تقرير: خسائر روسيا العسكرية "منجم ذهب" للاستخبارات الأميركية

مركبات عسكرية روسية مدمرة في أحد شوارع مدينة بورودينكا الأوكرانية - 3 مارس 2022 - REUTERS
مركبات عسكرية روسية مدمرة في أحد شوارع مدينة بورودينكا الأوكرانية - 3 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

اعتبرت مجلة "نيوزويك" الأميركية المعدات العسكرية الروسية، التي استولت عليها القوات الأوكرانية منذ بدء الغزو، بمثابة "منجم ذهب" للاستخبارات الأميركية، التي تتطلع لإلقاء نظرة "نادرة" على أسلحة موسكو وبيانات القيادة التي تحتويها.

وقال مايك جيسون، العقيد المتقاعد بالجيش الأميركي الذي خدم في أفغانستان والعراق وكوسوفو، لـ"نيوزويك" إن "العتاد ضخم إنه مثل التقاط آلة إنجما"، في إشارة إلى جهاز تشفير طور واستُخدم في أوائل القرن العشرين لحماية الاتصالات التجارية والدبلوماسية والعسكرية، وهو يشكل ميزة استخباراتية كبيرة.

وأشار جيسون إلى أن أحد الآثار المحتملة "طويلة المدى" لخسائر موسكو العسكرية أن المعدات، التي استولى عليها الجيش الأوكراني، يمكن تفكيكها، على سبيل المثال، لإرسالها إلى معمل استخباراتي لتحليل مكوناتها والتعرف على تقنيتها.

وأضاف أنه "حتى الأجهزة، التي تبدو غير ضارة مثل أجهزة الراديو، إذا كانت لا تزال سليمة، يمكن أن تحتوي على ما يسمى بمعلومات التشفير المهمة، مما يعطي نظرة ثاقبة على الاتصالات الروسية المشفرة"، مشيراً إلى أنه يمكن بعد ذلك "تطوير تكنولوجيا للتشويش أو التنصت".

وقال مسؤولون أميركيون لـ"نيوزويك" إن مثل هذه الأصول العسكرية الروسية قد تحتوي على معلومات قيمة عن قيادة موسكو المشفرة والتحكم في الاتصالات.

وقال أحد ضباط الحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، لمجلة "نيوزويك": "لدينا أشخاص سريون يحاولون الحصول على معدات طوال الوقت".

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أرقام موثوقة بشأن حجم الخسائر العسكرية الروسية حتى الآن، إلا أن التقارير تشير إلى أنها "كبيرة نسبياً". 

آليات روسية 

ووثقت لقطات، لم يتم التحقق منها وروجت لها وسائل الإعلام الأوكرانية الرسمية، استيلاء الأوكرانيين على آليات قيادة وسيطرة روسية ونظام صاروخي حراري متعدد الإطلاق (TOS-1A) مُركب على دبابة (T-72) وعدد من الطائرات الروسية، بما في ذلك (Su-34). 

حتى أن مجموعة الدفاع الأوكرانية المملوكة للدولة "أوكروبورونبروم" قالت، الثلاثاء، إنها ستقدم مكافآت كبيرة لأي شخص يرغب في رد "معدات طيران قتالية مسروقة من المحتلين"، بما في ذلك ما يصل إلى 500 ألف دولار مقابل طائرة هليكوبتر عسكرية تم الاستيلاء عليها ومليون دولار لطائرة حربية في حالة صالحة للعمل.

وكان أحد الاكتشافات المهمة لكييف هو نظام صواريخ "بانتسير" (أرض-جو)، والذي اعتبره جيسون "صيداً ثميناً"، حيث يُفترض أن يكون السلاح "مرتبطاً بأنظمة القيادة والسيطرة على مستوى عال".

وقال طيار عسكري أميركي لـ"نيوزويك": "إن الحصول على معدات وأدلة فعلية يساعد أيضاً في فهم الديناميكية البشرية وما مدى سهولة التشغيل وما إلى ذلك.. هل يمكن لأي شخص استخدام هذا السلاح أم أنه يتطلب شهادة دكتوراه لتشغيله؟".

لكن هذا الطيار أشار أيضاً إلى أن هناك حدوداً لكمية المعلومات المفيدة، التي يمكن استخراجها من هذه الأنظمة وحدها في العصر الحديث، عندما تكون دولة مثل روسيا على الأرجح سريعة في اتخاذ إجراءات لتجنب اختراق أنظمتها.

وأضاف: "مع انتقال الأنظمة إلى الرقمي، تتغير لعبة الاستغلال والاستفادة قليلاً"، مضيفاً أن "معدات التشفير أقل أهمية هذه الأيام لأن القيمة موجودة في المفاتيح، وهي تتغير طوال الوقت".

وأفادت "نيوزويك" بأن المخاوف من سقوط المعدات الأميركية في أيدي روسيا لعبت على الأرجح أيضاً دوراً في التردد في إرسال أنظمة أسلحة أكثر تقدماً وباهظة الثمن إلى أوكرانيا، بما يتجاوز المنصات الأبسط مثل أنظمة صواريخ "ستينجر" (أرض-جو).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات