لماذا تكثف واشنطن إرسال أسلحة ثقيلة لكييف الآن؟ 

 جنود أوكرانيون في نقطة تفتيش على مشارف بارفينكوف بشرق أوكرانيا - 15 أبريل 2022. - AFP
جنود أوكرانيون في نقطة تفتيش على مشارف بارفينكوف بشرق أوكرانيا - 15 أبريل 2022. - AFP
دبي - الشرق

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن زيادة إرسال الأسلحة المدفعية الثقيلة إلى أوكرانيا خلال الأيام الماضية، بما يوحي بالتزام أميركي عميق في مرحلة محورية من القتال من أجل قلب البلاد الصناعي، وذلك تزامناً مع دخول الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية شهره الثالث.

كما أن ذلك يبرز، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، تحذير موسكو من أن استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا سيكون له عواقب "لا يمكن التنبؤ بها"، ما يشير إلى أن روسيا ترى في الموجة الدولية من الأسلحة عقبة متنامية أمام غزوها، وكذلك استفزازاً غربياً. 

والخميس، قال بايدن: "نحن في منعطف حرج"، وذلك لدى إعلانه 800 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية التي تشمل 72 من مدافع "هاوتزر" التابعة للجيش الأميركي عيار 155 مليمتراً، إلى جانب 144 ألف قذيفة مدفعية، وأكثر من 120 طائرة مسلحة بدون طيار ستتطلب تدريباً للأوكرانيين. 

وبذلك يرتفع حجم المساعدات الأمنية الأميركية المقدمة منذ أن بدأت روسيا غزوها في 24 فبراير الماضي، إلى 3.4 مليار دولار. واعتبرت "أسوشيتد برس" أن هذا المبلغ الإجمالي من المساعدات العسكرية لبلد ليس للولايات المتحدة التزام بمعاهدة دفاع تجاهه، "أمر غير عادي". 

وفي ما يلي نظرة على المساعدات الأميركية وتوقعات الولايات المتحدة لما ستحققه: 

لماذا المدفعية الآن؟ 

تتشكل الأسلحة الثقيلة مثل المدفعية ميزة رئيسة للمعركة التي انطلقت في شرق أوكرانيا، فالتضاريس المسطحة نسبياً مناسبة لما يسميه الجيش "حرب المناورة"، وهي حركة الدبابات والقوات البرية الأخرى المدعومة بمدافع بعيدة المدى مثل مدافع هاوتزر. 

وفي المقابل، نشر الروس مدفعيتهم الإضافية في منطقة دونباس الأيام الماضية، إلى جانب المزيد من القوات البرية وغيرها من المواد لدعم واستدامة ما يمكن أن يكون معركة طويلة في قلب أوكرانيا الصناعي.  

وستكون مدافع هاوتزر التي سترسلها واشنطن من أحدث طراز، والمعروف باسم "M777"، الذي يستخدمه الجيش ومشاة البحرية.

ويعتبر هذا الطراز أصغر حجماً وأكثر قدرة على المناورة من الطراز القديم، ويمكن نشره في ساحة المعركة بواسطة طائرات مروحية ثقيلة ونقله بسرعة نسبية بين المواقع بواسطة شاحنات تزن سبعة أطنان يتم توفيرها أيضاً من قبل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون". 

وقال المتحدث باسم "البنتاجون" جون كيربي: "نوع القتال في دونباس، يختلف بسبب التضاريس، لذلك يمكننا أن نتوقع من الروس الاعتماد على النيران بعيدة المدى، والمدفعية على وجه الخصوص". وأضاف: "لذلك نعلم أن هذا سيكون عاملاً رئيسااً من قواعد اللعبة لدى الروس". 

من ناحيته، أورد مسؤول أميركي كبير بوزارة الدفاع أنه من المتوقع أن تبدأ أول مدافع هاوتزر من أصل 72 في الانتقال إلى أوروبا بحلول نهاية الأسبوع.

هل سيتصدى للروس؟

طالب الرئيس الأميركي البنتاجون العمل على مساعدة عسكرية إضافية محتملة، وذلك في إجابة ضمنية تشير إلى أن الأوكرانيين ربما لن يتمكنوا من صد الهجوم، وفقاً لـ"أسوشيتد برس". 

وأشار بايدن إلى أن هذه المرحلة من الغزو الروسي ستكون "أكثر محدودية من حيث الجغرافيا، ولكن ليس من حيث ضراوة القتال".  

وأقر أيضاً بأنه يحتاج إلى موافقة الكونجرس على الأموال اللازمة لمواصلة توفير الأسلحة الرئيسية لأوكرانيا، بما يتجاوز أحدث حزمة بقيمة 800 مليون دولار، والتي قال إنها ستضمن تدفقاً ثابتاً للأسلحة فقط خلال الأسابيع المقبلة.

ويقول مسؤولون أميركيون إن الروس يحاولون تعديل نهجهم في أوكرانيا بعد انتكاسات مبكرة، ما يشير إلى أن المعركة قد تكون طويلة. 

فيما تشير "أسوشيتد برس" إلى أنه بعد فشل روسيا في السيطرة على العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من غزوها، فإنها ضيقت نطاق أهدافها منذ ذلك الحين من خلال التركيز على دونباس، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ 2014، وعلى امتداد الأراضي الساحلية على طول بحر آزوف من ماريوبل إلى شبه جزيرة القرم.  

وتتمثل إحدى المزايا الروسية في قرب هذه المنطقة من الأراضي الروسية، ما يسمح بخطوط إمداد أقصر من المعارك السابقة في شمال أوكرانيا. 

ماذا تقدم واشنطن؟ 

إضافة إلى 72 مدفع هاوتزر والمركبات المدرعة، تشمل حزمة الأسلحة الجديدة لأوكرانيا قذائف المدفعية والطائرات المسلحة بدون طيار من مخزونات القوات الجوية الأميركية، بجانب الرادارات المستخدمة لتمكين استهداف المدفعية الروسية، وكذلك رادارات المراقبة الجوية وسفن ساحلية غير مأهولة.

وقال مارك مونتجمري، وهو أميرال متقاعد في البحرية: "المدفعية والطائرات بدون طيار هي الأشياء الدقيقة التي ستحتاجها أوكرانيا بينما تتجه روسيا إلى حملتها القادمة في الشرق والجنوب". 

ويُطلق على الطائرات بدون طيار المدرجة في الحزمة الأخيرة اسم "فينيكس جوست"، من إنتاج شركة "إيفيكس إيروسبيس"، والتي توصف بأنها رائدة في "حلول الاستخبارات المحمولة جواً كاملة الطيف".

ورفض كيربي وصف قدرات الطائرة بدون طيار أكثر من القول إنها تستخدم "إلى حد كبير ولكن ليس حصرياً لمهاجمة الأهداف". كما أن لديها كاميرات على متن الطائرة. 

وقال كيربي إن هذا النوع من الطائرات بدون طيار مناسب بشكل خاص للتضاريس التي يقاتل عليها الأوكرانيون في دونباس.

مسيّرات "انتحارية"

قال مسؤول في شركة تصنيع الأسلحة الأميركية، إن مسيرّات "سويتش بليد" (الكاميكازي) لديها القدرة على أن تحلق لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، ثم لديها 40 دقيقة لتحديد الهدف، كما أنها تعد رخيصة الثمن مقارنة بنظائرها، وفقاً لشركة "أيروفيرونمنت" الأميركية لتصنيع الأسحلة. 

وجاءت مسيّرات "سويتش بليد" الانتحارية التي أرسلها البنتاجون من المخزونات الحالية، بما في ذلك بعض مما تم إرساله سابقاً إلى أفغانستان. لكن نوابي قال إن الشركة ستحتاج إلى إنتاج المزيد من هذه المسيرات لمواصلة تزويد الجيش الأوكراني بها. 

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات