نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مصادر مطلعة قولها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق بشكل شخصي على مشاركة رجل الأعمال رومان أبراموفيتش في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وبعد تلقي دعم الرئيس الروسي، التقى أبراموفيتش بمسؤول كبير من مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للمساعدة في إعداد المحادثات، وفقاً لما ذكرت ثلاثة مصادر للصحيفة.
وتُشير موافقة بوتين، إلى أن أبراموفيتش سعى إلى الحصول على موافقة من أعلى مستوى للمساعدة في بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو أواخر فبراير الماضي.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ الجانبان مناقشة خطة أولية لوقف الغزو الروسي لأوكرانيا، رغم مخاوف أوكرانيا وحلفائها الغربيين من إمكانية استخدام موسكو المحادثات حيلة لإعطاء قواتها الوقت لإعادة تنظيم صفوفها، وقيادة هجوم بري جديد.
دور أبراموفيتش
وأثار مسؤولون غربيون اطلعوا على سير المحادثات، شكوكاً حول ما إذا كان أبراموفيتش قد لعب دوراً فيها. وقال آخرون إن الملياردير الروسي ربما حاول المبالغة في جهوده سعياً منه لتجنب أن يكون هدفاً للعقوبات الغربية، وفقدان السيطرة على أصوله في بريطانيا، بما في ذلك نادي تشيلسي.
ولكن عقوبات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا استهدفت أبراموفيتش منذ ذلك الحين. وطالب زيلينسكي الولايات المتحدة بعدم إدراج الملياردير الروسي في قائمتها السوداء بسبب دوره المفترض كوسيط في مناقشات وقف إطلاق النار، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وسعى أبراموفيتش على مدى عقود إلى تجنب الارتباط ببوتين. وشغل الملياردير منصب حاكم إقليم تشوكوتكا الذي يقع على مضيق بيرنج الذي يفصل بين قارتي آسيا (روسيا) وأميركا الشمالية (ألاسكا-الولايات المتحدة)، في الفترة من عام 2000 حتى عام 2008.
ولم يحضر رجل الأعمال الروسي اجتماع بوتين مع "الأوليجارش" ورؤساء الشركات الحكومية في ثاني أيام الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.
وفي عام 2003، قال الملياردير لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إنه "لا تربطه علاقة خاصة" بالرئيس الروسي بوتين.
وأورد الاتحاد الأوروبي، عندما قرر تجميد أصول أبراموفيتش، أن علاقة الملياردير بالرئيس الروسي "ساعدته في الحفاظ على ثروة كبيرة".
وقال رئيس حزب زيلينسكي في البرلمان الأوكراني، ديفيد أراخاميا، لـ"فايننشيال تايمز"، إنه التقى بأبراموفيتش في مدينة جوميل ببيلاروسيا، في الجولة الأولى من المحادثات.
وأضاف أراخاميا: "يُمكنني التأكيد أن أبراموفيتش يشارك مشاركة قوية في محادثات السلام"، مُشيراً إلى أن الملياردير "دخل في العملية من خلال الجالية اليهودية الدولية".
صمت الكرملين
ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التعليق على ما إذا كان أبراموفيتش قد تلقى الضوء الأخضر من بوتين نفسه، قائلاً إن رجل الأعمال "لعب دوراً كبيراً في تنظيم المحادثات".
وأضاف: "المحادثات تُجرى الآن بين فريقي التفاوض، الروس والأوكرانيون".
وركز أبراموفيتش جهوده خلال الأسابيع الماضية، والتي شهدت محادثات إلكترونية، على القضايا الإنسانية ومحاولة ترتيب اجتماعات مع وسطاء أجانب، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
والتقى أبراموفيتش بالمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، في موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري، إضافة إلى فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد التفاوض الروسي.
ورُصدت الطائرة الخاصة لأبراموفيتش وهي تتوقف في إسرائيل وتركيا، واللتان شارك قادتهما كوسطاء في المفاوضات. وقال أحد المقربين من أبراموفيتش: "إنه يحاول بذل قصارى جهده".
وفي تركيا، التقى أبراموفيتش بكبير مستشاري الرئيس التركي للسياسة الخارجية إبراهيم كالين، وفقاً لمصادر مطلعة على الاجتماع. ورسا يختان عملاقان يمتلكهما رجل الأعمال الروسي على الساحل الجنوبي لتركيا الأسبوع الجاري.
وقال متحدث باسم أبراموفيتش إن التعليق على المحادثات أو مشاركة أبراموفيتش "ليس أمراً مفيداً" لنجاح العملية.
اقرأ أيضاً: