إفريقيا تحض أوروبا على تيسير إجراءات مدفوعات الغذاء لروسيا

الرئيس السنغالي ماكي سال يتحدث خلال جلسة بمنتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا بكوت ديفوار- 14 يونيو 2022 - REUTERS
الرئيس السنغالي ماكي سال يتحدث خلال جلسة بمنتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا بكوت ديفوار- 14 يونيو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

حض الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حالياً، بروكسل على إفساح مجال لدول القارة لدفع ثمن الحبوب والأسمدة المستوردة من موسكو في ظل عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تستبعد البنوك الروسية من أنظمة الدفع الدولية.

وقال سال في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية: "نريد أن ندفع، لكن الأمر أصبح مستحيلاً. لذلك نطلب من الأوروبيين نفس الآلية المتبعة في الغاز والنفط".

وأشار سال إلى أن بلاده لا تعتمد على واردات الحبوب، لكنه حذر من أن نقص الأسمدة سيكون له تأثير على الإنتاج المحلي.

ونبه الرئيس السنغالي إلى أن "زعزعة الاستقرار في إفريقيا بسبب المجاعة، لا تقل أهمية عن نتيجة الحرب في أوكرانيا الوقت الراهن".

ولم تفرض بروكسل عقوبات على صادرات الحبوب أو الأسمدة الروسية إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، لكنها استبعدت العديد من البنوك الروسية، بما في ذلك "سبيربنك" أكبر مصرف في موسكو من آلية للمدفوعات العالمية بين البنوك "سويفت". 

ومع ذلك تتيح قواعد الاتحاد الأوروبي بعض المجال للدول لتسديد مدفوعات لروسيا مقابل واردات أخرى مثل الغاز.

والشهر الماضي، قال سال خلال اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي، إن العقوبات المفروضة على النظام المالي الروسي، والصعوبات في العثور على شركات تأمين تهدد واردات الحبوب والأسمدة إلى إفريقيا، بحسب تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

وبعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوائل الشهر الجاري، أشار الرئيس السنغالي مرة أخرى إلى أن العقوبات الغربية تساهم في أزمة الغذاء.

ونوقشت هذه المشكلة أيضاً خلال اجتماع ثنائي في باريس بين سال ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي. وقال ماكرون آنذاك لسال إن الاضطرابات لا علاقة لها بعقوبات الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمسؤول في الإليزيه.

وتأتي دعوة سال في الوقت الذي يتسبب فيه الحصار البحري الروسي على البحر الأسود في احتجاز أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عن الإمدادات الغذائية العالمية، بينما تحاول الأمم المتحدة وبروكسل وواشنطن حل المشكلة.

وستُدرج أزمة الغذاء في جدول الأعمال، عندما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة، المقبلين في بروكسل.

تحذير من "مجاعة" 

وفي وقت سابق، الأحد، اتهم منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، روسيا باستخدام صادرات الغذاء "سلاحاً وأداة ابتزاز" ضد من يعارض حربها على أوكرانيا، وحذر من أن تلك الحرب تعرض العالم لخطر المجاعة التي تؤثر على مئات الملايين حول العالم.

وقال بوريل في مقال نشره على مدونة للاتحاد الأوروبي، إنه وفق الأمم المتحدة يعيش 1.2 مليار شخص، ما يعني أن واحداً من كل 6 من سكان العالم، في بلدان معرضة بشدة لمزيج من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وارتفاع أسعار الطاقة، وتشديد الأوضاع المالية.

ويجري تصدير معظم المواد الغذائية التي تنتجها أوكرانيا، وهي إحدى سلال الخبز في العالم، من 7 موانئ تقع على البحر الأسود. 

ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإنه في الأشهر الثمانية التي سبقت اندلاع الحرب مر عبر هذه الموانئ نحو 51 مليون طن من الحبوب، كما كانت تبلغ قيمة التجارة في أوكرانيا 47 مليار دولار سنوياً.  

وحسب أحد التقديرات الأوكرانية، فإنه يمكن نقل 20% فقط من الصادرات الأوكرانية في الوقت الحالي، والتي يتم شحنها عادةً عبر موانئ البحر الأسود، عن طريق السكك الحديدية إلى موانئ البلطيق، وذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة النقل البري 5 أضعاف عن العام الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات