ملك الأردن: الفراغ الذي ستتركه روسيا في سوريا ستملؤه إيران

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص Battlegrounds - بترا
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص Battlegrounds - بترا
دبي-الشرق

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدراً للتهدئة، وإن الفراغ الذي ستتركه روسيا هناك ستملؤه إيران ووكلاؤها.

وأضاف الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع معهد هوفر الأميركي بُثت الأربعاء، أن "الأردن أمام تصعيد محتمل على حدوده مع سوريا"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وأشار العاهل الأردني، في المقابلة التي أجراها خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران قائلاً: "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءاً من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية".

عمل عربي مشترك

وضمن المقابلة التي أجراها مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds) الذي تنتجه جامعة ستانفورد الأميركية، شدد العاهل الأردني بشأن رؤيته لمستقبل العمل العربي المشترك ودور الأردن بالمنطقة، وجهود محاربة الإرهاب، على أنه "لطالما كان هناك عمل عربي مشترك، وتنسيق ضد تهديد داعش وأماكن وجوده بالمنطقة".

وأكد على أهمية اتباع نهج شمولي للتعامل مع التحديات المختلفة المتزامنة، مشيراً إلى دور "مبادرة اجتماعات العقبة" وتوسع نطاقها لتشمل دول أميركا الجنوبية واللاتينية.

وأشار إلى أنه "تم البحث مع قادة عرب أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمل عبئها الثقيل، بدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة"، لافتاً إلى أن "اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة"، بحسب وكالة (بترا).

وأضاف: "لذلك سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها قبل طلب أي مساعدة".

وأوضح أنه "بعد عامين من انتشار فيروس كورونا عاد تنظيم داعش للظهور سواء أكان ذلك في سوريا أو العراق، أو في إفريقيا"، معتبراً أن زيارته إلى الولايات المتحدة "من أجل التنسيق مع الأصدقاء، ومناقشة ما يمكن القيام به من الناحية التكتيكية والاستراتيجية لما تبقى من عام 2022".

القضية الفلسطينية

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لفت ملك الأردن إلى حديثه المستمر مع الرؤساء الأميركيين، وتأكيداته بأن "تجاهل الشرق الأوسط سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين، ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية".

وشدد على أنه "لا بديل عن حل القضية الفلسطينية"، قائلاً: "مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية، فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوتين للخلف".

وعن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، دعا العاهل الأردني إلى "أهمية فهم طبيعة العلاقة بين البلدين وألا يتم وضعها في إطار معين"، وأوضح أن "الإمارات أمضت عقوداً جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، وهي دولة غنية ذات إمكانيات كبيرة، ولديها استثمارات في جميع أنحاء العالم".

تعزيزات إيرانية وانسحاب روسي

وانتشرت الجماعات الموالية لإيران في مواقع استراتيجية وسط سوريا بعد انسحاب فصائل حليفة لروسيا، حيث وصلت تعزيزات ضخمة من الحرس الثوري الإيراني في أبريل الماضي، إلى مستودعات مهين العسكرية شرق حمص، ووفقاً لما أفادت به مصادر محلية لصحيفة "الشرق الأوسط".

 وأضافت المصادر أن هذه التحركات جاءت عقب عملية انسحاب كامل للقوات الروسية بما في ذلك عناصر من مجموعات "فاجنر"، ونحو 200 عنصر من "الفيلق الخامس" الموالي لروسيا، إضافة إلى أكثر من 23 آلية عسكرية وعدد من السيارات المحملة بالذخائر والمواد اللوجيستية وأجهزة اتصالات.

وذكرت المصادر أن القوات المنسحبة توجهت باتجاه مطار تدمر العسكري شرق حمص، مشيرة إلى أن 5 طائرات مروحية رافقت القوات الروسية أثناء انسحابها من مستودعات مهين.

وكانت إيران رفضت الطلب الأميركي بالالتزام العلني بخفض التصعيد في الشرق الأوسط، مقابل إزالة واشنطن اسم "الحرس الثوري" الإيراني من قائمتها لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، حسبما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصادر.

ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم بأن البيت الأبيض "شدد خلال الأيام الأخيرة موقفه بشأن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب"، مشيراً إلى أن واشنطن "قلقة من التداعيات السياسية المحلية للاتفاق المتعلق بالحرس الثوري الإيراني".

وتواجه جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، شكوكاً متزايدة من قبل الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، وذلك بشأن إمكانية أن يؤدي الاتفاق إلى توجيه مليارات الدولارات إلى موسكو، فيما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من إمكانية إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

تصنيفات