ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الثلاثاء، أن الحرس الثوري الإيراني أطلق قمراً صناعياً عسكرياً ثانياً في الفضاء، فيما تنتظر القوى العالمية قراراً حاسماً من طهران في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وقالت "إرنا" إن الحرس الثوري الإيراني نجح في وضع القمر الصناعي "نور- 2" في مداره، فيما لم تحدد مكان الإطلاق أو توقيته، إلا أن وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الحكومية، ذكرت أن عملية الإطلاق عبر الناقلة ذات المراحل الثلاث "قاصد" أو "ماسنجر" تمت من ميناء شاهرود الفضائي.
وأفادت "إرنا" بأن القمر الصناعي "نور -2" وصل إلى مدار منخفض على حاملة الأقمار الصناعية عبر 3 مراحل عن طريق الصاروخ "قاصد"، مشيرة إلى أن القمر سيستخدم "للقياس والاستطلاع".
وكان الحرس الثوري الإيراني أطلق القمر الصناعي "نور 1" إلى الفضاء في أبريل 2020، حيث تم وضعه في مدار أرضي بمسافة 425 كيلومتراً، ولا يزال موجوداً هناك، بحسب "إرنا".
تقدم كبير
وأعلنت "إرنا" أنه مع إطلاق القمر الصناعي "نور -2" الذي وضع بنجاح في المدار على ارتفاع 500 كلم، "تمتلك إيران الآن قمرين صناعيين عسكريين في مدار قريب من الأرض".
وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في 30 ديسمبر الماضي، إطلاق صاروخ يحمل معدات لأغراض بحثية، دون أن ينجح في وضعها في المدار حول الأرض.
ووفقاً لوكالة "رويترز" أثار وضع قمر إيراني عسكري ثانٍ في الفضاء، مخاوف بشأن برامج إيران النووية والصاروخية.
وقال الجيش الأميركي، إن نفس التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في المدار قد تسمح أيضاً لطهران بإطلاق أسلحة طويلة المدى، بما في ذلك ربما رؤوس حربية نووية.
وتنفي طهران تأكيدات أميركية بأن مثل هذا النشاط غطاء لتطوير صواريخ باليستية، وتقول إنها لم تتابع قط تطوير أسلحة نووية.
المحادثات النووية
يأتي ذلك في وقت عاد فيه كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في المحادثات النووية في فيينا، التي استمرت لأشهر "فجأة" إلى طهران الاثنين لإجراء مشاورات، إذ يبدو أن المفاوضات تقترب من نهايتها، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد، إنه يعتقد "قرب" التوصل إلى اتفاق، على الرغم من وجود "مشكلتين متبقيتين صعبتين للغاية".
وتأتي أولى تلك العراقيل، متمثلة في مطالبة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن يعرض بلينكن ضمانات مكتوبة بشأن قدرة موسكو على مواصلة التجارة مع إيران، بينما تواجه عقوبات بسبب حربها على أوكرانيا.
وتحدث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين عبر الهاتف مع لافروف، وناقشا الوضع المتعلق بخطة العمل المشتركة والوضع في أوكرانيا، بحسب بيان نقلته وكالة "إرنا".
وقال عبد اللهيان في البيان: "نحن ضد الحرب وفرض العقوبات، ومن الواضح أن التعاون بين إيران وأي دولة، بما في ذلك روسيا، يجب ألا يتأثر بجو العقوبات".
وكان مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، أعلن الاثنين انتهاء الاجتماعات الرسمية في المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، لافتاً إلى أن الوقت حان لاتخاذ "قرارات سياسية" من قبل المشاركين.
وأفاد مورا على تويتر بأنه "لم تعد هناك محادثات على مستوى الخبراء ولا اجتماعات رسمية"، موضحاً أن الأيام القليلة المقبلة هي وقت "اتخاذ قرارات سياسية لإنهاء مفاوضات فيينا"، وختم تغريدته بأن "الباقي ضجيج".
وعلى الرغم من تقدم المباحثات في فيينا، يؤكد المعنيون استمرار التباين، إذ تعد الأيام الراهنة فاصلة للمفاوضات التي أرادت دول غربية أن تنجز نهاية الأسبوع المنصرم، في ظل تسارع أنشطة إيران النووية، ومنها تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تفوق بكثير السقف المحدد في الاتفاق.
اقرأ أيضاً: