سوريا.. اشتباكات سجن الحسكة تودي بحياة العشرات في يومها الثالث

رجال متهمون بالانتماء لتنظيم داعش في سجن بمدينة الحسكة- 26 أكتوبر 2019.  - AFP
رجال متهمون بالانتماء لتنظيم داعش في سجن بمدينة الحسكة- 26 أكتوبر 2019. - AFP
دمشق / دبي- أ ف بالشرق

لليوم الثالث على التوالي تستمر المعارك بين القوات الكردية في شمال شرقي سوريا ومقاتلي تنظيم "داعش"، إثر هجومهم على سجن "غويران" بمدينة الحسكة، بإسناد من "التحالف الدولي" الذي أرسل رتلاً عسكرياً، وجدد قصفه على المنطقة.

وقال مدير مكتب إعلام "وحدات حماية الشعب الكردية" سيامند العلي لـ"الشرق"، إن وتيرة الاشتباكات "لا تزال عالية جداً" لليوم الثالث على التوالي، و"قواتنا تعمل على تمشيط الأحياء المجاورة لسجن غويران، الذي بات يحوي العشرات أو ربما أكثر من مقاتلي داعش الذين حاولوا الوصول إلى السجن واقتحامه بواسطة سيارات مفخخة".

ولفت إلى حدوث تقدم "بطيء" في المنطقة، مشيراً إلى أن التحالف الدولي يدعم العمليات بطائرات مروحية، في حين بيّن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن التحالف أرسل رتلاً عسكرياً إلى محيط السجن. 

وتابع العلي في تصريحه لـ"الشرق"، أن "هناك صعوبة في استخدام الأسلحة الثقيلة بسبب وجود أحياء سكنية ومدنيين" وهو ما يسبب تباطؤاً في العملية، لذلك "لجأنا إلى عمليات التمشيط عبر وحدات قتالية خاصة".

ولفت إلى أن "داعش" يستخدم كافة إمكانياته لاقتحام السجن، مشيراً إلى أن "الاشتباكات في الأحياء والمباني المجاورة شرقي وشمالي السجن وليس داخله.. ما يحدث في الداخل هو محاولات للعصيان في بعض عنابر الاحتجاز، تتعامل معها وحدات مكافحة الإرهاب".

من جهته، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" (المعارض)، أن رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات "التحالف الدولي" وصل إلى محيط السجن، وسط تحليق لمروحياته في الأجواء، مشيراً إلى أن حصيلة ضحايا الاشتباكات ارتفعت إلى 89، بينهم 56 من عناصر تنظيم "داعش". 

وأوضح "المرصد"، أن من بين الضحايا أيضاً، 28 من قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب إلى جانب خمسة مدنيين، مؤكداً أن العدد الحقيقي ليس معلوماً لوجود عشرات ممن لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، بالإضافة لعدد كبير من الجرحى بعضهم حالته خطرة.

وأشار إلى أنه جرى إلقاء القبض على ستة من عناصر تنظيم "داعش" ليبلغ عدد الفارين الذين تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن إلى 136 سجيناً من التنظيم، بينما لا يزال العشرات منهم فارين، ولا يُعلم العدد الحقيقي للسجناء الذين هربوا من السجن.

استعادة نقاط

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أن 22 من عناصر "داعش" التي هاجمت السجن سقطوا في اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "قسد" السبت.

وقال المركز الإعلامي لـ"قسد" في بيان، إن قواتها وقوى الأمن الداخلي، تمكنت من استعادة السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار السجن.

وكانت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" قالت الجمعة، إن مقاتلي التنظيم يشنون منذ مساء الخميس هجوماً واسعاً على سجن غويران "بهدف تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، في حين أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا استعادة السيطرة بشكل كامل على السجن.

تصاعد الدخان بالقرب من سجن غويران - 22 يناير 2022 - sdf-press.com
تصاعد الدخان بالقرب من سجن غويران - 22 يناير 2022 - sdf-press.com

ورأى الباحث في معهد "نيولاينز" بواشنطن نيكولاس هيراس في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن "تنظيم (داعش) يحتاج إلى مزيد من المقاتلين"، مضيفاً أن "الهروب من السجون يمثل أفضل فرصة لداعش لاستعادة قوته وسلاحه".

يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3 آلاف و500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم "داعش" وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم، بحسب "المرصد السوري".

كما تضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا نحو 12 ألف مسلح من نحو 50 جنسية، وفق ما ذكرته السلطات الكردية.

وسبق أن أعلنت كل من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، في مارس 2019، إسقاط ما أطلق عليه التنظيم اسم "دولة الخلافة" التي أقامها على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد أن دحر آخر مقاتلي "داعش" من آخر معاقله ببلدة الباغوز في شرق سوريا.

ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص في وسط سوريا ودير الزور في الشرق على الحدود مع العراق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات