اتفاق أم لا اتفاق؟.. سجال إيراني أميركي بشأن مفاوضات فيينا

جانب من مفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا حول البرنامج النووي الإيراني. - Twitter/@Isna_Int
جانب من مفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا حول البرنامج النووي الإيراني. - Twitter/@Isna_Int
طهران / دبي-أ ف بالشرق

تواصلت حالة من السجال بين إيران الولايات المتحدة بشأن ما وصلت إليه المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، بهدف التوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني. فبينما يقول الإيرانيون إن المفاوضات بلغت "مراحل حاسمة"، قال أميركيون إن النقاط العالقة حتى الآن كفيلة بإفشال المحادثات كلها.

وقالت كبيرة المبعوثين البريطانيين إلى محادثات فيينا، ستيفاني القاق، الجمعة، إن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 تقترب من التوصل إلى اتفاق.

وكتبت القاق على "تويتر": "نحن قريبون. مفاوضو الثلاثي الأوروبي سيغادرون لفترة وجيزة لإطلاع الوزراء على الوضع. مستعدون للعودة قريباً"

وبحسب ما أفادت وكالة "رويترز"، تتجه القاق وزملاؤها الفرنسيون والألمان إلى بلدانهم لإطلاع المسؤولين على تطورات المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

المفاوضات "انتهت عملياً"

من جانبه، اعتبر رئيس الوفد الروسي المفاوض في محادثات فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن المفاوضات بين إيران ومجموعة (4+1) "انتهت عملياً"، معتبراً أن القضايا المتبقية "يمكن حلها في غضون يوم أو يومين".

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن أوليانوف، الخميس، قوله "نحن الآن في المرحلة النهائية جداً. وأنهينا (المفاوضات) عملياً". 

وأضاف: "هناك عدة قضايا متبقية يجب حلها وتسويتها. من الممكن أن يتم ذلك في غضون 24 أو 48 ساعة".

وأعرب المبعوث الروسي عن عدم رغبته بالخوض في تفاصيل أكثر، معتبراً أن "أية عبارة غير مدروسة في هذه المرحلة الحساسة يمكن أن تترك تاثيراً سلبياً".

وفي ما إذا كانت الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على محادثات فيينا، قال أوليانوف إن "إيران وأوكرانيا قضيتين منفصلتين في إطار جدول أعمال القضايا الدولية".

كما اعتبر زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى طهران "مؤشراً جيداً"، وتابع: "جميع زيارات جروسي إلى طهران في الماضي كانت مفيدة، وأدت في كل مرة إلى اتخاذ قرارات مهمة".

ووفقاً للوكالة الإيرانية، أكد المبعوث الروسي أن هناك فرصة جيدة متوفرة للوصول إلى اتفاق حول القضايا العالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال "آمل بأن تكون تقارير رافائيل جروسي في زيارته القادمة إلى طهران إيجابية".

وأعلن جروسي عن توجهه إلى العاصمة الإيرانية طهران، الجمعة، لعقد اجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين، السبت، لمعالجة "القضايا العالقة" في محادثات فيينا.

وكتب جروسي على تويتر: "نمر بمرحلة حرجة لكن لا يزال من الممكن تحقيق نتائج إيجابية للجميع".

إيران: مراحل حاسمة

وأبدى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، استعداده للحضور إلى فيينا حيث بلغت المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي "مراحل حاسمة"، بـ"حال التوصل لتفاهم يحترم الخطوط الحمراء" لإيران.

وقال عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق المباحثات، إن "حضور وزراء الخارجية في فيينا والإعلان عن اتفاق نهائي مرتبط بالاحترام الكامل للخطوط الحمراء المعلنة من قبل إيران، بما يشمل الضمانات الاقتصادية الفاعلة"، معرباً عن استعداده لـ"الذهاب إلى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمراء المتبقية".

ويجمع الأطراف المعنيون على أن المفاوضات بلغت "مراحل حاسمة"، لكن مع بقاء نقاط تباين عدة تحتاج على الأرجح إلى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.

الاتفاق النووي والأزمة الأوكرانية

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومتحدث باسم وزارة الخارجية، قوله إن "إدارة جو بايدن تقترب من التوصل لاتفاق نووي مع إيران"، لافتاً إلى وجود قضايا لم يتم حلها حتى الآن، محذراً من أنها قد تؤدي لفشل المفاوضات.

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية للشبكة إنه "لا شيء متفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء".

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن بعض الخبراء توقعوا أن تؤثر "زيادة أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا على المفاوضات".

وذكر محلل الشؤون الإيرانية لدى مؤسسة أورآسيا الاستشارية، هنري روم، أن "عودة إحياء الاتفاق النووي سيجعل إيران قادرة على زيادة إنتاجها خلال أشهر"، مشيراً إلى أن الاتفاق سيمكن طهران أيضاً من "الإفراج وبشكل سريع عن كمية كبيرة من النفط المخزن لديها حالياً".

وتابع: "أعتقد أن الأزمة الأوكرانية الروسية تضع الكثير من الضغوط على الحكومات الغربية للتوصل إلى اتفاق عاجل وليس آجل"، معرباً عن اعتقاده بأن ذلك "سيشجع إيران على زيادة مطالبها".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في وقت سابق، إن "التحركات الروسية المزعزعة للاستقرار جعلت العالم أكثر خطورة"، مضيفاً أنه "لا يمكننا ولن نسمح لإيران بجعل الأمور أسوأ من خلال امتلاك سلاح نووي".

بدوره قال منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في تغريدة على تويتر، إن المحادثات بلغت "المراحل النهائية"، لكنه أوضح أيضاً أن "بعض المسائل ذات الصلة لا تزال عالقة، والنجاح (في حلها) ليس مضموناً أبداً"، مضيفاً: "بالتأكيد لم نصل إلى هناك بعد".

وتطالب إيران، ضمن أية تسوية لإحياء الاتفاق النووي، بـ"إغلاق"ملف العثور، في مراحل سابقة، على مواد نووية في 4 مواقع إيرانية لم يتم التصريح عنها، في حين سيكون هذا الملف محور زيارة يقوم بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي إلى طهران، السبت.

وأكد جروسي هذا الأسبوع أن الوكالة "لن تتخلى أبداً عن أي إجراءات لسبب سياسي"، معتبراً أن إغلاق الملف رهن بتقديم إيران تفسيرات "واضحة".

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ الانسحاب الأميركي الأحادي وإعادة فرض العقوبات، ما دفع طهران للتراجع عن احترام غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات