كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، أن المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا تصل إلى البلاد عبر "ممر سري" قرب الحدود بين بولندا وأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير أن هذه البوابة عبارة عن طريق ترابي لا يوجد به ضباط جوازات سفر ولا ممر جمركي، ولا توجد علامات تشير إلى هذه الرقعة المعزولة من الأراضي الزراعية.
وقالت الصحيفة إن صحفييها حصلوا على إذن بمراقبة عمليات نقل الأسلحة "بشرط إيقاف تشغيل خاصية تحديد الموقع الجغرافي على كاميراتهم"، مشيرة إلى أنهم رصدوا قافلة مؤلفة من 17 شاحنة هذا الأسبوع.
وكانت القافلة تحمل 45 سيارة عبارة عن سيارات جيب معدلة وسيارات إسعاف وشاحنة مصفحة ومطبخ ميداني للجيش، إضافة إلى 24 طناً من الديزل.
ولفتت الصحيفة إلى أن القافلة تحركت طوال الليل من ليتوانيا كجزء من شبكة إمدادات ضخمة يقودها سائقون متطوعون.
وقالت إنه بينما تتفاوض الحكومات بشأن الطائرات المقاتلة وأنظمة الأسلحة المتطورة، يكافح الجنود على الأرض لسد المزيد من الاحتياجات الأساسية.
ومع إغلاق المصانع في أوكرانيا بسبب القصف، تعتمد قواتها بشكل متزايد على سلاسل التوريد الخارجية، بما في ذلك الدروع الواقية للبدن والإمدادات الطبية والشاحنات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي التي يتم استخدامها كمركبات قتالية.
قافلة ثانية
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه كان من المقرر أن تصل قافلة ثانية في وقت لاحق من ذلك اليوم، محملة بالمولدات وأجهزة الراديو وطائرات المراقبة دون طيار ومعدات الرؤية الليلية، وما يقرب من 7 آلاف سترة واقية من الرصاص وخوذ.
وقال الملازم أندري بيستريك، أحد المقاتلين الأوكرانيين العديدين الذين سافروا عبر بلادههم لاستقبال القوافل: "هذا هو أكثر ما نحتاجه".
وأضاف "نحصل على البندقية والذخيرة والزي من الجيش.. لكن كل ما هو تحت الزي الرسمي، أي ما نأكله وما يحافظ على سلامتنا، وكيف نتحرك ونقاتل يأتي من الناس وشعبنا والأجانب".
وتابع "يحاول الروس كل يوم دخول مدينة زابوروجيا وكل يوم نوقفهم.. نحن بحاجة إلى هذه السيارات. ونحن ممتنون لليتوانيين.. لكننا بحاجة إلى الكثير والحاجة ما زالت تتزايد".
انطلاق الرحلة
وأشارت الصحيفة إلى أن رحلة القافلة بدأت على بعد مئات الأميال إلى الشمال في مستودع في ليتوانيا، وهي دولة لا يُنظر إليها عادة على أنها مركز إمداد عسكري.
وقالت إن هذه الدولة الصغيرة الواقعة على بحر البلطيق شهدت تدفقاً هائلاً للدعم لأوكرانيا، إذ يتخيل المواطنون ما قد يخبئه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهم إذا انتصر في غزوه الحالي.
وذكرت أن العاصمة الليتوانية فيلنيوس، "التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى"، مليئة بالأعلام الأوكرانية ذات اللونين الأزرق والأصفر.
تلقي التبرعات
ولفتت الصحيفة الأميركية أن هناك منظمة تسمى "بلو أند يالو" تتلقى الكثير من الأموال والإمدادات المتبرع بها.
وهذه المنظمة عبارة كيان غير ربحي تأسس في عام 2014 لتزويد الأوكرانيين الذين يقاتلون ضد استيلاء الانفصاليين المدعومين من روسيا على الأجزاء الشرقية من بلادهم، والآن تشكل هذه المنظمة النقطة المحورية لتدفق المساعدات عبر ليتوانيا.
وقال المخرج جوناس أومان، وهو سويدي المولد أسس المنظمة، إنه لسنوات لم يتقاض أي راتب ولم يكن لديه موظفين بأجر.
وأضاف أنه منذ الغزو الشهر الماضي، تدفق أكثر من 20 مليون دولار من داخل ليتوانيا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، مشيراً إلى أنه يرسل قافلة إلى الحدود كل 4 أو 5 أيام.
وقالت الصحيفة إن أومان جلب معدات عسكرية بالأطنان من جميع أنحاء أوروبا والصين وإسرائيل، مضيفة أن أومان ملأ أحد المستودعات التي تم التبرع بها في ضواحي العاصمة البولندية وارسو.
وأطلقت شركة تسويق محلية حملة لجمع التبرعات للمنظمات غير الربحية، وتقوم مجموعة من متطوعي نادي الروتاري (منظمة تطوعية للخدمة العامة) بإجراء مكالمات مع الموردين العسكريين في البلدان المجاورة.
اقرأ أيضاً: