طرد الدبلوماسيين.. سلاح غربي في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا

العلم الروسي على مقر سفارة موسكو في العاصمة الفرنسية باريس - 14 فبراير 2017 - AFP
العلم الروسي على مقر سفارة موسكو في العاصمة الفرنسية باريس - 14 فبراير 2017 - AFP
دبي -الشرقوكالات

في سعيها لتضييق الخناق على موسكو دبلوماسياً، استعملت الولايات المتحدة عدة دول أوروبية، طرد الدبلوماسيين كسلاح ضد موسكو، في إطار الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا كأداة إضافية مع سلاح العقوبات الاقتصادية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا طردت الدول الغربية عشرات الدبلوماسيين الروس بذرائع مختلفة من "التجسس" إلى "مسائل تتعلق بالأمن القومي"، في حين ردت موسكو على كل خطوة بطرد دبلوماسييها بالتوعد بخطوات مماثلة، وحذرت من "التأثير المدمر" لطرد دبلوماسييها على العلاقات مع تلك الدول.

وتيرة طرد الدبلوماسيين الروس من أوروبا تسارعت في أعقاب التقارير الواردة عن "جرائم حرب" شملت إعدام مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانيا، ونُسبت إلى القوات الروسية.

وانضمت إسبانيا، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، أخيراً إلى قائمة الدول التي طردت دبلوماسيين أو أعلنتهم "غير مرغوب فيهم".

"ضيق بصيرة"

الكرملين بدوره، على لسان المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف، قال، الثلاثاء، إن تلك الإجراءات تعبر عن "ضيق البصيرة" الأوروبية، إثر طرد أوروبا أكثر من 120 دبلوماسياً روسياً، واعتبر بيسكوف الإجراءات "أمر مؤسف"، مضيفاً أن "الحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة" ينمّ عن "ضيق بصيرة من شأنه أن يعقّد بعد أكثر" العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وليل الاثنين، قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن بالبلاد ديميتري ميدفيديف، إن روسيا سيكون لها رد بنفس القوة على طرد دبلوماسييها.

وأضاف ميدفيديف في تدوينة عبر تليجرام "الكل يعرف الرد: سيكون بنفس القوة ومدمراً للعلاقات الثنائية. "من عساهم معاقبين؟ أولاً وقبل كل شيء.. أنفسهم".

فرنسا أعلنت، الاثنين، طرد 35 دبلوماسياً روسياً بسبب تصرفات موسكو في أوكرانيا،  في حين أشارت ألمانيا إلى أن "عدداً كبيراً" من الدبلوماسيين الروس غير مرغوب فيهم.

وقال ميدفيديف "إذا استمر هذا، فسيكون من المناسب - كما كتبت في 26 فبراير - إغلاق الباب بقوة أمام السفارات الغربية".

الولايات المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة، في 1 مارس، طرد 12 دبلوماسياً روسياً ضمن بعثة موسكو لدى الأمم المتحدة، واتهمتهم بأنهم "عملاء استخباراتيون".

وقالت المتحدثة باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أوليفيا دالتون، إن الدبلوماسيون الروس الذين شملهم القرار "عملاء استخباراتيون"، مضيفةً أنهم "كانوا منخرطين في أنشطة تجسس مضرة بأمننا القومي". وأوضحت أن "هذه الأنشطة (الاستخباراتية) كانت مستمرة منذ عدة أشهر".

في حين أعلن الكرملين، طرد نائب مسؤول البعثة الأميركية في روسيا بارت جورمان، رداً على الإجراءات الأميركية السابقة ضد الدبلوماسيين الروس.

إسبانيا

أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الثلاثاء، طرد حوالي 25 من الدبلوماسيين الروس وموظفي سفارة موسكو في مدريد على خلفية ما ينسب للقوات الروسية بشأن ارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الإسباني عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "قررنا طرد الدبلوماسيين والموظفين الروس من السفارة الروسية في إسبانيا الذين يمثلون تهديداً لمصالح وأمن بلادنا"، وذلك دون أن يستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات.

وقال مصدر إن السفير الروسي لم يكن من بين الدبلوماسيين الذين سيتم طردهم.

(FILES) In this file photo taken on March 26, 2018 a man walks past the Russian embassy in Madrid. - Spain's foreign minister said on April 5, 2022 his country will expel
مقر السفارة الروسية بمدريد - 26 مارس 2018 - AFP

ألمانيا

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن بلادها قررت، الاثنين، إعلان "عدد كبير" من المسؤولين في السفارة الروسية بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم، مضيفة أن برلين ستعزز أيضاً دعمها للقوات المسلحة الأوكرانية على خلفية الجرائم المرتكبة في مدينة "بوتشا".

وذكرت بيربوك في بيان "الصور القادمة من بوتشا تشهد على وحشية لا تصدق من جانب القيادة الروسية وأولئك الذين يسيرون وراء دعايتها"، في إشارة إلى قتل مدنيين في شمال أوكرانيا.

وأضافت "لذلك قررت الحكومة الاتحادية، إعلان عدد كبير من موظفي السفارة الروسية غير مرغوب فيهم، من الذين عملوا هنا في ألمانيا يومياً ضد حريتنا وضد تماسك مجتمعنا".

في المقابل، نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن موسكو سترد على قرار ألمانيا طرد 40 دبلوماسياً روسياً.

فرنسا

أعلنت فرنسا، الاثنين، طرد 35 دبلوماسياً روسياً بسبب تصرفات موسكو في أوكرانيا، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا استدعت، الثلاثاء، السفير الروسي لدى باريس.

وقالت الوزارة في بيان "أفعالهم تتعارض مع مصالح أمننا القومي. هذا التحرك جزء من مبادرة أوروبية".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية، قولها إن موسكو سترد على قرار باريس.

إيطاليا

وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أعلن، الثلاثاء، طرد 30 دبلوماسياً روسياً بسبب مخاوف أمنية، وفقاً لتصريحات أرسلها متحدث.

و نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا سيكون لها رد مناسب على طرد دبلوماسييها من إيطاليا.

الدنمارك

قال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود، الثلاثاء، إن بلاده قررت طرد 15 دبلوماسياً روسياً بعد تقارير عن العثور على مقابر جماعية وقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن روسيا ستنتقم بعد طرد دبلوماسييها من الدنمارك.

بلجيكا

قالت وزارة الخارجية البلجيكية، في 29 مارس، إن بلجيكا طردت 21 دبلوماسياً روسياً بزعم قيامهم بأنشطة تجسس وأنهم يمثلون تهديدات للأمن.

ويعمل الدبلوماسيون المطرودون في سفارة روسيا في بروكسل وفي قنصليتها في أنتويرب. وقال متحدث باسم الوزارة إنهم جميعاً، معتمدون باعتبارهم دبلوماسيين لكنهم ينشطون في عمليات التجسس.

هولندا

وأعلنت وزارة الخارجية الهولندية، نهاية مارس الماضي، طرد "17 عميلاً للمخابرات الروسية معتمدين كدبلوماسيين"، بناء على معلومات الأجهزة الأمنية الهولندية .

بولندا

أعلنت وكالة الأمن الداخلي البولندية في 23 مارس، أنها طلبت من وزارة الخارجية، طرد 45 دبلوماسياً روسياً تشتبه في أن بعضهم يعمل لصالح المخابرات الروسية تحت ستار المهام الدبلوماسية.

وأضاف ستانيسلو زارين المتحدث باسم  الوكالة، للصحافيين "وكالة الأمن الداخلي حددت 45 شخصاً، ضباط في الأجهزة الأمنية السرية الروسية وأشخاص مرتبطون بهم ولديهم وضع دبلوماسي في بولندا".

وتابع قائلاً "القائمة رفعت لوزارة الشؤون الخارجية وتشمل ضباطاً في الأجهزة الأمنية الخاصة للاتحاد الروسي وأفراداً يتعاونون معهم.. أشخاصاً يقومون بأنشطة مخابرات ضد بولندا وضد حلفائنا أيضاً".

وقال متحدث باسم الحكومة البولندية إنه تم استدعاء السفير الروسي لدى وارسو إلى وزارة الخارجية، وإن القرارات المتعلقة بالخطوات الإضافية التي ستتخذ سيتم الإعلان عنها بعد الاجتماع به.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن روسيا سترد إذا طردت بولندا دبلوماسييها.

 لاتفيا وإستونيا وليتوانيا

قالت وزارات الخارجية في كل من لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، الجمعة 18 مارس، إن الدول الثلاث طردت 10 دبلوماسيين روس إجمالاً.

وطردت ليتوانيا 4 بينما طردت كل من لاتفيا وإستونيا ثلاثة دبلوماسيين.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن "جميع إجراءات طرد الدبلوماسيين الروس غير المبررة سيتم مواجهتها بالردود المناسبة".

وكتب وزير خارجية لاتفيا إدجار رينكيفيدج في تغريدة على تويتر أن الدبلوماسيين الروس جرى طردهم في إجراء منسق "يتعلق بأنشطة تتعارض مع وضعهم الدبلوماسي مع الأخذ في الاعتبار الغزو الروسي الجاري حاليا لأوكرانيا".

وقالت وزارة خارجية إستونيا في بيان، إنها طردت الدبلوماسيين لأنهم "قوضوا أمن إستونيا بشكل مباشر ونشط ونشروا دعاية تبرر العمل العسكري الروسي".

وقالت ليتوانيا إنها طردت الدبلوماسيين "تضامنا مع أوكرانيا".

سلوفاكيا

أعلنت وزارة الخارجية السلوفاكية في 31 مارس، طرد 35 دبلوماسياً روسياً استناداً إلى معلومات بشأنهم قدّمتها أجهزة الاستخبارات.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية السلوفاكية يوراج توماغا لوكالة "فرانس برس"، أنه تم استدعاء سفير روسيا الاتحادية إلى وزارة الخارجية حيث سُلّم مذكرة تعلن "أنّ جمهورية سلوفاكيا قررت خفض عدد موظفي السفارة الروسية في براتيسلافا بمقدار 35 شخصاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات