عقب انطلاق المفاوضات النووية.. إيران: لن نتراجع عن خطوطنا الحمراء

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي في إيران. 25 يونيو 2022. - AFP
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي في إيران. 25 يونيو 2022. - AFP
دبي-الشرقوكالات

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الجانبين، والتي تمنع التوصل لتفاهم لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في حين شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده تسعى لاتفاق "جيد وقوي"، ولكنها لن تتراجع عن "الخطوط الحمراء".

وأضاف عبد اللهيان في كلمة له في سفارة بلاده في تركمانستان أن "إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن أبلغتنا بإرادتها الجادة للتوصل إلى اتفاق نووي، لكنها تواصل في الوقت نفسه سياسة (الرئيس السابق دونالد) ترمب".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وواقعية، فهناك احتمال للتوصل لاتفاق في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات".

وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية أكدت انطلاق اجتماع بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري ومبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، الذي سيتنقل ذهاباً وعودة بين الجانبين الأميركي والإيراني.

وأكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أن "الهدف من المفاوضات الانتفاع من المزايا الاقتصادية المنصوصة في الاتفاق النووي"، مشدداً على أن "كل ما يؤثر سلباً على هذه المصالح لا يحظى بموافقة طهران".

وكتبت السفارة الأميركية في الدوحة في تغريدة على "تويتر" أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي التقى في الدوحة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة "الجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن إيران".

هدف المفاوضات

من جهته، قال منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة على إنه "بعد مباحثاتي في طهران، يحضر فريقي اعتباراً من اليوم (الثلاثاء) في الدوحة لتنسيق وتسهيل التبادلات غير المباشرة بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين".

واعتبر أن الهدف من المحادثات هو "دفع العمل للعودة الكاملة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق النووي)".

المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، قال إن المحادثات غير المباشرة والتي تأتي برعاية أوروبية، "ستركّز على حل المسائل التي تمنع التوصل لاتفاق في فيينا".

وأضاف: "تمكنا من مواصلة العملية (التفاوض) وسنمضي قدماً، وكخطوة أولى في هذه المرحلة، نجري محادثات التقارب هذه. وهذا يعني إجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإيجاد طريقة للمضي قدماً".

انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة. 

ترحيب قطري

ورحبت الدوحة باستضافة جولة المحادثات، حيث أكدت وزارة الخارجية في بيان "استعداد دولة قطر التام لتوفير الأجواء التي تساعد كافة الأطراف في إنجاح الحوار"، معربة عن أملها في أن "تتوج جولة المحادثات غير المباشرة بنتائج إيجابية تسهم في إحياء الاتفاق النووي".

في فيينا، حققت المفاوضات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت الى طريق مسدود منذ مارس الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً ما يتعلق بمطلب طهران برفع اسم "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وخلال محادثات فيينا، كررت إيران أيضاً مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترمب.

وتقول إدارة بايدن إن إزالة "الحرس الثوري" من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونجرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.

وفي هذا السياق، شدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على أنّ المحادثات في الدوحة ليست بديلاً عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى، داعياً إلى الاسراع في التوصل إلى النتائج المرجوة.

وأوضح: "أقول دائماً إن الوقت ليس في صالحنا حقاً. لذا يجب علينا المضي قدماً بسرعة كبيرة (...) ولذلك نتمنى أن تستمر هذه الأمور بأسرع ما يمكن. دعونا نرى ما ستكون عليه نتائج محادثات التقارب هذه في الدوحة في قطر، وبعد ذلك نأمل أن يتمكن المشاركون من الاجتماع بسرعة كبيرة لاستمرار المحادثات في فيينا".

وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين أن المحادثات مع الولايات المتحدة ستركّز على رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.

وأعرب خطيب زاده عن أمله في أن تسفر المحادثات عن "نتائج إيجابية"، قائلاً "ما سنفعله في الأيام المقبلة لا يتعلق بالبعد النووي بل بالخلافات القائمة (و) رفع العقوبات".

تصنيفات