قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده "لن تطرد" اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، في خطوة لاقت ردوداً "غاضبة من قبل المعارضة، وذلك بعد أسبوع من الإعلان عن برنامج لعودة مليون سوري إلى بلادهم بشكل طوّعي.
وأضاف أردوغان في كلمة خلال فعالية بمناسبة الذكرى الـ 32 لتأسيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد": "نحن أبناء ثقافة تدرك جيداً معنى المهاجرين".
وتابع: "بإمكان اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم متى أرادوا طوعاً، أما نحن فلن نطردهم من بلادنا أبداً. أبوابنا مفتوحة للسوريين، وسنواصل استضافتهم ولن نرميهم في أحضان القتلة".
يأتي ذلك في وقت من المقرر أن تعقد فيه الحكومة التركية اجتماعاً بالعاصمة أنقرة لمناقشة المشروع الذي يتيح العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا إلى بلادهم، والذي أعلن عنه أردوغان، الأسبوع الماضي.
وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي، أنه يحضّر لـ"عودة مليون" سوري إلى بلدهم على أساس طوّعي، من خلال تمويل استحداث ملاجئ وبنى مناسبة لاستقبال سوريين في شمال غربي سوريا، بمساعدة دولية.
والأسبوع الماضي، أكد حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزب المعارضة، أنه إذا وصل إلى السلطة في الانتخابات التشريعية والرئاسية يونيو 2023، فإن جميع السوريين سيغادرون تركيا "خلال عامين".
ردّ المعارضة
من جانبها، انتقدت أحزاب المعارضة في تغريدات عبر تويتر تصريحات أردوغان، التي أكد خلالها أن تركيا "لن تطرد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها".
وقال رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كيليجدار أوغلو: "هل تحاول البقاء على كرسي الرئاسة بأصوات اللاجئين يا أردوغان؟ عاجلاً أم آجلاً، ستجري الانتخابات التي هربت منها وفي اليوم التالي للانتخابات، ستبدأ "خطة عودة اللاجئين" في مدة عامين".
أما رئيس حزب "النصر" التركي المعارض، أوميت أوزداغ، والمعروف بمعاداته للاجئين وخاصة السوريين، فقال: "سيد أردوغان، تركيا ليست مزرعة والدك. لن نشارك وطننا وأموالنا مع اللاجئين".
وأضاف: "الانتخابات المقبلة سيكون هناك استفتاء، حول هل تريدون رحيل أردوغان واللاجئين معاً؟ لكني أتعهد أن حزب النصر سيرسل كلاكما (للخارج)".
من جهته، تعهد المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب "الوطن" المعارض، محرم إينجه، أن حزبه سيرحّل أردوغان من خلال الانتخابات والسوريين بدبلوماسية سريعة.
5 ملايين لاجئ
ومنذ عام 2016 مع بدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد نحو 500 ألف سوري إلى "المناطق الآمنة" التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها مع سوريا، بحسب أردوغان.
وتستضيف تركيا نحو 5 ملايين لاجئ على أراضيها، معظمهم من السوريين والأفغان، بموجب شروط اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
ونشأت توترات على مر السنين، لاسيما في صيف 2021، بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة، وعلى الرغم من محدودية تلك الحوادث، إلا أنها أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من أن يصبح اللاجئون "موضوعاً" في حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في يونيو 2023.
واحتل ملف اللاجئين السوريين مؤخراً، ساحة السجال السياسي بين الحكومة التركية التي تؤكد إعادتهم إلى بلادهم بشكل طوعي حال توفير البيئة الأمنة، والمعارضة التي تقول إنهم "يشكلون عبئاً على البلاد"، في ظل تصاعد الضغوط من أجل ترحيلهم مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة يونيو العام المقبل.
ووفق بيانات نشرتها إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، فإن عدد السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة "كيملك" التركية ارتفع إلى 3 ملايين و762 ألفاً و686 شخصاً في أبريل الماضي، بعد أن بلغ عددهم في نهاية ديسمبر العام الماضي، 3 ملايين و737 ألفاً و369 شخصاً.