واشنطن: نبحث "الاتفاق النووي" مع الحلفاء وسنعود إذا التزمت إيران

المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي - REUTERS
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحافي - REUTERS
دبي-الشرق

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الخميس، إن الولايات المتحدة "ستعود إلى الاتفاق النووي مع إيران، إذا عادت طهران إلى الالتزام الكامل به".

وأوضحت ساكي، خلال إفادة صحافية في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستبحث ملف الاتفاق النووي "مع الشركاء والحلفاء من خلال مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا)، مشيرة إلى أن "هناك الكثير للعمل عليه وهذه ستكون خطوتنا التالية". 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد الأحد، أن بلاده لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران لإعادتها إلى طاولة المفاوضات، داعياً طهران إلى "وقف تخصيب اليورانيوم أولاً".

وفي تصريحات سابقة لـ"الشرق"، أكد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية كريستيان جيمس، أنه "من السابق لأوانه الحديث عن شروط لرفع العقوبات عن إيران"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على بناء فريق لمعالجة هذا الملف.

"التحلي بالمسؤولية"

ودعت باريس وموسكو، الخميس، طهران إلى التحلّي بالمسؤولية على صعيد الملف النووي، وذلك غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أكّد بدء إيران بإنتاج اليورانيوم المعدني، في أحدث إجراء ضمن سياسة طهران للتخلّي تدريجياً عن التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق 2015.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إنّه "من أجل الحفاظ على الحيّز السياسي للبحث عن حلّ تفاوضي، ندعو إيران إلى تجنّب اتخاذ أي تدبير جديد يؤدّي إلى مفاقمة الوضع".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء، "نفهم منطق الإجراءات والأسباب التي تدفع إيران، ولكن رغم ذلك، من الضروري التحلّي بضبط النفس والنهج المسؤول".

وأثار تولّي إدارة الرئيس جو بايدن مسؤولياتها في واشنطن، الأمل في إحراز تقدّم دبلوماسي مع إيران بعد سياسة "الضغوط القصوى" التي اتّبعها سلفه دونالد ترمب. غير أنّ طهران وواشنطن تتبادلان دعوة الطرف الآخر إلى القيام بالخطوة الأولى لاستئناف حوار جادّ، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، عن "الترحيب برغبة الإدارة الأميركية الجديدة العودة إلى مقاربة دبلوماسية للملف النووي الإيراني بهدف الرجوع إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، التسمية الرسمية لاتفاق فيينا الموقّع في 2015.

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي، الولايات المتحدة إلى "رفع العقوبات المفروضة على طهران، وعدم الإطالة بلا داعٍ".

رفع العقوبات

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال، مساء الخميس، في تغريدة على تويتر، إنّ "مسؤولي الإدارة الأميركية يواصلون الحديث عن ضرورة امتثال إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة. باسم ماذا يفعلون ذلك؟".

وتابع: "الولايات المتحدة كفّت عن المشاركة في هذه الاتفاقية في مايو 2018، وانتهكت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وعاقبت الذين امتثلوا لقرار الأمم المتحدة. حتّى اليوم، لا تزال الولايات المتحدة على الموقف نفسه تماماً. قبل أن تعظوا الآخرين، امتثلوا".

من جهته، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، اشتراط بلاده رفع العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران، بعد قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي، أولاً، قبل استئناف إيران تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.

وقال خامنئي في كلمة متلفزة أثناء استقباله قادة القوة الجوية للجيش: "إذا أرادوا عودة إيران إلى التزامات الاتفاق النووي، فعلى الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات بشكل كامل، وليس فقط بالكلام أو على الورق".

وأضاف: "سنتحقق لنشعر بأن العقوبات رفعت فعلاً، وبعدها سنعود إلى التزاماتنا بموجب الاتفاق"، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

زيادة التخصيب

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت، مساء الأربعاء، بأنّها "تحققت في 8 فبراير من (وجود) 3.6 غرام من معدن اليورانيوم في مصنع أصفهان" وسط إيران، بحسب بيان أُرسل إلى وكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء في البيان أن مدير الوكالة الدولية، رافايل غروسي، أبلغ الدول الأعضاء بأن إيران بدأت بإنتاج معدن اليورانيوم، وهي خطوة قالت طهران إنها تهدف إلى "إنتاج وقود في إطار أنشطة البحث والتطوير".

وتعدّ هذه المسألة حساسة إذ إنّ اليورانيوم المعدني قد يستخدم في صناعة أسلحة نووية، إلا أن إيران تنفي دوماً رغبتها في إنتاج قنبلة ذرية.

وأعربت كلّ من باريس وموسكو الأربعاء، عن مخاوفهما، ففي حين قال المسؤول الروسي إنّ "هذا لا يبعث على التفاؤل"، رأت فرنسا أنّ الوضع "مقلق" في ظل "تراكم انتهاكات إيران لاتفاق فيينا".