أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، استعداد بلاده للمساعدة في تصدير الحبوب "بلا قيود" من أوكرانيا، في وقت عاد فيه ميناء ماريوبل للعمل جزئياً بإشراف موسكو.
وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، قال بوتين إن "روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد حلول من أجل تصدير الحبوب بلا قيود، بما في ذلك الحبوب في مرافئ أوكرانيا على البحر الأسود"، وفق بيان للكرملين.
وفي السياق ذاته، قالت قناة "روسيا اليوم" إن الاتصال الهاتفي بين الزعماء الثلاثة بحث أيضاً قضية الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن بوتين أكد أن "محاولات إلقاء اللوم على روسيا بسبب صعوبات الإمدادات لا أساس لها من الصحة".
وأضافت القناة أن بوتين شرح أسباب هذه المشاكل التي نشأت من بين أمور أخرى "بسبب العقوبات المفروضة على روسيا"، مشيرة إلى أن بوتين أكد التزام روسيا بالالتزامات التعاقدية بشأن إمدادات الغاز إلى النمسا.
"ماريوبل" يعود للعمل
ذكرت وكالة تاس للأنباء، السبت، أن سفينة دخلت ميناء مدينة ماريوبل الأوكرانية للمرة الأولى منذ أن استكملت روسيا سيطرتها على المدينة، وذلك لتحميل معادن وشحنها شرقاً إلى روسيا، في خطوة وصفتها كييف بأنها عملية "نهب".
وقال متحدث باسم الميناء لوكالة تاس إن السفينة ستحمل 2700 طن من المعادن قبل أن تبحر 160 كيلومتراً باتجاه الشرق إلى مدينة روستوف على نهر الدون بروسيا الاثنين.
ولم يذكر المتحدث أين أُنتج المعدن.
وقالت ليودميلا دينيسوفا، أحد المعنيين بملف حقوق الإنسان في أوكرانيا، إن الخطوة الروسية تصل إلى حد النهب.
وكتبت على تلجرام: "يستمر النهب في الأراضي الأوكرانية المحتلة بشكل مؤقت. بعد سرقة الحبوب الأوكرانية، لجأ المحتلون إلى تصدير المنتجات المعدنية من ماريوبل".
وسيطرت روسيا بالكامل على ماريوبل الأسبوع الماضي عندما استسلم أكثر من 2400 مقاتل أوكراني في مصنع "آزوف ستال" للصلب على بحر آزوف. وقالت الخميس إن الألغام أزيلت من الميناء وفتح مجدداً أمام السفن التجارية.
والأربعاء، أشارت وكالة تاس الروسية إلى أن أول سفينة شحن ستغادر ميناء ماريوبل في الأيام القليلة القادمة، وذلك منذ أن استكملت القوات التي تدعمها روسيا سيطرتها على المدينة.
وقال المسؤول إن السفينة ستنقل نحو 3000 طن من المعادن إلى روستوف-أون-دون في روسيا.
وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع الروسية إن ميناء ماريوبل المطل على بحر آزوف "يعمل بشكل طبيعي".
إبحار.. بشروط
والأسبوع الماضي، قال أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو مستعدة لتوفير ممر إنساني للسفن التي تحمل مواد غذائية لمغادرة أوكرانيا، مقابل رفع بعض العقوبات.
وأضاف "ذكرنا مراراً بخصوص هذه النقطة أن حل مشكلة الغذاء يتطلب نهجاً شاملاً، يتضمن رفع العقوبات المفروضة على الصادرات والمعاملات المالية الروسية".
وأشار "كما يتطلب الأمر قيام الجانب الأوكراني بإزالة الألغام من جميع الموانئ التي ترسو فيها السفن. وروسيا مستعدة لتوفير الممر الإنساني الضروري، وهو ما تفعله كل يوم".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رودينكو قوله إن روسيا على تواصل مع الأمم المتحدة بشأن هذه القضية، موضحاً أن بلاده "لا تستبعد إمكانية إجراء محادثات دولية لفتح الموانئ الأوكرانية".
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، ويسهم نقص صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية متنامية. كما أن أوكرانيا أيضاً مُصدر رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.
وتناقش القوى الغربية فكرة إقامة "ممرات آمنة" لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بزرع ألغام في البحر الأسود.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن رودينكو قوله إن احتمال قيام سفن غربية بمرافقة السفن الأوكرانية التي تحمل الحبوب "سيؤدي إلى تفاقم الوضع في البحر الأسود بشكل خطير".
وفي ما يتعلق بمياه بحر آزوف الضحلة، قالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، إن ميناء ماريوبل يعمل بشكل طبيعي بعد أن أكملت القوات الروسية إزالة الألغام من هناك.
وقالت بريطانيا الثلاثاء إنه لا توجد خطط لإرسال سفن حربية بريطانية للمساعدة في إخراج صادرات المواد الغذائية من ميناء أوديسا الأوكراني المحاصر.
وأوديسا، الواقع على البحر الأسود، هو ميناء المياه العميقة الرئيسي في أوكرانيا.