روسيا تحذر تركيا من تأجيج "مشاعر عسكرية" في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبابتان للجيش الأوكراني خلال تدريبات قرب شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا - 14 أبريل 2021 - REUTERS
دبابتان للجيش الأوكراني خلال تدريبات قرب شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا - 14 أبريل 2021 - REUTERS
موسكو - رويترز

حذرت روسيا تركيا مما وصفته بـ"محاولات تأجيج مشاعر عسكرية" في أوكرانيا، بعدما سعت أنقرة إلى تعزيز تعاونها الدفاعي مع كييف.

وأفادت وكالة رويترز بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد الشهر الماضي بدعم كييف، في وقت حشدت روسيا قوات عسكرية ضخمة على حدودها مع أوكرانيا.

وقال أردوغان آنذاك، إن تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأوكرانيا، أطلقتا منصة مع وزيرَي الخارجية والدفاع، لمناقشة التعاون في قطاع الدفاع. واستدرك أن ذلك "ليس تحركاً ضد دول ثالثة بأي شكل من الأشكال".

"ممارسات عدائية"

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "نوصي بشدة بأن يحلّل زملاؤنا الأتراك الموقف بعناية، وأن يتوقفوا عن تأجيج مشاعر عسكرية في كييف".

وأضاف لافروف، في مقابلة مع صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، أن تشجيع الممارسات الأوكرانية "العدائية" إزاء شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو في عام 2014، يرقى إلى حد التعدي على وحدة أراضي روسيا. وتابع: "نأمل أن تعدل أنقرة خطها، استناداً إلى مخاوفنا المشروعة".

وأشارت رويترز إلى أن تركيا، وسائر أعضاء الناتو، انتقدوا ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وأعلنوا دعمهم لوحدة أراضي أوكرانيا، فيما تواجه القوات الحكومية انفصاليين موالين لروسيا، في شرق أوكرانيا.

كما أقدمت تركيا، التي تواجه أوكرانيا وروسيا عبر البحر الأسود شمالاً، على بيع كييف طائرات من دون طيار، في عام 2019.

ولفتت رويترز، إلى أن ثمة تعاوناً وثيقاً بين أنقرة وموسكو، بشأن نزاعات في سوريا وليبيا وناجورنو قره باغ، وكذلك في قطاعَي الدفاع والطاقة.

وتراجعت علاقات روسيا مع الغرب إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة، منذ ضمّها القرم، وفُرضت عليها عقوبات.

زيلينسكي وأردوغان

وفيما كانت روسيا تحشد عشرات الآلاف من جنودها، وأسلحة ثقيلة، على حدودها مع أوكرانيا، في أبريل الماضي، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركيا، والتقى أردوغان الذي شدد على أن "يبقى البحر الأسود واحة للسلام والاستقرار والتعاون". وأضاف: "نعتقد بوجوب تسوية الأزمة الحالية بالوسائل السلمية، على أساس القانون الدولي واحترام وحدة أراضي أوكرانيا".

وأعلن زيلينسكي أنه وأردوغان ناقشا "ردّاً مشتركاً لمواجهة التحديات في منطقة البحر الأسود"، لافتاً إلى "تطابق وجهات نظر كييف وأنقرة، في ما يتعلّق بالتهديدات ذاتها، وسبل الردّ عليها".

وتراجعت الولايات المتحدة، في أبريل الماضي، عن نشر سفينتين حربيتين في البحر الأسود، في ظلّ حشد عسكري روسي على حدود أوكرانيا. ونقلت عن مصادر دبلوماسية تركية أن السفارة الأميركية في أنقرة أبلغت وزارة الخارجية التركية بالقرار، لكنها لم تبرّره.

وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أعلن قبل أيام أن "العمليات التي تنفذها السفن الحربية الأميركية في البحر الأسود، هي روتينية"، مشيراً إلى أن بلاده "تنسق هذه الإجراءات مع السلطات التركية، بموجب معاهدة مونترو" التي تمنح تركيا السيطرة على المضائق المؤدية إلى البحر الأسود.

جاء ذلك بعدما أفادت وكالة "تاس" الروسية بأن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ أردوغان، في اتصال هاتفي، "رفض موسكو سماح أنقرة بعبور سفينتين حربيتين أميركيتين عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود".

تعاون عسكري

وتحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في أبريل، عن رياح جليدية تهبّ على العلاقات بين أردوغان وبوتين. وأضافت أن استخدام أوكرانيا طائرات مسيّرة تركية، يثير قلقاً لدى الجيش الروسي، إذ ترى موسكو أن هذه الطائرات ستُستخدم ضد الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرات المسيّرة التركية مكّنت أذربيجان من التفوّق على أرمينيا، خلال نزاعهما في إقليم ناجورنو قره باغ عام 2020، ولذلك يريد زيلينسكي الحصول على مزيد منها.

وفي عام 2019، اشترت كييف 6 طائرات مسيّرة تركية، من طراز Bayraktar TB2، إضافة إلى محطات مراقبة. وأبرم الجانبان عقوداً أخرى، لا سيّما شراء 48 طائرة تركية مسيّرة جديدة، بإنتاج مشترك بين البلدين.

اقرأ أيضاً: