يخطط المستشار الألماني أولاف شولتز، لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كضيف خاص في قمة مجموعة السبع الشهر المقبل، ضمن محاولة لتشكيل تحالف دولي أوسع ضد روسيا، وفقاً لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.
وقال المتحدث باسم شولتز، ستيفين هيبيستريت في مؤتمر صحافي، إن ألمانيا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع، ستستقبل أيضاً زعماء إندونيسيا وجنوب إفريقيا والسنغال في المؤتمر الذي سيعقد في جبال الألب البافارية في الفترة من 26 إلى 28 يونيو المقبل.
واستضاف المستشار الألماني مودي في برلين الاثنين، لإجراء محادثات ثنائية، حيث دعا الأخير إلى الحوار لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما سيتم عقد اجتماع مشترك بين الحكومتين الألمانية والهندية.
التودد للهند
ورغم المخاوف بشأن إحجام رئيس الوزراء الهندي عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، والقفزة الأخيرة في واردات نيودلهي من الوقود الأحفوري الروسي، فإن شولتز قرر أنه يجب على مجموعة السبع التودد للهند، وفقاً لمصادر مطلعة.
وأضافت المصادر التي لم تكشف هويتها، أنه نظراً لتزايد عدد سكان الهند وتقاليدها الديمقراطية الطويلة، فإن ألمانيا ترى أن نيودلهي تعد شريكاً مهماً محتملاً في الجهود المبذولة لعزل روسيا.
كما يرى شولتز أيضاً، أن هناك فرصة للعمل مع مودي عن كثب في مجالات أخرى مثل تغير المناخ والدفاع.
وتابعت المصادر: "ترغب الحكومة الألمانية في تقوية العلاقات الثنائية مع الهند خلال السنوات المقبلة، كما أنها تدعم جهود الاتحاد الأوروبي لاحتواء نيودلهي من خلال تقديم حوافز اقتصادية، ما قد يساعدها في إعادة التفكير في علاقاتها مع روسيا".
ولفت مودي قبل الانطلاق إلى جولته الأوروبية التي تستمر 3 أيام، إلى أن زيارته تهدف إلى "تعزيز روح التعاون" مع الشركاء الأوروبيين و"هم شركاء رئيسيون في سعي الهند إلى السلام والازدهار"، في حين لفتت "بلومبيرغ" إلى أن النقاش بين الزعيمين سيتطرق إلى كيفية تخفيف قواعد الهجرة لعمال الهند، وذلك لمعالجة نقص العمالة في أكبر اقتصاد أوروبي، فضلاً عن تسريع نقل التكنولوجيا إلى نيودلهي في محاولة للحد من انبعاثات الكربون الضارة بالمناخ.
كما ترغب ألمانيا على المدى المتوسط أن تقدم شركات الدفاع الأوروبية بديلاً للأسلحة الروسية للهند، وذلك كطريقة لتقليل اعتمادها على موسكو.
ولكن يبدو أن رجال الأعمال الألمان يتشككون في إبرام الصفقات مع الهند، إذ يقول عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات الألمانية القوي "BDI"، وولفجانج نيدرمارك، إن "موقف البلاد المحايد تجاه روسيا يؤدي لتعقيد جهود شولتز لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين".
وأضاف نيدرمارك: "يجب على الغرب أن يدرك أن الهند لن تنحاز إلى أي معسكر في النظام العالمي ثنائي القطب بشكل متزايد، لذا فإنه يجب على الاتحاد الأوروبي وألمانيا تقديم عروض لها من دون التخلي عن مصالحهما، كما يتعين على كل من ألمانيا والهند تقليل الاعتماد على روسيا، وهذا ينطبق على واردات الطاقة الأوروبية، وكذلك على التعاون العسكري الروسي-الهندي".
تعميق الروابط
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، يتطلع شولتز إلى تعميق الروابط مع الدول الديمقراطية الأخرى، ولذا اختار زيارة اليابان في أول رحلة له إلى آسيا كمستشار لألمانيا الأسبوع الماضي، بدلاً من اتباع التقليد المتبع الذي يتمثل في زيارة الصين مع وفد من رجال الأعمال.
وكانت الهند من بين أكثر من 50 دولة امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أبريل الماضي.
كما لم تفرض عقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا، ولكنها بدلاً من ذلك تعمل على زيادة واردات الطاقة منها.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الهندي فيناي كواترا قوله، إن "مودي سيتبادل وجهات النظر بشأن الحرب في أوكرانيا خلال زيارته لألمانيا وفرنسا والدنمارك".
وفرضت ألمانيا وحلفاؤها في مجموعة السبع، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا، عقوبات شاملة على روسيا، ولكن لم ينضم سوى عدد قليل من الدول الأخرى إلى هذه الجهود.
اقرأ أيضاً: