الأسلحة الكيماوية.. اتهامات متبادلة عن "كوابيس" الحرب في أوكرانيا

جندي أوكراني على خط المواجهة شمال العاصمة كييف- 13 مارس 2022 - REUTERS
جندي أوكراني على خط المواجهة شمال العاصمة كييف- 13 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أثارت العديد من الدول الغربية مخاوف من استخدام روسيا أسلحة كيماوية خلال الهجوم العسكري على أوكرانيا، بينما اتهمت موسكو الولايات المتحدة بتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهو الأمر الذي نفته واشنطن.

وقال مسؤولون غربيون، الجمعة، إن روسيا ربما تستخدم أسلحة كيماوية في هجوم زائف لإيجاد مبرر جديد للغزو الذي شنته، لكن ليس هناك ما يشير إلى استخدام على نطاق أوسع لمثل هذه الأسلحة في الحرب.

وتوعد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، روسيا بدفع "ثمن باهظ" إذا شنت هجوماً بأسلحة كيماوية على أوكرانيا، وقال إن "أي هجوم على أراضي حلف شمال الأطلسي سيطلق شرارة رد شامل من التحالف الغربي".

وأضاف سوليفان، في تصريحات لشبكة "سي بي إس"، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون مشاورات بشأن الخطر المتزايد لشن هجوم بأسلحة كيماوية، ويتواصلون مباشرة مع موسكو للتحذير من القيام بمثل هذه الخطوة.

وتابع: "استخدام أسلحة دمار شامل سيكون خطأ إضافياً صادماً يتجاوزه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من حيث تعديه على القانون والقواعد الدولية".

"تغير في قواعد اللعبة"

بدورها، اعتبرت بولندا أن استخدام روسيا لسلاح كيماوي في أوكرانيا "سيغير من قواعد اللعبة"، وقال الرئيس أندريه دودا، الأحد، إنه "إذا استخدم (بوتين) أي أسلحة للدمار الشامل فسيغير ذلك قواعد اللعبة في الأمر برمته".

وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أضاف دودا: "بالتأكيد، سيتعين على حلف شمال الأطلسي وزعمائه بقيادة الولايات المتحدة الجلوس والتفكير بجدية في ما يتعين عمله، لأن هذه ستكون بداية الخطر".

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير بقرار من الرئيس بوتين تشعر الولايات المتحدة بأنه يجب ألا ينجر حلف شمال الأطلسي إلى حرب على نطاق أوسع مع روسيا.

ودخلت الحرب الروسية في أوكرانيا ثالث أسبوع لها دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة، رغم سقوط الألوف وتحويل ما يزيد على مليوني شخص للاجئين، واختباء الآلاف في مدن محاصرة تحت قصف بلا هوادة.

"خطأ فادح"

كما انضمت بريطانيا إلى قائمة الدول المحذرة من استخدام أسلحة محرمة دولياً، وصرحت وزيرة الخارجية ليز تراس أن بريطانيا قلقة جداً من احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيماوية في أوكرانيا، محذرة أن استخدامها سيكون "خطأً فادحاً" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، أضافت تراس: "نحن في غاية القلق بشأن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية. رأينا روسيا تستخدم هذه الأسلحة من قبل في ساحات صراع، لكن ذلك سيكون خطأ فادحاً من جانبها يضاف للأخطاء الجسيمة، التي يرتكبها بوتين بالفعل".

وفي رده على سؤال بشأن اعتبار استخدام الأسلحة الكيماوية تجاوز "للخط الأحمر" بما يجعل أعضاء حلف "الناتو" يتدخلون في الصراع، قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي "لا أعتقد أن من المفيد الدخول في أي التزام صارم الآن بخصوص مكان هذا الخط الأحمر، لكنني أعتقد أن الرئيس بوتين يحتاج إلى أن يعرف بشكل واضح جداً أنه عندما استخدمت دول أخرى أسلحة كيماوية استدعى ذلك رداً دولياً".

روسيا تتهم واشنطن

وفي مقابل التحذيرات الغربية من احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيمياوية خلال الحرب على أوكرانيا، اتهمت موسكو الولايات المتحدة، بتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا. 

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، اعتبر أن روسيا قد تستخدم أسلحة كيماوية في أعقاب غزوها لأوكرانيا، محذراً من أن "خطوة كهذه ستكون جريمة حرب".

ونقلت صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية عن ستولتنبرج، الأحد، قوله "سمعنا في الأيام القليلة الماضية مزاعم سخيفة بشأن معامل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية"، متوقعاً أن "يخترع الكرملين ذرائع كاذبة لتبرير ما لا يمكن تبريره".

وتابع: "الآن وبعد تقديم هذه الادعاءات الكاذبة، علينا أن نتحلى باليقظة، لأنه من الممكن أن تخطط روسيا نفسها لعمليات بأسلحة كيماوية في ظل هذا التلفيق للأكاذيب. ستكون هذه جريمة حرب".

دعوة لمجلس الأمن

بدورها، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أنها لا تملك أي دليل على أن أوكرانيا تملك برنامج أسلحة بيولوجية في الوقت الذي اتهمت فيه واشنطن وحلفاؤها روسيا بنشر هذا الادعاء غير المؤكد كمقدمة محتملة لشن هجمات بيولوجية أو كيماوية.

ودعت روسيا إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي، للتأكيد من خلال مبعوثها فاسيلي نيبينزيا، على أن أوكرانيا تدير مختبرات للأسلحة البيولوجية بدعم من وزارة الدفاع الأميركية.

ووصفت الدول الأعضاء الادعاء بأنه "كذبة" و"محض هراء" واستغلت الجلسة لاتهام روسيا باستهداف وقتل مئات المدنيين عمداً في أوكرانيا وهي تأكيدات نفتها روسيا في هجوم بدأ قبل 15 يوماً وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وقالت إيزومي ناكاميتسو، الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أمام المجلس، إن الأمم المتحدة "ليس لديها علم" بأي برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، التي انضمت إلى حظر دولي على مثل هذه الأسلحة، كما فعلت روسيا والولايات المتحدة إلى جانب 180 دولة أخرى.

وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن اجتماع مجلس الأمن لمناقشة مزاعم موسكو المعلنة دون أدلة عن "أنشطة بيولوجية" أميركية، في أوكرانيا يمكن أن يكون "ذريعة" لشيء جارٍ تنفيذه.

ورغم أن جرينفيلد لم تُقدم إلى الآن أدلة على تهديد وشيك خلال اجتماع مجلس الأمن، لكنها قالت إن "روسيا لها سجل قياسي من الاتهامات الكاذبة لدول أخرى بالانتهاكات التي تقترفها روسيا نفسها".

واشنطن تنفي

والأربعاء نفت واشنطن اتهامات روسية لواشنطن بتشغيل مختبرات بيولوجية في أوكرانيا، ووصفت هذه المزاعم بأنها "مضحكة" وتشير إلى أن موسكو ربما تعد مبرراً لاستخدام سلاح كيماوي أو بيولوجي.

وقال البيت الأبيض، في بيان، الأربعاء، إن ادعاءات روسيا بمشاركة أميركية مزعومة في مختبرات للأسلحة البيولوجية وتطوير أسلحة كيماوية في أوكرانيا "مزاعم كاذبة".

وفي سلسلة تغريدات على تويتر، قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض: "علمنا بمزاعم روسيا الكاذبة بشأن مختبرات أسلحة بيولوجية أميركية وتطوير أسلحة كيماوية في أوكرانيا".

وأضافت أن من المحتمل أن تكون روسيا تُمهد لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا أو القيام بعملية واتهام آخرين بالمسؤولية عنها، لكنها لم تذكر أدلة على ذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات