توقع الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، السبت، أن يختتم في العاصمة روما جولته الأولى من المشاورات الساعية لتشكيل غالبية برلمانية وإخراج البلاد من المأزق السياسي، وذلك بعد أيام من تكليفه بتشكيل الحكومة الإيطالية.
ويأمل دراغي بأن يضم في حكومته أحزاباً من أقطاب مختلفة في المشهد السياسي، أهمها الحزب الديموقراطي (يسار وسط) والرابطة (يمين متطرف) بزعامة ماتيو سالفيني، وذلك داخل حكومة انتقالية مكلفة بتطبيق خطة إنعاش اقتصادي، وحملة التطعيم ضد وباء كورونا الذي تسبب بوفاة أكثر من 90 ألف شخص في البلاد.
وحظي دراغي بدعم أحزاب صغيرة وكتل برلمانية من بينها حزب "إيطاليا فيفا" الوسطي بزعامة رئيس الوزراء الأسبق ماتيو رينزي والذي كان وراء تفكك الحكومة المنتهية ولايتها، بعد أن سحب وزراءه بسبب خلاف حول خطة النهوض الاقتصادية.
تشكيل الحكومة
وكلف الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، الأربعاء الماضي، ماريو دراغي الذي عُرف بلقب "ماريو الخارق" لدوره في إنقاذ منطقة اليورو في 2012 خلال أزمة الديون، بتشكيل الحكومة الجديدة.
ووصف رئيس الحكومة الجديد في أول تصريح له، الفترة الحالية في إيطاليا بـ"الصعبة"، لافتاً إلى أن "القضاء على الوباء ومواصلة حملة التلقيح والنهوض بالبلاد كلها تحديات تنتظرنا".
وأعرب دراغي عن ثقته في أن "الوحدة ستنبثق من المحادثات مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية في فترة صعبة".
وكتبت صحيفة "ال كورييريه ديلا سيرا"، أن ماريو دراغي "نال ثقة أوروبا والأسواق، وسينال قريباً ثقة البرلمان".
الأحزاب المعارضة
ومن جانب آخر، رفض حزب "فراتيلي ديتاليا" من اليمين المتطرف دعوته، لكن موقف الحزبين اللذين يضمان أكبر عدد من البرلمانيين وهما حركة "5 نجوم" (مناهضة للمؤسسات حتى وصولها إلى السلطة) والرابطة، سيكون حاسماً.
وتوقع خبراء رفض حركة "5 نجوم" التي تضم وحدها ثلث النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، دعم دراغي.
ووعد رئيس الوزراء الإيطالي المنتهية ولايته جوزيبي كونتي، الخميس الماضي، والذي كان مدعوماً حتى اللحظة الأخيرة من حركة "5 نجوم"، بألا يشكل "عقبة" لدراغي متمنياً له "التوفيق"، ومؤكداً أنه "لطالما عمل لصالح البلاد".
ومن التوقع أن يلتقي دراغي، الاثنين المقبل، القوى الاجتماعية والنقابات والجمعيات والهيئات المهنية وذلك قبل جولة المشاورات الثانية مع مجمل الأحزاب السياسية في الأيام المقبلة.
حل البرلمان
وفي حال لم ينجح دراغي في إيجاد غالبية برلمانية ونيل ثقته بعد توليه مهامه، من المتوقع أن يطرح حل إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وأعلن الرئيس ماتاريلا الوحيد المخول بالدعوة لتنظيم انتخابات تشريعية قبل موعدها المقرر في 2023، أنه يريد تجنب "اقتراع مبكر في خضم أزمة صحية واقتصادية".
وتأمل إيطاليا في الحصول على 200 مليار يورو من صندوق الإنعاش الأوروبي الذي تم تبنيه في يوليو الماضي، لكن عليها عرض خطة إنفاق مفصلة لبروكسل بحلول نهاية أبريل المقبل.
ويواجه ثالث اقتصاد في منطقة اليورو صعوبات جراء الآثار المدمرة لجائحة كورونا، وسجلت إيطاليا العام الماضي، أسوأ تراجع لإجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو وذلك بمعدل 8.9%.