الخلاف الروسي الإسرائيلي "يحتدم" وينذر بعواقب في سوريا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماعهما في سوتشي - روسيا - 22 أكتوبر 2021 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماعهما في سوتشي - روسيا - 22 أكتوبر 2021 - via REUTERS
دبي-الشرق

تصاعدت حدة الخلافات الإسرائيلية الروسية، عقب تصويت تل أبيب لصالح تعليق عضوية موسكو بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والاتهامات التي وجهها وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لبيد لموسكو، بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

واستدعت موسكو، الأحد، السفير الإسرائيلي بن تسفي، على خلفية تصريحات لبيد، وهو ما أثار قلقاً إسرائيلياً من تداعيات الغضب الروسي على وضعها في سوريا، التي تنفذ فيها حتى الآن ضربات عسكرية بحرية، لكن الرد الروسي الغاضب قد ينذر بفقدان روسيا صبرها على تل أبيب، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي، بياناً "قاسياً بشكل استثنائي" بحسب الصحيفة، وصف تصريحات لبيد بأنها "محاولة مموهة بشكل سيئ" لاستغلال الوضع في أوكرانيا، من أجل "صرف انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم الصراعات غير المحسومة، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال الكرميلين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، "التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

موقف "غير توازن"

وقال السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، في مقابلة مع القناة "11" الإسرائيلية، إنه كان يتوقع أن تتبنى إسرائيل "موقفاً أكثر توازناً"، ووصف تصريحات لبيد بأنها "بلا أساس".

وأضاف فيكتوروف أن روسيا وإسرائيل - رغم ذلك - لا تزالا صديقتين. وقالت "هآرتس" إن كلمة "لا تزالا" تضع إسرائيل في معضلة معقدة بشأن القضية الأوكرانية.

وذكرت الصحيفة أن تباطؤ إسرائيل في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل الانضمام إلى التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدين الغزو، فاجأ الناس في إسرائيل والولايات المتحدة وأثار غضبهم.

"نفاد صبر روسيا"

ورأت "هآرتس"، أن "ألعاب الوساطة" التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، وامتناع إسرائيل عن الانضمام إلى الدول التي تفرض عقوبات على روسيا يهدف إلى الحفاظ على "الصداقة" الإسرائيلية الروسية، وضمان حرية التصرف لإسرائيل في سوريا، لكن يبدو أن "روسيا بدأت تفقد صبرها".

وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلى تصريحات الأدميرال أوليج زورافليف، أحد كبار القادة الروس في سوريا، بعد الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل في سوريا الخميس الماضي، بشأن اعتراض صاروخ سوري مضاد للطائرات صاروخاً إسرائيلياً.

وأوضحت "هآرتس" أن الصاروخ السوري، هو صاروخ روسي تم بيعه إلى سوريا في صفقة أسلحة أُبرمت في عام 2007.

واعتبرت أن إعلان مسؤول روسي بارز عن عملية الاعتراض "يحمل أكثر من مجرد تلميح"، بأن موسكو قد تعيد النظر في سياسة "الأجواء المفتوحة" التي منحتها لإسرائيل.

وينضم هذا الإعلان إلى تصريحات السفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر يفيموف، في 24 مارس الماضي بأن إسرائيل "تستفز" روسيا"، وأن موسكو قد ترد على الهجمات الإسرائيلية التي تهدف إلى "تصعيد التوترات والسماح للغرب بتنفيذ أنشطة عسكرية في سوريا".

إسرائيل على "حبل مشدود"

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحيفة: "إسرائيل تحاول التصرف بحذر وتسير على حبل مشدود. ولكنها لم تعد فقط حذرة بشأن ضرب أهداف حساسة بالنسبة لروسيا، مثل قواعد الجيش السوري، ولكن أيضاً بشأن الاعتبارات الدبلوماسية".

وأضاف المسؤول: "تنسيق العمليات الجوية لم يتراجع بعد. وفي الوقت ذاته، ندرك أن الفترة الزمنية (التي يمكن أن تتصرف فيها إسرائيل بحرية) تتضاءل، وقد نضطر إلى زيادة وتيرة الهجمات".

وذكرت "هآرتس" أن هناك سبباً جديداً ملحاً للقلق الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى تقارير نُشرت مؤخراً، وأفادت بأن روسيا تقلص قواتها في سوريا، والتي تضم المئات من المرتزقة التابعين لمجموعة "فاجنر"، لتعزيز وجودها في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات