعلون الآن؟ شيء مهم، على ما أعتقد. وبما أنهم لا يعتذرون عن المعلومات المضللة. هل يأتون بواحدة جديدة؟"، وذلك في إشارة إلى بدء انسحاب هذه القوات. 

وأعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن الانسحاب التدريجي للقوات سيبدأ في 13 يناير. وأن عملية انسحاب القوات لن تستغرق أكثر من 10 أيام.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الخميس، خلال لقاء مع وزير الدفاع، سيرجي شويجو، إن قوات مهمة حفظ السلام أتمت مهمتها، وحان الوقت لعودتها لبلادها حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.

علاقات قوية وخلافات كبيرة

ورغم العلاقات القوية بين تركيا وروسيا وتزويد موسكو لأنقرة بمنظومة الدفاع الصاروخي إس-400 وهو ما أثار غضب واشنطن، حليف أنقرة القوي، إلا أن هناك عدداً من الملفات التي تثير التوتر بينهما، وعلى رأسها تسليح أنقرة لأوكرانيا بمسيرات مسلحة، وتقربها من أذربيجان، ومحاولة إنشاء قاعدة عسكرية هناك.

وكذلك الملف السوري الذي شهد أكبر فصول التوتر بين البلدين حين أسقطت تركيا طائرة روسية من طراز سوخوي في نوفمبر 2015 داخل سوريا وبالقرب من الحدود التركية، وهو ما أدى لقطع العلاقات العسكرية بين البلدين، وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها بـ"عواقب خطيرة" على العلاقات بين البلدين، واصفاً إسقاط المقاتلة بأنه "طعنة في الظهر"، دبرها "المتواطئون مع الإرهابيين".

خلافات بشأن أوكرانيا

أبرز ملفات الخلاف بين أنقرة وتركيا هو الملف الأوكراني، الذي تتمحور حوله أزمة بين موسكو والغرب، مع تصعيد روسيا لتحركاتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا ونشر أكثر من 100 ألف جندي بحسب تقارير غربية تتهم موسكو بالتحضير لغزو جديد لأوكرانيا.

وتصر تركيا على تزويد أوكرانيا بمسيرات تركية رغم الغضب الروسي إزاء تلك الصفقات. وبحسب مسؤولين في شركة دفاع تركية فإن شركة تصنيع الأسلحة "البيرق" ومقرها إسطنبول، باعت عشرات الطائرات بدون طيار لأوكرانيا منذ عام 2019.

وأدان بوتين نشر أوكرانيا "الاستفزازي" للطائرات المسيرة الهجومية، في مكالمة هاتفية مع أردوغان ديسمبر الماضي.

وفي مكالمة هاتفية في 19 نوفمبر الماضي، طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن يأخذ مخاوف موسكو بشأن "عسكرة" تركيا لأوكرانيا "بجدية أكثر".

قاعدة عسكرية في أذربيجان

وتثير علاقات أنقرة المتزايدة مع أذربيجان، قلق موسكو، وأعرب الكرملين في مايو الماضي، أن موسكو "تراقب عن كثب" التطورات بشأن احتمال بناء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان، مؤكداً أنها ستتخذ "الخطوات اللازمة" لضمان أمنها ومصالحها.

وصرّح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين، حينها بأن "إنشاء بنى تحتية عسكرية لدول أعضاء في حلف الناتو قرب حدودنا يثير اهتمامنا الخاص، ويدفعنا إلى تبنّي الخطوات اللازمة لضمان أمننا".

اقرأ ايضاً:

تصنيفات