على هامش "حوار شانجريلا".. 3 وزراء دفاع ينددون بروسيا ويحذرون الصين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (وسط) مع وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مايلز (يسار) ووزير الدفاع الياباني كيشي نوبو (يمين) خلال "حوار شانجريلا" في سنغافورة - 11 يونيو 2022 - Twitter/@ModJapan_jp
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (وسط) مع وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مايلز (يسار) ووزير الدفاع الياباني كيشي نوبو (يمين) خلال "حوار شانجريلا" في سنغافورة - 11 يونيو 2022 - Twitter/@ModJapan_jp
دبي -الشرق

عقد وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان اجتماعاً ثلاثياً، السبت، على هامش قمة الأمن الآسيوي الـ19 المعروفة باسم "حوار شانجريلا"، الذي تستضيفه سنغافورة، نددوا خلاله بالغزو الروسي لأوكرانيا وحذروا الصين من تداعيات اتخاذ أية خطوات أحادية، لا سيما في ملف تايوان.

ويُعد الاجتماع الذي حضره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، والأسترالي ريتشارد مايلز، والياباني كيشي نوبو، العاشر بين قادة الدفاع في الدول الثلاث، وتبادلوا خلاله وجهات النظر بشأن البيئة الأمنية الإقليمية، وجددوا الالتزام بالعمل معاً لاتخاذ خطوات ملموسة وعملية لضمان الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

وأكد الوزراء أيضاً على مواصلة تعزيز التعاون الدفاعي الثلاثي لصالح الأمن الإقليمي، ودعم العمل المهم لدبلوماسيي دولهم، وأعربوا عن رفضهم لما وصفوه بـ"الإكراه والسلوك المزعزع للاستقرار، الذي يُقوض النظام الدولي القائم على القواعد".

وأعربوا عن "التزامهم بمواصلة الوقوف ضد المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة، كما يتضح من الرد الموحد ضد عدوان روسيا غير المبرر وغير العادل وغير القانوني ضد أوكرانيا".

وفي بيان مشترك، قال وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، إن "العدوان الروسي على أوكرانيا يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة"، لافتين إلى أن "لديهم سبباً للاعتقاد بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب فظيعة في جميع أنحاء أوكرانيا".

ودعا الوزراء روسيا إلى سحب قواتها فوراً، ووقف هجومها على الأراضي الأوكرانية، والامتثال للأمر الملزم قانوناً الصادر عن محكمة العدل الدولية في 16 مارس.

ويساور وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان القلق إزاء البيئة الأمنية متزايدة القسوة في بحر الصين الشرقي التي وفق رأيهم "تُقوض السلام والاستقرار الإقليميين"،  وفي الوقت نفسه يُعارضون بشدّة أية إجراءات انفرادية مزعزعة للاستقرار أو قسرية تسعى إلى تغيير الوضع الراهن وزيادة التوترات في المنطقة.

الحل السلمي للنزاعات

خلال اجتماعهم تقاسم الوزراء القلق البالغ إزاء الحالة في بحر الصين الجنوبي، إلى جانب مناهضتهم أية محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو التأثير عليه من خلال عسكرة المعالم المتنازع عليها والأعمال القسرية أو التخويفية، وكذلك اعترضوا بشدة على "مطالبات الصين البحرية غير المشروعة، وأنشطتها في بحر الصين الجنوبي التي لا تتسق مع القانون الدولي، لا سيما على النحو المبين في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".

وأكد الوزراء من جديد قرار هيئة التحكيم في بحر الصين الجنوبي لعام 2016 باعتباره نهائياً وملزماً قانوناً لأطراف النزاع، مُشددين على أهمية الحل السلمي للمنازعات وفقاً للقانون الدولي، على النحو المبين في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق الجوي، وغير ذلك من الاستخدامات المشروعة للبحر. كما جددوا دعمهم للتجارة المشروعة دون عوائق.

وشدد وزراء دفاع الدول الثلاث على أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وتشجيع الحل السلمي للقضايا عبر المضيق.

كما جددوا دعمهم الثابت لوحدة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومركزيتها وأهميتها في تعزيز المعايير والسلوك الإيجابي، والمساهمة في الأمن الإقليمي، وبناء توافق في الآراء والتعاون الإقليمي العملي، بما في ذلك من خلال "اجتماع وزراء دفاع رابطة أمم جنوب شرق آسيا – بلس".

وقال الوزراء إن بلادهم لا تزال ملتزمة بالجهود الدولية الرامية إلى التصدي للتهديدات الخطيرة التي تُشكلها كوريا الشمالية على المنطقة، وأدانوا  تطوير بيونج يانج للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، على نحو "مزعزع للاستقرار وغير قانوني"، بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية المتعددة العابرة للقارات.

نزع السلاح النووي

وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان شددوا أيضاً على أهمية تحقيق نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، معربين عن عن تأكيد حكوماتهم من جديد التزامها بإنفاذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة من خلال الجهود التعاونية لردع وتعطيل عمليات النقل غير المشروعة من سفينة إلى أخرى وغيرها من الأنشطة البحرية غير القانونية.

كما حثّوا بيونج يانج على "إيجاد حل فوري لمسألة اختطاف مواطنين يابانيين ووقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان".

وتعهد الوزراء بتعميق التعاون مع الدول الجزرية في المحيط الهادئ لدعم منطقة آمنة ومزدهرة تُحترم فيها السيادة، بما في ذلك من خلال العمل مع الشركاء لدعم الأمن البحري، والاستجابة للضغوط المتزايدة الناجمة عن الكوارث الطبيعية، ومعالجة آثار تغير المناخ.

وستواصل الدول الـ3 توسيع نطاق المشاركة الإقليمية، وتعزيز التعاون مع نظرائها في منطقة المحيط الهادئ، لا سيما من خلال الهيكل الشامل، الذي يُركز على هذه المنطقة، مثل منتدى جزر المحيط الهادئ، فضلاً عن الاعتراف بأهمية المنتديات الأخرى، مثل اجتماع وزراء الدفاع في جنوب المحيط الهادئ والحوار الدفاعي الياباني بشأن جزر المنطقة.

واعترافاً بالدور الحيوي لقواتهم في إرساء الاستقرار بالمنطقة، أكد الوزراء عدداً من نتائج الاجتماعات الملموسة الخاصة بعدد من المجالات، ففي مجال الأنشطة والتمارين الثلاثية، اتفقوا على زيادة وتعزيز التدريبات الثلاثية لتعزيز قابلية التشغيل البيني والاستعداد والبناء على مهمة حماية الأصول لقوات الدفاع الأسترالية من قبل قوات الدفاع الذاتي اليابانية لعام 2021 عبر إجراء أول مهمة حماية الأصول خلال نشاط ثلاثي.

وتعزيز فرص التدريب التي سييسرها اتفاق الوصول المتبادل بين اليابان وأستراليا وأطر التحالف الأخرى، وتعزيز الاستجابات المنسقة للكوارث والأزمات الإقليمية، وتعميق التعاون في مجال بناء القدرات البحرية.

تعميق الشراكات

وفي مجال التعاون الموسع، اتفقت الدول الـ3 على توجيه الوزارات لإجراء التنسيق اللازم لإنشاء إطار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم لتعزيز التعاون الثلاثي، واستكشاف ومتابعة التعاون الثلاثي بشأن التكنولوجيات المتقدمة والقدرات الاستراتيجية.

وفي مجال التنسيق، أكدوا التزامهم بالاستفادة بفعالية من الآليات الثلاثية لتبادل المعلومات.

وبالنسبة للشراكات الشاملة، اتفقوا على تعميق المشاركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين وذوي التفكير المماثل، في التمسك بقيم الديمقراطية والشفافية واحترام المعايير الدولية، التي تجد موطناً لها في جميع أنحاء العالم. 
 
وقال وزراء دفاع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان إن العلاقات الثنائية بينهم "توفر حجر أساس قوي لتعميق الشراكة الثلاثية، ودعم السلام والاستقرار الإقليميين.  بما في ذلك الاعتراف بالقوة الموجودة في الإجراءات الجماعية، ومشاركة الرأي القائل بأنه لا يمكن لأي بلد بمفرده تحقيق ذلك".

وأضافوا أن بلدانهم تتطلع لتوسيع التعاون، وبناء شراكات شاملة مع الدول الأخرى ذات التفكير المماثل، وزيادة نطاق التعاون الدفاعي في مجالات جديدة ومبتكرة، والعمل على نطاق واسع لضمان مستقبل حر ومفتوح ومزدهر لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات