قال مصدر لبناني مواكب للاتصالات المتعلقة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إن لبنان يتجه لرفض المقترحات التي قدمها الوسيط الأميركي آموس هوشستين، لافتاً إلى أن المقترحات الأخيرة التي قدمها الوسيط المذكور إلى الجانب اللبناني، أثارت انقساماً داخلياً بقي طي الكتمان، إلى أن رفض "حزب الله" و"حركة أمل" المشاركة في اللجنة التي تم تشكيلها لدراستها، وهو ما عكس "اعتراضهما" على ما تتضمنه تلك المقترحات "من تفريط بحقوق لبنان النفطية".
وأشار المصدر إلى أن الجانب الأميركي "مصرٌّ على تخلي لبنان عن مطالبته بالخط الحدودي رقم 29، على أن يكتفي بالخط رقم 23، وهو ما رأى الجانب اللبناني أنه يعطي مكاسب لإسرائيل على حساب لبنان".
خط متعرج
وتحدث المصدر عن "اتصالات مكثفة" جرت في الفترة الأخيرة "للملمة" ما وصفه "محاولة بعض الأطراف اللبنانية تقديم تنازلات مجانية في هذا الملف". وقال إن "كل ما تضمنته مقترحات هوشستين، عبارة عن خط متعرج، يعطي حقل كاريش النفطي بالكامل لإسرائيل، فيما يعطي لبنان أحقية التنقيب في حقل قانا بشكل مشترك أو منقوص، ذلك أنه يترك جيباً منه تحت السيادة الإسرائيلية".
لجنة لم تبصر النور
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، دعا بعد تسلمه مقترحات هوشستين، بشكل مكتوب، من السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، إلى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الأطراف السياسية كافة، لدراستها والتوافق بشأنها، لكن طرح عون قوبل برفض "الثنائي الشيعي" المشاركة في اللجنة المذكورة، إضافة إلى تصريحات علنية لمسؤولين في "حزب الله"، أعلنوا فيها "عدم ثقتهم بالوسطاء الأميركيين" ورفضهم السماح لإسرائيل "باستغلال الحق اللبناني". وأفاد المصدر بأن عون "حاول بعد فشل اللجنة الاستعاضة بعقد اجتماع لدراسة الموضوع في القصر الرئاسي، أبدى المشاركون فيه توجهاً لرفض المقترحات الأميركية".
وكشف المصدر لـ"الشرق" أن "الجيش اللبناني لا يزال عند موقفه المتمسك بالخط الحدودي البحري رقم 29، وإنه يقف خلف السلطة السياسية"، مؤكداً أن الطرف اللبناني يرفض أي تطبيع مع العدو تحت شعار التنقيب".
إجماع على الرفض
وقال المصدر إن "مساحة المنطقة موضوع الخلاف بين لبنان وإسرائيل تبلغ نحو 2300 كيلومتر مربع، يعطي ما يسمى بخط هوف لبنان أحقية بـ 550 كيلومتراً منها، فيما لايتجاوز ما اقترحه هوشستين 50 كيلومتراً إضافياً". وتحدث عن "شبه إجماع لبناني على أن القبول بمقترحات هوشستين يشكل تنازلاً عن السيادة والثروات الوطنية"، متوقعاً أن يكون "الرفض" هو الرد اللبناني على مقترحات الوسيط الأميركي، لافتاً إلى أن "العمل يتمحور حالياً على إخراج مناسب لتبليغ الجانب الأميركي بالرفض، الذي سيعني عملياً فشل مهمة هوشستين".