الولايات المتحدة: الاتفاق النووي مع إيران "لا يزال غير مؤكد"

المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
واشنطن-الشرق

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الجمعة، إن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين  إيران والقوى العالمية، "لا زال غير مؤكد"، مشيراً إلى استعداد بلاده لكلا السيناريوهين، فيما شدد على أن الأمر يعود لطهران.  

وأضاف برايس في مؤتمر صحافي من واشنطن: "لا يزال إبرام الاتفاق النووي غير مؤكد، على الرغم من كافة التصريحات المتداولة بشأن الموضوع. نحن نستعد لسيناريوهات يكون لدينا فيها عودة متبادلة للامتثال لبنود الاتفاق حال إبرامه، كما أننا مستعدون لسيناريو عدم إحيائه".

وتابع: "الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت تريد إبرام الاتفاق بسرعة. نعتقد أن العودة المتبادلة إلى الامتثال من شأنها أن تخدم مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك الأهم بالنسبة لنا والمتعلقة بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة".

وبشأن جهود الاتحاد الأوروبي في إحياء الاتفاق، قال برايس: "نعتقد أن الاتحاد الأوروبي قد قام بعمل مهم لإعادة بدء المحادثات مع إيران، بعد عدة أسابيع من التأخير غير المفيد".

وأكد على أن المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا ساهم في "نقل الرسائل بين الجانبين.. نتطلع إلى محادثة أكثر تفصيلاً مع مورا بعد الزيارة التي أجراها لطهران".

وكان مورا أعلن في وقت سابق الجمعة، أنه "احتجز" لفترة وجيزة من قبل الشرطة الألمانية في مطار فرانكفورت في طريق عودته من طهران.

وكتب مورا على تويتر: "محتجز من قبل الشرطة الألمانية في مطار فرانكفورت في طريقي إلى بروكسل عائداً من طهران. لا يوجد أي تفسير".

رد إيراني "إيجابي"

يأتي ذلك في وقت قال فيه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، إن الزيارة التي قام بها منسق بلاده لمحادثات فيينا هذا الأسبوع إلى طهران أدّت إلى "حلّ الموقف"، بعد شهرين من الجمود في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق.

وأضاف بوريل بعد عودة مورا إلى أوروبا، إن ردّ إيران كان "إيجابياً بدرجة كافية، بعد أن ألقى مورا رسالة مفادها أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه. المفاوضات بشأن النووي الإيراني أعيد فتحها". 

وتابع بوريل في اجتماع لمجموعة السبع بشمال ألمانيا: "هذه الأمور لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، لنفترض أن المفاوضات معطلة وتم رفع الحظر عنها وهذا يعني أن هناك احتمالية للتوصل إلى اتفاق نهائي".

وتوقفت المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول الكبرى منذ مارس الماضي، وهو ما يرجع في الأساس إلى إصرار طهران على رفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال بوريل الذي كان يتحدث بينما عاد إلى أوروبا منسق المحادثات إنريكي مورا إن رد إيران كان "إيجابياً بدرجة كافية" بعد أن نقل مورا رسالة مفادها أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه.

وأضاف بوريل للصحافيين في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في شمال ألمانيا: "هذه الأمور لا يمكن حلها بين عشية وضحاها... دعونا نقول إن المفاوضات توقفت ثم تحلحل الموقف" في وجود بادرة "للتوصل إلى اتفاق نهائي".

وتم في مارس الماضي الاتفاق بشكل أساسي على الخطوط العريضة للاتفاق الذي يهدف إلى إحياء اتفاق 2015 الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

ومع ذلك تعثرت المفاوضات بعد مطالب روسية في اللحظة الأخيرة بالإضافة إلى الخلاف بشأن القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقالت مصادر مطلعة إن المسؤولين الغربيين يفقدون الأمل بشكل كبير في إمكانية إحياء اتفاق 2015 الأمر الذي اضطرهم للتفكير في كيفية تقييد التقدم النووي الإيراني حتى في الوقت الذي تسبب فيه الغزو الروسي لأوكرانيا في إثارة الانقسام بين الدول الكبرى.

وقال بوريل: "مضى الأمر بأفضل من المتوقع، توقفت المحادثات والآن أعيد فتحها".

وتحدث مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي بلهجة أكثر حذراً. وقال للصحافيين: "ما زالت هناك عقبات صعبة على طريق التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أن هناك خلافات ما زالت قائمة بين إيران والولايات المتحدة على الأقل.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن زيارة مورا كانت "فرصة للتركيز على مبادرات حل الخلافات المتبقية".

ومضى قائلاً: "ثمة اتفاق جيد ويعول عليه في متناول الأيدي إذا اتخذت الولايات المتحدة قراراً سياسياً وأوفت بالتزاماتها".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي الخميس، إن هناك فرصة ضئيلة أمام موافقة الولايات المتحدة قريباً على رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة.

وزار مورا طهران هذا الأسبوع فيما وصف بأنه الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال رئاسة الرئيس دونالد ترمب.

وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا أطراف أيضاً في الاتفاق.

وفي حادث غريب، احتجزت السلطات مورا وفريقه في مطار فرانكفورت عدة ساعات لدى عودتهم من العاصمة الإيرانية اليوم الجمعة. وقال مورا على تويتر: "فصلوا بيننا. رفضوا اعطاءنا أي تفسير لما يبدو أنه انتهاك لمعاهدة فيينا".

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن الشرطة الألمانية ستصدر بياناً حول الحادث، وقال للصحافيين "يمكن أن تكون هناك أسباب كثيرة تتعلق بالرحلة، وخط الطيران، وليس بالضرورة بالشخص".

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية من دون أن تقدم دليلاً إن إسرائيل وراء الحادث.

وأضافت: "ما حدث في مطار فرانكفورت يتعلق بمعارضة التقدم في المحادثات النووية... اللوبي الصهيوني له نفوذ في الأجهزة الأمنية الألمانية".

وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، وشاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة، التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018، في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب.

وتهدف المفاوضات إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق، ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجدداً لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية. 

وعلّقت المباحثات رسمياً في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات