"مكالمات احتيالية" تستهدف وزيري الدفاع والداخلية البريطانيين

بن والاس وزير الدفاع البريطاني في اجتماع استثنائي لوزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل - 16 مارس 2022 - Bloomberg
بن والاس وزير الدفاع البريطاني في اجتماع استثنائي لوزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل - 16 مارس 2022 - Bloomberg
دبي -الشرق

حاول "محتالون روس" انتزاع معلومات حساسة من وزيرين بريطانيين عن طريق التظاهر بأنهم سياسيون أوكرانيون، الأمر الذي وصفته صحيفة "تليجراف" البريطانية بـ "الحيلة القذرة".

وأجرى وزير الدفاع البريطاني بن والاس ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، محادثات فيديو قبل أن يشعرا بالشك، وينهيا المكالمات.

وأمر والاس الذي كان يتواجد في بولندا في هذا الوقت بإجراء تحقيق في المحادثة، لكنه قال إنها "أُجريت بشكل صحيح".

واعتقد وزير الدفاع البريطاني أنه كان يتحدث إلى رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، عندما وافق على استقبال مكالمة فيديو عبر تطبيق "مايكروسوفت تيمز".

وقال والاس إن شكل وصوت الرجل الذي تحدث إليه كانا مشابهين لشكل وصوت رئيس الوزراء الأوكراني، وأنه شعر بالشك عندما بدأ المتصل الذي كان يقف أمام العلم الأوكراني في طرح أسئلة تتعلق بأمن بريطانيا، مثل الإرسال المحتمل للسفن الحربية البريطانية إلى البحر الأسود، واحتمال تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأنهى والاس المكالمة بعد "ثماني أو تسع دقائق"، ويخشى وزير الدفاع البريطاني الآن من استخدام الروس هذه المكالمة في الحملات الدعائية.

"مكالمة مدبرة"

وهناك مخاوف بريطانية من أن تكون المكالمة "مُدبرة من قبل المخابرات الروسية" في محاولة لإحراج والاس أو انتزاع معلومات حساسة. وبعد إعلانه عن الأمر، كشفت وزيرة الداخلية باتيل، أنها كانت ضحية لحيلة مشابهة.

وكتبت باتيل في تغريدة على تويتر: "لقد حدث هذا معي أيضاً. محاولة مثيرة للشفقة في هذه الأوقات الصعبة لبث الفرقة بيننا. نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".

وقالت مصادر مقربة من وزيرة الداخلية إنها تلقت المكالمة، ولكنها رفضت الإفصاح عن الوقت الذي أمضته في الحديث مع المحتال. وأضافت المصادر أن باتيل لم "تمنحهم الأكسجين الذي كانوا يسعون إليه".

وقال والاس لـ"تليجراف": "بدأ حديثه (المحتال الروسي) قائلاً أود فقط أن أشكرك نيابة عن الرئيس على جميع المساعدات. قبل أن يطرح أسئلة بشأن القضايا الأمنية".

أسئلة أمنية

وسُئل والاس عما إذا كانت بريطانيا سترسل سفناً حربية إلى البحر الأسود، وحول اتفاقية أمنية محتملة.

وتلقى وزير الدفاع أيضاً أسئلة، في تلك المكالمة، عما إذا كان يجب على أوكرانيا الحصول على أسلحة نووية، وعن احتمال تخلي أوكرانيا عن طموحاتها بالانضمام إلى "الناتو" وتصبح دولة محايدة.

ورد والاس بأن جميع هذه القضايا "محل نقاش أوسع"، وأن بريطانيا لن ترسل قوات للدفاع عن أوكرانيا، وأنه لا يمكنه المشاركة في مناقشات بشأن الأسلحة النووية.

وأنهى والاس المكالمة بعدما أصبحت الأسئلة "أكثر سخفاً". وكتب في حسابه الرسمي على تويتر: "لا يُمكن لأي قدر من المعلومات المضللة، والتشويه، والحيل القذرة الروسية أن يصرف الانتباه عن الانتهاكات الروسية لحقوق الإنسان والغزو غير المشروع لأوكرانيا. محاولة يائسة".

وعن كيفية إجراء المكالمة، قال والاس: "إحدى الدوائر الحكومية أحالت إلي طلباً لإجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الأوكراني، الرجل الذي لم ألتقه من قبل. وأعدت الإدارة مكالمة هاتفية معي. كانت على هاتفي عبر تطبيق مايكروسوفت تيمز. لقد بدا كأنه يشبهه، لأنني نظرت إلى الصورة. وكان خلفه علم أوكرانيا.

وأوضح والاس أنه أنهى المكالمة عندما انتقل النقاش إلى الحديث عن المسائل الأمنية. وقال: "راودتني شكوك، وبعد ثماني أو تسع دقائع تقريباً أنهيت المكالمة".

وقال وزير الدفاع إنه يعتقد أن المسؤولين عن هذه الحيلة سيجرون تعديلات انتقائية على المكالمة وربما ينشرونها للجمهور الروسي.

وأضاف "سيقطعون الأجزاء التي أقول فيها إن المجتمع الدولي يريد أن تكون أوكرانيا حرة في اختيارها باعتبارها دولة ذات سيادة".

وتابع "لن يغطوا حديثي عن حرية الصحافة، ولن يغطوا أفكاري بشأن تحقير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو أن ما يفعله الروس في أوكرانيا أمر مروع".

ويبحث المسؤولون الأمنيون في بريطانيا، إمكانية أن يكون تعرض هاتف وزير الدفاع قد تعرض للاختراق.

وكان الأمير هاري دوق ساسكس وقع ضحيفة للمحتالين الروس عندما تحدث عن قراره ترك العائلة المالكة في مكالمتين هاتفيتين مع أشخاص تظاهروا بأنهم جريتا تونبيرج، ناشطة المناخ السويدية.

وقال الأمير هاري حينها إن يد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب "ملطخة بالدماء".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات