نفت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء، ما جاء في مقال نُسب لدبلوماسيين غربيين يعملون على أراضيها، تحدثوا فيه عن وجود للشركة الأمنية الروسية "فاجنر" في السودان، و"اضطلاعها بمهام مناهضة لسيادة القانون"، واصفة ذلك بأنه "تدخل سافر في شؤون البلاد الداخلية".
ولفتت الخارجية السودانية في بيان، إلى مقال نشرته صحيفة "السوداني" الاثنين، نُسب إلى كل من القائمة بأعمال السفير الأميركي لوسي تاملين، والسفير البريطاني جيلز ليفر، والسفيرة النرويجية تيريز لوكين جيزيل، المعتمدين لدى الخرطوم.
وتناول المقال الموقع بأسماء الممثلين الدبلوماسيين لما يعرف بـ"الترويكا" في السودان، الذي نشرته أيضاً صفحة السفارة الأميركية في الخرطوم على فيسبوك، مواقف هولاء الدبلوماسيين وبلدانهم حيال الوضع الراهن في أوكرانيا وتداعياته عالمياً.
وقال بيان الخارجية السودانية إن "ما يثير الاستغراب والاستنكار حقاً هو أن مؤلفي المقال، وهم دبلوماسيون معتمدون لدى الخرطوم، عمدوا إلى محاولة إقحام السودان في الصراع الدائر في أوكرانيا بصورة اعتباطية وجزافية، وفي تدخل سافر بشؤون البلاد الداخلية ومفارقة بينة أخرى للأعراف والممارسات الدبلوماسية المرعية".
وأشار البيان إلى أن الدبلوماسيين ادعوا في المقال "وجود شركة فاجنر الأمنية الروسية في السودان واضطلاعها بمهام تدريبية وتعدينية، وأخرى مناهضة لسيادة القانون والحوكمة على حد زعمهم.. وهذا هو ما تود حكومة السودان نفيه جملة وتفصيلاً".
وجاء في المقال الذي استنكرته حكومة الخرطوم: "لا تقتصر طموحات روسيا على أوكرانيا. بينما يطلق جيش (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين العنان للرعب في المدن الأوكرانية، تقوض قواته الاستقرار في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "استخدمت روسيا العنف بشكل عشوائي في سوريا لإبقاء نظام بشار الأسد في السلطة. في عام 2018، استخدم عملاء روس سلاحاً كيماوياً في محاولة اغتيال في المملكة المتحدة".
أنشطة غير مشروعة
وأشار مقال دبلوماسيو "الترويكا"، إلى أنه "في السودان، تنشر مجموعة فاجنر، وهي شركة عسكرية خاصة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببوتين، معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنخرط في أنشطة غير مشروعة مرتبطة بتعدين الذهب".
واعتبر الدبلوماسيون في مقالهم أن أنشطة مجموعة "فاجنر"، "تقوض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ الثورة".
وقال الدبلوماسيون إن "للسودان الحق السيادي في تحديد علاقاته الخارجية"، مشيرين إلى أنهم "سيحترمون ذلك دائماً، ونستمر في دعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق تطلعات الثورة. والأوكرانيون أيضاً لهم الحق في العيش بحرية وعدالة وسلام. لن نتخلى عنهم أيضاً".
وكان تقرير صدر في عام 2020، لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، أفاد بأن روسيا استخدمت مجموعة "فاجنر" في السودان، لتقديم دعم عسكري وسياسي للرئيس السابق عمر البشير، في مقابل امتيازات لتعدين الذهب.
وفي نوفمبر 2017، سهّلت موسكو اتفاقاً لعمليات تعدين مع شركة روسية مرتبطة بيفجيني بريجوجين، الذي يُعتقد بأنه مؤسّس "فاجنر"، كما أنه مقرّب من الرئيس الروسي، وأمّن المرتزقة، الذين وصلوا في الشهر التالي، تدريباً ومساعدة عسكرية للقوات المحلية.
اقرأ أيضاً: