تقارير: الهند تشتري نفطاً روسياً بـ"خصم كبير" وتبحث ترتيباً مالياً جديداً

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يرحّب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائهما في نيودلهي - 5 أكتوبر 2018 - REUTERS
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يرحّب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائهما في نيودلهي - 5 أكتوبر 2018 - REUTERS
دبي- الشرق

نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، عن مصادر، أن المصرف المركزي الهندي يجري مشاورات أولية بشأن ترتيب جديد مع روسيا، يتم بموجبه التبادل التجاري بين البلدين من خلال العملات المحلية، فيما أفاد مسؤول هندي بأن بلاده تعاقدت على شراء 3 ملايين برميل من النفط الروسي بـ"خصم كبير"، وأن حجم مشترياتها قد يزيد.

وسيسمح تبادل العملات المحلية حال تنفيذه باستمرار التجارة بين نيودلهي وموسكو بعدما فرضت العقوبات الغربية على الأخيرة قيوداً على آليات الدفع الدولية وحدت من وصولها للدولار.

ووفقاً للصحيفة البريطانية، قال مصرفي هندي كبير مطلع على المناقشات، إن بنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي)، تشاور مع الحكومة والبنوك المملوكة للدولة، لتقييم حجم مدفوعات الروبل الروسي والروبية الهندية المطلوبة، ولمعرفة أي البنوك ستكون مجهزة لتقديم هذه الخدمة، واصفاً العملية بأنها مجرد "عملية تقييمية"، ولكن القرار النهائي بشأن الاقتراح سيكون متروكاً للحكومة.

وامتنعت وزارة المالية الهندية عن التعليق، كما لم يرد بنك الاحتياطي الهندي على طلب الصحيفة للتعليق، وكذلك بنك "ستيت أوف إنديا"، وهو أكبر بنك مملوك للدولة.

غير أن هذه المشاورات، تخاطر بإغضاب واشنطن وحلفائها في الوقت الذي يسعون فيه لمعاقبة موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

وشرح رئيس التحالف الهندي للأعمال التجارية في موسكو، سامي كوتواني، الآلية المقترحة بأنها ستسمح للروس بإيداع الروبل لدى البنوك الموجودة في موسكو، فيما سيتمكن الهنود من استلامها في نيودلهي في شكل روبية.

الهند تشتري النفط الروسي

وقال مسؤول هندي، الخميس، إن بلاده وهي أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وافقت على شراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الروسي بـ"خصم كبير".

ونقلت صحيفة "فاينانشيال ريفيو" الأسترالية، عن المسؤول قوله إن حجم الصفقة صغير نسبياً نظراً لحجم الإنتاج الروسي والطلب الهندي، لكن الحجم "قد يزداد في الأشهر المقبلة".

وقالت الصحيفة إن تلك الخطوة تعزز التصور المتزايد بأن الهند مصممة على الحفاظ على علاقاتها التجارية والعسكرية الواسعة مع موسكو، حتى في الوقت الذي تحث فيه الولايات المتحدة وحلفائها الحكومات في جميع أنحاء العالم على عزل روسيا.

وتحدث المسؤولون الهنود للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية المسألة.

"صفقة جيدة"

ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله: "يأتي 85 في المائة من نفط الهند من الواردات، لذلك نبحث دائماً عن خيارات جيدة". مضيفاً: "إذا كان ذلك يتضمن عرضاً جيداً قادماً من الجانب الروسي، ولا يوجد حظر على الشراء من روسيا، فلنقبل ذلك".

ووصف المسؤولون الهنود دفاتر الروبل الروبية والتي من المحتمل أن يتم إنشائها في البنوك الروسية والهندية غير المعرضة للنظام المالي الأميركي، بأنها حل لمساعدة الاقتصاد الهندي ومصدريه بدلاً من استخدام وسيلة للتهرب من عقوبات الولايات المتحدة المحتملة.

وقالت الصحيفة إن الهند تتاجر مع إيران، وهي دولة أخرى تخضع لعقوبات أميركية، باستخدام ترتيب تجاري مماثل للروبل والروبية.

وفي الأسابيع الأخيرة، قوبلت الهند بإدانة من بعض المشرعين الأميركيين بعد أن امتنعت مراراً عن انتقاد روسيا في الأمم المتحدة. لكن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم يصلوا إلى حد انتقاد الهند التي يُنظر إليها على أنها جزء مهم من الاستراتيجية الأميركية لمواجهة الصين.

نيودلهي "توازن" مصالحها

رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية، وهي هيئة تم إنشاؤها من قبل الحكومة وتشرف على مجالس ترويج الصادرات الهندية وتمثل أكثر من 200 ألف مصدّر، قال لـ"فاينانشيال تايمز": "لقد طلبنا من الحكومة أن يكون لديها ترتيب لتبادل الروبل والروبية، ولذا فهي تعمل على ذلك، وأعتقد أن الأمر سيتحقق قريباً جداً".

وأضاف إيه ساكثيفيل: "تحاول نيودلهي تحقيق توازن، وتتصرف بحذر شديد، فالأمر يشبه المشي على الشوك".

وكانت الدول الغربية فرضت عقوبات شاملة على المصرف المركزي الروسي، وعزلت العديد من البنوك الروسية عن نظام "سويفت" المالي العالمي، فيما ظلت الهند، التي تربطها علاقات طويلة الأمد مع موسكو، محايدة.

وامتنعت نيودلهي عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثار استياء المسؤولين الأميركيين، ولكنها ظلت على اتصال وثيق مع موسكو وكييف.

تحذير من الرد الأميركي

لكن أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال التجارة الخارجية الهندية، حذر من أن موافقة الحكومة الهندية على التبادل التجاري مع روسيا بالعملات المحلية يخاطر بإثارة رد فعل غاضب من الولايات المتحدة، وهي أكبر وجهة تصدير لنيودلهي، حيث تشتري بضائع هندية بأكثر من 50 مليار دولار سنوياً، لكنه يقول إن الترتيب المقترح قد يسمح للهند بمواصلة شراء الطاقة الروسية في حالة فرض حظر على النفط.

ويتوقع رجال أعمال هنود أن يتم التعامل بالاتفاق المحتمل الجديد من خلال البنوك المملوكة للدولة فقط، مثل فرع "ستيت بنك أوف إنديا" في موسكو، والبنك التجاري الهندي، و"سبيربنك" الروسي، الذي يملك فرعاً في نيودلهي.

ويأمل المصدّرون الهنود أن تحرر هذه الآلية الأموال المستحقة لهم لدى العملاء الروس الذين لا يستطيعون تحويل الأموال دولياً بسبب العقوبات المفروضة على موسكو.

اقرأ أيضاً: