قالت وزيرة المالية الفنلندية، أنيكا ساريكو، السبت، إن بلادها المجاورة لروسيا ستجعل من قطاع الدفاع أولوية لها، سواء انضمت إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" أم لا، كما أفادت "بلومبرغ".
وبدأ البرلمان الفنلندي الأسبوع الجاري، مراجعة "كتاب أبيض" بشأن الأمن، طرحته الحكومة، ويُعتبر تمهيداً لمحاولة الانضمام إلى "الناتو" في غضون أسابيع، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتزامناً مع ذلك، تدرس ستوكهولم مزايا الانضمام إلى الحلف الأطلسي، إذ أعلنت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند، وجوب تسريع هذه المراجعة إلى منتصف مايو، لمواكبة هلسنكي.
وأعدّت السويد خطة بعيدة المدى، تتمثل في زيادة تمويل الجيش بنسبة 30% تقريباً، بين عامَي 2021 و2024، بحسب "بلومبرغ".
لكن روسيا حذرت فنلندا والسويد مرات من عواقب الانضمام لـ"الناتو". وحضّ أندري كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، الفنلنديين والسويديين على "مراقبة ما حدث لآزوف ستال"، في إشارة إلى مصنع الصلب الذي تستهدفه القوات الروسية في مدينة ماريوبل الأوكرانية، ووصف الحلف بأنه "نادٍ انتحاري".
"عضوية الناتو طبيعية جداً"
ولدى فنلندا حدود مع روسيا بطول 1300 كيلومتر، وبدأت بإعادة النظر في موقفها المديد، المتمثل في البقاء خارج الحلف، بعدما غزت موسكو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وذكرت ساريكو أن حجم الهجوم كان مفاجئاً، مستدركة أن هلسنكي لم تُفاجأ بذلك. وقالت لـ"بلومبرغ": "اعترفنا دائماً بالحقائق الجغرافية وتأكدنا من صمود دفاعاتنا.. الأولوية الأولى دائماً هي دفاعات فنلندا".
وأشارت إلى وجوب أن يحظى البرلمان بوقت مناسب لمراجعة الأمر بعناية، إذ يجب أن "يصمد لفترة طويلة"، مضيفةً: "دعم عضوية الناتو هذا الربيع لا يكفي.. على المرء أن يكون قادراً على القول إنه (اتخذ) القرار الصحيح، ولذلك يحتاج هذا الأمر إلى دراسة متأنية".
واستدركت: "فنلندا هي ديمقراطية غربية منفتحة، وجزء من الاتحاد الأوروبي، والانضمام إلى الناتو سيكون خطوة طبيعية جداً".
إنفاق دفاعي إضافي
يبلغ عدد سكان فنلندا 5.5 مليون نسمة، ولديها 900 ألف جندي احتياطي، وهي قادرة على نشر 280 ألفاً منهم خلال حرب، بحسب "بلومبرغ". وتعتمد نظاماً قائماً على التجنيد الإجباري، إذ يخضع معظم الرجال وبعض النساء لتدريب عسكري يستمر من 6 أشهر إلى سنة.
وتتوافق المعدات العسكرية التي تمتلكها هلسنكي، مع تلك التي يستخدمها "الناتو"، وقررت في ديسمبر الماضي، شراء 64 مقاتلة أميركية الصنع من طراز "إف-35 إيه"، في صفقة بقيمة 10 مليارات يورو.
وكشفت الحكومة الفنلندية هذا الشهر عن إنفاق دفاعي إضافي بأكثر من ملياري يورو، معظمه على الأسلحة والتدريب، ويشكّل زيادة بنسبة 70% تقريباً مقارنة بالموازنة العسكرية العادية لعام 2022، والبالغة 2.8 مليار يورو، التي تفي بعتبة الإنفاق التي حدّدها "الناتو"، والبالغة 2% من إجمالي الناتج المحلي لدوله.
وقالت ساريكو: "قرار فنلندا بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، مستقلّ عن أيّ قرار بشأن عضوية الناتو وسيُنفذ في كل الظروف".
وأفاد استطلاع حديث للرأي، بأن 84% من الفنلنديين يعتقدون أن روسيا تشكّل تهديداً عسكرياً ضخماً، ويتوافقون تقريباً على أنها دولة "غير مستقرة ولا يمكن التكهّن" بأفعالها، علماً أن 2% فقط لم يوافقوا على هذا التوصيف.
وقالت ساريكو: "هذا الوضع يذكّرنا بمدى حكمة ضمان الدفاعات بالفعل، خلال أوقات أكثر استقراراً. ليس علينا أن نعوّض عن إنفاق لم يتحقّق (سابقاً)، كما على بلدان أخرى أن تفعل".
اقرأ أيضاً: